اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده مستعدة من الناحية العسكرية والفنية لحرب نووية، مشيرا إلى أن موسكو ستنشر قواتها على حدود فنلندا بعد انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تزامنا مع تنديد بابا الفاتيكان فرانشيسكو، بالحروب مجددا، بعد أيام من إثارته استياء كييف والعواصم الغربية بسبب ما بدا وكأنها إشارة إلى ضرورة استسلام أوكرانيا وإجراء محادثات سلام مع روسيا، في وقت سجلت فيه التطورات الميدانية تاكيد مسؤولين روس إن أوكرانيا شنت هجمات بطائرات مسيرة على عدة مناطق روسية لليلة الثانية على التوالي، وأعلنوا تدمير عشرات المسيرات الأوكرانية.

فقد أوضح بوتين -في مقابلة مع وسائل الإعلام الرسمية- أن روسيا مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية إذا تعرض وجود الدولة للتهديد، بحسب تعبيره.وأشار إلى أنه في الولايات المتحدة يوجد ما يكفي من المتخصصين في مجال العلاقات الروسية الأميركية وفي مجال ضبط النفس الإستراتيجي، لذلك لا أعتقد أن كل شيء يدفع باتجاهها (المواجهة النووية)، لكننا مستعدون لذلك». وأكد مجددا أن استخدام الأسلحة النووية منصوص عليه في العقيدة النووية للكرملين، وسياستها تحدد الظروف التي قد تستخدم فيها روسيا أسلحتها.وقال بوتين «الأسلحة موجودة من أجل استخدامها. لدينا مبادئ خاصة بنا في هذا الإطار».وأضاف أنه إذا أجرت الولايات المتحدة اختبارات نووية، فإن روسيا قد تفعل الشيء نفسه.

وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال الرئيس الروسي إنه إذا ظهرت قوات أميركية في أوكرانيا، فستعتبرها موسكو قوات دخيلة.وأشار إلى أنه إذا قامت بولندا بإدخال قوات إلى أوكرانيا، فلن تخرج هذه القوات بعد ذلك، بحسب تعبيره.ومع ذلك، قال بوتين إن روسيا لم تواجه قط حاجة لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، حيث يحتدم الصراع منذ شباط 2022.

ومن ناحية أخرى، قال بوتين إن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو «خطوة لا معنى لها» وإن روسيا ستنشر قوات وأنظمة تدمير على الحدود الفنلندية بعد انضمام فنلندا إلى الحلف.وأضاف «لم تكن لدينا قوات هناك (على الحدود الفنلندية)، والآن ستكون هناك، لم تكن هناك أنظمة تدمير هناك، والآن ستُنشر».

في غضون ذلك، ندد بابا الفاتيكان فرانشيسكو، بالحروب مجددا، بعد أيام من إثارته استياء كييف والعواصم الغربية بسبب ما بدا وكأنها إشارة إلى ضرورة استسلام أوكرانيا وإجراء محادثات سلام مع روسيا. وقال البابا- خلال كلمته الأسبوعية في ساحة القديس بطرس- «كثير من الشباب يموتون (في الحرب)، دعونا نصلي للرب أن يمنحنا نعمة التغلب على هذا الهوس بالحروب، الذي هو اندحار دائما».

ولم يشر إلى أوكرانيا أو لأي مناطق حرب أخرى على وجه التحديد، لكنه قال إنه تلقى في وقت سابق مسبحة ونسخة من الإنجيل تعودان لرجل قُتل في جبهة حرب غير محددة.

لكن الكاردينال بيترو بارولين نائب البابا أوضح أن روسيا يجب أن تتوقف أولا عن عدوانها.

في المقابل، أفادت وكالة الأنباء الإيطالية (إنسا) بأن روسيا وصفت دعوة البابا بأنها طلب موجه لحلفاء أوكرانيا الغربيين للتخلي عن طموحهم في هزيمة روسيا والاعتراف بخطئهم في ما يتعلق بهذه الحرب.

ميدانيا اعلن مسؤولون روس امس إن أوكرانيا شنت هجمات بطائرات مسيرة على عدة مناطق روسية لليلة الثانية على التوالي، وأعلنوا تدمير عشرات المسيرات الأوكرانية.

وأوضح ألكسندر جوسيف حاكم فورونيغ المتاخمة لأوكرانيا -عبر تطبيق تلغرام- أن «خطر التعرض لهجمات بمسيرات لا يزال قائما»، وقال إن الليلة الماضية شهدت «رصد وتدمير أكثر من 30 طائرة مسيرة من قبل أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة»، وأن أضرارا «طفيفة» لحقت بالبنية التحتية والمنازل السكنية.

وفي منطقة بيلغورود، أدى تساقط حطام المسيرات إلى إلحاق أضرار بخط إمدادات للغاز في إحدى القرى وانقطاع التيار الكهربائي عن قرى أخرى.

وأكد فياتشيسلاف غلادكوف، حاكم بيلغورود المتاخمة هي الأخرى لأوكرانيا، تدمير 4 طائرات أوكرانية مسيرة فوق المنطقة، ورصد تعرض عدد من المنازل لأضرار من دون تسجيل إصابات بين السكان.

وأضاف غلادكوف، عبر منصة تلغرام، أن القوات الأوكرانية أطلقت النيران على بلدة شبيكينو، مما أدى إلى إصابة شخص وتدمير خط كهرباء فيها وفي القرى المجاورة.

وقال حاكم منطقة كورسك رومان ستاروفويت إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت ما لا يقل عن 4 طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا. ولم يُدل بأي تفاصيل أخرى عن الأضرار المحتملة.

وتنفذ أوكرانيا هجوما على أهداف روسية بعشرات الطائرات المسيرة والصواريخ، مما ألحق أضرارا جسيمة بمصفاة نفط رئيسية. واستهدفت المسيرات الأوكرانية مصفاة للنفط في ريازان التي تبعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرق موسكو، مما تسبب في سقوط جرحى واندلاع حريق، وفقا لحاكم المنطقة بافيل مالكوف.

 محاولة اختراق

وتزامن الهجوم الأوكراني مع سعي لاختراق الحدود البرية لروسيا بعناصر مسلحة.ووفق وزارة الدفاع الروسية، حاول مقاتلون من أوكرانيا دخول منطقتي بيلغورود وكورسك الحدوديتين معتمدين على الدبابات والعربات المدرّعة، وبعد «قصف مكثّف» خلال الليل.

وأكدت الوزارة أنّه تم صد جميع الهجمات التي شنّتها الجماعات الأوكرانية، واستهدافها بسلاح الجو والصواريخ والمدفعية.

كما تحدثت موسكو عن هجوم شنّته مجموعات ممن وصفتهم بالمخرّبين من أوكرانيا على قرية تيوكينو الحدودية في منطقة كورسك، وأعلنت التصدي له أيضا.

وكانت منظمة «فيلق حرية روسيا» أعلنت -عبر منصة تلغرام- أن «قرية تيوكينو في منطقة كورسك تخضع لسيطرة ما تعرف بقوات التحرير الروسية بشكل كامل».

تقدم ومساعدات 

وتحرز القوات الروسية مكاسب على الأرض منذ أسابيع في شرق أوكرانيا، خصوصا بعد سقوط مدينة أفدييفكا المحصّنة، التي استولت عليها موسكو منتصف شباط الماضي.

والتزمت أوكرانيا بناء تحصينات دفاعية تمتدّ مئات الكيلومترات لوقف التقدّم الروسي، لكن وجهت إليها انتقادات معتبرة إياها ضعيفة أو حتى غير موجودة.

وأعلنت الولايات المتحدة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار، الأمر الذي لا يلبي إلى حد بعيد رزمة المساعدات الضخمة المقدرة بنحو 60 مليار دولار التي يطالب بها الرئيس جو بايدن ولا تزال معطلة في الكونغرس بسبب خلافات مع الحزب الجمهوري.

وتتضمن المساعدة خصوصا صواريخ للدفاع الجوي وذخائر وقذائف مدفعية وتلبي «بعض الحاجات الملحة لأوكرانيا»، وفق جيك سوليفان مستشار الرئيس الأميركي.

وقال سوليفان في مؤتمر صحفي «لم يعد لدى أوكرانيا ما يكفي من الذخيرة لاستخدامها. وهذا يتسبب بخسارة الأراضي والأرواح في الميدان. كما أنه يتسبب في تكاليف إستراتيجية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي».

وأضاف أن الدعم العسكري الطارئ «لن يساعد الجيش الأوكراني إلا لفترة قصيرة، لكنه لن يصمد طويلا، لذا يجب إقرار مشروع قانون الميزانية الإضافية، الذي ينتظر في الكونغرس، في أقرب وقت ممكن».

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة