اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ159 للحرب على غزة، وثالث أيام شهر رمضان المبارك واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على مناطق متفرقة من القطاع، موقعا شهداء وجرحى.

واستهدفت طائرات الاحتلال مركزا لتوزيع المساعدات تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.

على الصعيد السياسي، ووسط انقسام سياسي جديد داخل الائتلاف الحاكم، اكدت الفصائل الفلسطينية ان لا اتفاق من دون وقف العدوان، في وقت نفت فيه حركة حماس مزاعم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

فقد افيد بأنّ «جيش» الاحتلال الإسرائيلي انسحب من مدينة حمد شمال غرب مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة. وأشارت المعلومات إلى أنّ فرق الإنقاذ باشرت بانتشال جثامين الشهداء الذين لا يزالون تحت أنقاض منازلهم التي دمرها الاحتلال في إثر انسحابه من مدينة حمد.

وفي السياق، أعلنت كتائب المجاهدين - الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، أنّ مجاهديها تمكّنوا من السيطرة على طائرة إسرائيلية من نوع (Evo Max 4T)  في شمال بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

من جهتها، عرضت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مشاهد من استهداف آليات وتجمعات الاحتلال الإسرائيلي في شارع 10، ومناطق أخرى من جنوب مدينة غزة.

وتواصل المقاومة الفلسطينية خوض اشتباكاتٍ عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عند أكثر من محور في قطاع غزة، ولا سيما شرقيّ خان يونس وغربيّها، جنوبيّ القطاع، في ظل محاولاتٍ إسرائيليةٍ مستمرة لتثبيت مواقعها والتقدّم.

وبينما تواصل المقاومة تصدّيها للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، موقعةً في صفوفها الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، أقرّ «الجيش» الإسرائيلي حتى الآن بمقتل 591 جندياً، منذ الـ7 من تشرين الأول الماضي. إلاّ أنه وعلى الرغم من تشديد «الجيش» الرقابة على نشر الأعداد الحقيقية لقتلاه ومصابيه، من جرّاء المعارك البرية في القطاع، سعياً لإخفاء حجم خسائره، فإنّ البيانات الدقيقة والمقاطع المصوّرة، والتي تبثّها المقاومة الفلسطينية، تُظهر أنّ الخسائر التي يتكبّدها الاحتلال أكبر كثيراً مما يعلن.

الى ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية إصابة جنديين في عملية طعن عند حاجز النفق جنوبي القدس. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن منفذ العملية وصل إلى الحاجز على متن دراجة كهربائية ثم ترجل عنها ونفذ عملية الطعن قبل أن يطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن منفذ عملية الطعن عند حاجز النفق هو الفتى الفلسطيني محمد مراد أبو حامد من سكان قرية الخضر.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر طبية أن المصابين نقلا إلى أحد مستشفيات القدس وجراح أحدهما متوسطة. وقد استدعيت قوات كبيرة من الشرطة إلى مكان الحادث. وقالت المعلومات إن المصابَين هما جندي وجندية وإن إصابتهما بين متوسطة وخفيفة، وأضافت أن عملية الطعن جرت على حاجز النفق، الذي يقع على شارع التفافي يربط بين مدينتي القدس والخليل، وقد أطلقت قوات الاحتلال النار على المنفذ .وأشارت إلى أن هذا الحاجز قد شهد أكثر من عملية طعن منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

بدورها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعملية الطعن التي نفذت عند حاجز النفق في بيت لحم ووصفتها بالعملية البطولية. وحثت الحركة في بيان لها جماهير الشعب الفلسطيني على مواصلة الاشتباك مع الاحتلال نصرةً للمسجد الأقصى وقطاع غزة. ودعت حماس جماهير الضفة للتوجه صوب الأقصى بهدف كسر أغلال الاحتلال وحصاره والتصدي لمساعيه الحثيثة لفرض أمر واقع في المسجد المبارك.

على الصعيد السياسي أكدت الفصائل الفلسطينية، موقفها الموحّد ومفاده أن لا اتفاق ولا صفقات تبادل إلا بوقف شامل للعدوان على الشعب الفلسطيني. 

وذكرت، في بيان لها، أنّ إدارة الشأن الفلسطيني وإدارة شؤون قطاع غزة هو شأن وطني فلسطيني داخلي، مشددةً على أنها لن تسمح للاحتلال وداعميه التدخل أو فرض الوصاية بأي شكل من الأشكال. 

ودعت الفصائل الشعب في الضفة الغربية والقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 ومخيمات اللجوء والشتات، إلى جانب أبناء الأمة وأحرار العالم، للمقاومة والانتفاض والنفير في وجه الاحتلال وشريكته الإدارة الأميركية وداعميهم.  وشدّدت على تعطيل مصالح الاحتلال وقطع العلاقات معه وطرد سفرائه، وإنهاء مشاريع التطبيع. 

كما دعت الفصائل إلى «مواصلة فتح معبر رفح البري وإدخال المساعدات ونقل الجرحى فوراً لإنقاذ حياة الآلاف منهم في ظل العدوان المتواصل.»

وطالبت المؤسسات الدولية والأممية وخاصة الأمم المتحدة بـ «تحمل كامل مسؤوليتها والقيام بواجبها وعملها فوراً في محافظتي غزة والشمال»، مؤكدةً ضرورة عودة النازحين إلى بيوتهم شمالي القطاع. 

وجدّدت الفصائل قولها إنّ كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية تحطمت عند ثبات  المقاومة وصمودها، مشيرةً إلى أنّ ثمن هذه الحرب هو «النصر والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس». 

من جهتها نفت حركة المقاومة الإسلامية - حماس ما تداولته وسائل إعلام ونُسب الى «مصدر كبير بحماس» بشأن تلقي الحركة عرضا دوليا لوقف إطلاق نار ممتدا في قطاع غزة، وعودة تدريجية للنازحين، أو توجه وفد للقاهرة لمناقشة التفاصيل. وخلال التصريح الصحفي، جددت حركة حماس دعوتها لوسائل الإعلام لتحري الدقة والمصداقية في نقل الأخبار، وعدم التلاعب بمشاعر أبناء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان صهيوني وحرب إبادة نازية.

وفي تصريح لوكالة رويترز، أكد القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري أن «إسرائيل» فشلت في تحقيق أي تقدم في المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأوضح أبو زهري أن «إسرائيل» ترفض المطالب التي طرحتها حماس بوقف العدوان والانسحاب من القطاع وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين.

وأشار مسؤولون في حماس إلى أنه من الضروري التوصل إلى وقف لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة قبل البدء في عملية إطلاق سراح الأسرى، مؤكدين أهمية عودة جميع سكان القطاع إلى منازلهم التي فروا منها خلال العدوان.

وأكدت حماس أيضا أنها غير قادرة على تقديم قائمة بأسماء الأسرى الذين لا يزالون على قيد الحياة من دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لأن الأسرى موزعون في مناطق متفرقة داخل القطاع.

في الاثناء أعلن الجيش الأميركي، توجّه عدد من سفنه إلى غزة لإنشاء رصيف بحري مؤقت يسمح بتسلم مساعدات إنسانية للقطاع الذي تحاصره «إسرائيل» ويتعرض لعدوان مستمر منذ أكثر من 5 أشهر.

وفي ظل تعذّر إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر المعابر البرية بسبب تعنت «إسرائيل»، وعدم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مع المقاومة الفلسطينية رغم جهود دبلوماسية متواصلة إقليميا ودوليا، قالت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» إن سفن الجيش الأميركي غادرت قاعدة بولاية فرجينيا -أمس الثلاثاء- في طريقها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لإنشاء رصيف بحري يتيح للسفن إرسال المساعدات الإنسانية لغزة. وأرفقت القيادة بيانها بصور تظهر 4 سفن، وأوضحت أن السفن تحمل المعدّات والإمدادات اللازمة لإنشاء الرصيف البحري المؤقت.ويتوقع أن تستغرق الرحلة نحو 30 يوما، أما عملية بناء الرصيف الموقت، فتفيد التقديرات الأميركية بأنها ستستغرق نحو 60 يوما.

من جهتها شددت السلطة الفلسطينية على ضرورة أن يتم إدخال المساعدات وتوزيعها في قطاع غزة بالتنسيق الكامل معها باعتبارها «القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني»، وذلك عقب تقارير إسرائيلية أشارت إلى دور محتمل لرئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.

وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان إن «آلية إدخال المساعدات وتوزيعها يجب أن تتم بالتنسيق الكامل مع القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، ومن خلال الآليات الدولية المعتمدة وغير القابلة للاستبدال كالأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني والمؤسسات الدولية ذات الصلة».وأكدت الوزارة ترحيبها بالجهود الأميركية والدولية «الهادفة لكسر الحصار عن قطاع غزة وتأمين إدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية والإغاثية بشكل مستدام للمدنيين الفلسطينيين بالطرق كافة البحرية والبرية والجوية».وأضاف البيان أن إدخال المساعدات بكل الطرق يشكل أولوية إلى جانب وقف إطلاق النار ومنع التهجير القسري.

الى ذلك قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف إن جدوى نقل المساعدات إلى القطاع عبر السفن «تبقى محل نظر» بسبب الآلية التي يتم اتباعها لإيصال المساعدات عبر البحر، معتبرا أن الأجدر هو الضغط على «إسرائيل» لإدخال قوافل الإغاثة عبر المعابر البرية المعروفة.

وفي «اسرائيل»، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ زعيم حزب «أمل جديد»، جدعون ساعر، قرر إنهاء الشراكة مع حزب «أزرق أبيض» («معسكر الدولة»)، ومع بيني غانتس، مطالباً بدخول «كابينت» الحرب. وخلال مؤتمر للناشطين عقده ساعر في «تل أبيب»، أعلن قراره «إنهاء الشركة مع بيني غانتس وغادي آيزنكوت».

وقال إنّه «مستاء من حكومة الحرب، لأنّ صوته غير مسموع فيها»، مطالباً بدخول «كابينت» الحرب، لأنّه يسعى لأن «يكون جزءاً من التأثير في السياسة» في ظلّ الحرب على قطاع غزّة.ولفت إلى أنّه «سينطلق بمفرده، وسيتعاون مع قوى إضافية من اليمين الإسرائيلي،لتشكيل تحالف بديل».وأضاف أن «صوتنا، صوت اليمين، ضروري اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى. فإسرائيل اليوم في حاجة إلى بديل، وهو اليمين».

الأردن 

طالب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بقرار دولي يلزم «إسرائيل» بوقف الحرب وإدخال المساعدات إلى غزة، وحذر من أن التعنت الإسرائيلي يدفع المنطقة نحو مزيد من «التأزيم». وقال الصفدي، في مؤتمر صحفي: «لا يمكن السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتقويض أمن المنطقة واستمرار الحرب وتشريد سكان غزة وتجويعهم». 

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة