اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ليتكِ لم تزني...

مع أنّ فعلَ الزنى يلزمه، لاتمامه، فاعلانِ ؛ الّا أنَّ غرائب مفاهيمنا وعجائبها حصرت الفعل بالزانية وكأنّها لا شريك لها. من هنا، ساد المتداوَلُ مألوفاً بين الناس: ليتكِ لم تزني ولم تتصدّقي.

على أيّة حال، فالغرائب العجائب في لبنان لا تنتهي عند حدّ، ولا حتّى عند حدود التي تزني في ليلٍ لتتصدّق في ليلٍ اَخر، او في نهار.

مع تردّي الأحوال هذه الأيّام وتوقّع أهوال الأيّام الاَتية، تتوالى، بكثرة، الوقائع التي تندرج تحت خانَتَي العجائب والغرائب، حتّى لَيحارُ واحدنا من كثرة ما يعترضه او يتعرّض له من دولته ومن جيرته ومن بني جلدته كيف يردّ عنه الصفعات وهو، كيفما اتّجه، تُواجهه صفعات. وليست الصفعات، بالضرورة، ركلاً ولكمات. انّها، في الحصيلة، وجعٌ يصيبك جرّاء اصطدامك بما لا تتوقّع.

وفي استعراض لما مرّ بك من غرائبِ - عجائب ِ الأيام الاخيرة تراك، وعلى الرغم من نصالٍ كثيرة تكسّرت على مثلها، ووسط كثير ما تعجب له، تراك تعجب للذين يستدعون، بنزعاتهم الفرديّة الرعناء، الأزماتِ تلوَ الازمات، الى داخل بيوتهم، الى داخل احزابهم، الى داخل طوائفهم، تعجب أن تراهم يتزيّون زيَّ عقلاء حكماء. يطرحون الصوت على أهل الحَوْل والطَّوْل، واهل الغيرة على وحدة الصفّ، على كلّ ذي رأيٍ وصاحب رؤيا، لكي يبحثوا معهم عن حلولٍ لما استجلبوه هم، بأنانيّاتهم، على نفوسهم من ازمات، وعلى بيوتهم وعلى أحزابهم من أحزانٍ وخزيٍ وويلات. لا، لا، لن تتوقّفَ عند هذا الحدّ غرائبُ الايّام والمصائب. لن تتوقّف حالٌ كهذي الّا حين يرتقي بالناس وعيُهم الى مواجهة كلّ القحاب، في كلّ الميادين، برايةٍ مكتوبٍ عليها : كفى بغاءً وبلاء. لا تزنوا، بعد اليوم، ولا تتصدّقوا.

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟