إنعكاساتٌ خطيرةٌ... فقدان الوزن السريع يُهدّد صحّتكَ الجسديّة والنفسيّة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في عالم يزداد فيه الوعي الصحي، يسعى الكثير من الناس إلى إنقاص وزنهم لأسباب صحية أو جمالية. من الناحية الصحية، يُمكن أن يُساعد فقدان الوزن الزائد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان.

من الناحية الجمالية، يُمكن أن يُحسّن فقدان الوزن من شكل الجسم ويُعزّز الثقة بالنفس. بينما يُعد فقدان الوزن هدفًا إيجابيًا، إلا أنَّه من المهم أن يتم ذلك بطريقة صحية وآمنة، ففقدان الوزن هدفٌ إيجابيٌّ، ولكن من المهم أن يتم ذلك بطريقة صحية وفعالة.

آثار سلبية مدمرة

كشفت أخصائية التغذية جولين نبهان لـ "الديار" أنه يجب أن يتم فقدان الوزن بطريقة صحية وبطيئة. واعتبرت أن اعتماد حمية غذائية تنقص الوزن بسرعة قصوى هي خطأ شائع جداً ومضرّ جداً للجسم، الذي يتعرض للصدمة في هذه الحال، وعندها، تبدأ الآثار السلبية لنقص الوزن الحاد بالظهور، أبرزها:

- نقص العناصر الغذائية الأساسية: قد يؤدي اتباع حمية غذائية قاسية لفقدان الوزن بشكل سريع إلى نقص العناصر الغذائية الأساسية، مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن. هذا النقص يمكن أن يؤثر على وظائف الجسم الطبيعية والصحة العامة.

- اضطرابات الهضم: قد يعاني الأشخاص الذين يفقدون الوزن بشكل سريع من مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك أو الإسهال أو اضطرابات في المعدة نتيجة للتغيرات الغذائية الحادة.

- ضعف الجهاز المناعي: قد يضعف فقدان الوزن السريع الجهاز المناعي للجسم، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية والالتهابات.

- هشاشة الأظافر والشعر: قد يؤدي فقدان الوزن بشكل سريع إلى ضعف الأظافر والشعر، حيث يصبح الشعر أقل قوة والأظافر أكثر هشاشة نتيجة لنقص البروتينات والعناصر الغذائية الأخرى الهامة.

- تغيرات في دورة الحيض: يمكن أن يؤدي فقدان الوزن بشكل سريع إلى اضطرابات في دورة الحيض لدى النساء، مما يمكن أن يؤثر على صحتهن العامة ويزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل فقر الدم.

- هشاشة العظام: يمكن أن يؤدي فقدان الوزن بشكل سريع إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من نقص الكالسيوم والفيتامينات الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، تضيف نبهان انه يمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع إلى اضطرابات في الهرمونات، حيث يتم تعديل إفراز الهرمونات بشكل غير طبيعي نتيجة للنقص الحاد في الطعام، مما يؤدي إلى زيادة في إفراز الكورتيزول وهرمونات الغدة الدرقية. فهذا التغير الشديد في الهرمونات يمكن أن يتسبب في العديد من الأعراض المزعجة مثل الصداع، والتعب المستمر، وتقلبات المزاج، وضعف الذاكرة، وفقدان الشهية، واضطرابات النوم. وبالطبع، فقدان العضلات. فعندما يتم فقدان الوزن بشكل سريع، فإن الجسم يستهلك العضلات للحصول على الطاقة بجانب الدهون، مما يؤدي إلى فقدان العضلات وتقليل كتلتها العضلية بشكل ملحوظ. هذا الأمر يمكن أن يؤثر سلباً على قوة الجسم وقدرته على الأداء البدني.

العوارض النفسية

ومن الناحية النفسية، تقول نبهان ان فقدان الوزن السريع يمكن أن يؤدي إلى:

- اضطرابات الأكل: قد يصبح الأشخاص الذين يفقدون الوزن بسرعة مهووسين بوزنهم وطعامهم.

- الاكتئاب والقلق: قد يشعر الأشخاص الذين يفقدون الوزن بسرعة بالقلق والاكتئاب بسبب التغيرات في مظهرهم ونمط حياتهم.

- الشعور بالفشل: قد يشعر الأشخاص الذين يفقدون الوزن بسرعة ثم يستعيدونه بالفشل والإحباط.

ماذا عن مرضى السكري؟

بالنسبة لمرضى السكري، تؤكد نبهان ان فقدان الوزن بطريقة آمنة وفعالة، يتطلب نهجًا فرديًا تحت إشراف الطبيب، وباتباع خطة فقدان وزن مدروسة تشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة الرياضة ومراقبة نسبة السكر في الدم، يمكن لمرضى السكري تحسين صحتهم العامة والحد من المخاطر المرتبطة بالمرض.

وعددت مخاطر فقدان الوزن السريع على مرضى السكري:

- انخفاض سريع في نسبة السكر بالدم: يمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع إلى انخفاض سريع في مستويات السكر في الدم، مما قد يتطلب تعديل أدوية السكري أو جرعات الإنسولين.

- سوء امتصاص الأدوية: قد يؤثر فقدان الوزن السريع على امتصاص بعض أدوية السكري، مما يجعلها أقل فعالية.

- نقص الفيتامينات والمعادن: كما هو الحال بالنسبة للجميع، يمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها مرضى السكري للحفاظ على صحة الأعصاب والعينين والكلى.

- ارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع إلى انخفاض الكوليسترول الكلي، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى انخفاض الكوليسترول الجيد (HDL) وارتفاع الكوليسترول السيئ (LDL)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

باختصار، يجب أن يتم فقدان الوزن بشكل آمن ومتوازن، من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، بدلاً من اللجوء إلى الحميات الغذائية القاسية أو استخدام المكملات الغذائية الضارة. ينبغي أن يكون الهدف، تحقيق فقدان الوزن بشكل مستدام، الذي يمكن الحفاظ عليه على المدى الطويل ويعزز الصحة العامة دون تعريض الجسم للمخاطر الصحية المحتملة.