اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في خضم هذا الزمن الرديء، وفي هنيهة سريعة من هنيهاته الغادرة، رحل سمير بارودي.

بكامل أناقته، رحل.

بكامل متحفه الفقهي، رحل.

رحل وهو يردد مع شارل ديغول: المقابر مليئة برجال لا غنى عنهم.

من كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية، انطلق الحقوقي الشاب سمير بارودي، محامياً متعاونا مع صديق عمره المحامي المرحوم ريمون جورج يزبك، في مكتب ضمير لبنان المحامي المرحوم ريمون اده.وكان مثال المحامي الملتزم برسالة المحاماة، وبقيمها السامية، وبمبادئها الرزينة، محافظا على المناقبية التي لا تقوم مؤسسة أو نقابة الا اذا توفرت في المنتمين إليها.

وطبع العزيز سمير مسيرته المهنية بالعلم والمثابرة والتفتيش والتنقيب في المراجع والكتب والمجموعات. وكان يضرب به المثل  لدى الكلام عن كبار رجال القانون في لبنان.فهو يتنفس هواء اسمه القانون.

كما كان محبا للحياة.وكانت حياته الاجتماعية ناشطة.دخلنا دارته ودخل دارتنا عدة مرات. وكنا نلتقي بصورة دائمة، وتربطنا صداقة عميقة جداً على الرغم من فارق العمر بيننا.

اليوم ينطوي تاريخ عريق من العطاء والمناقبية والشجاعة، وينضم العزيز سمير إلى شلة كبار المحامين الذين يرحلون الواحد تلو الآخر، ويقفلون وراءهم الأبواب على الزمن الجميل، الذي دمغ الحقبة السابقة في تاريخ لبنان، يوم كان وجود داللوز وسيري وفابيا وصفا وطباع وتيان طاغيا، قبل أن يطغى "الألو".

عزاؤنا أن الزميل العزيز جان تدرب على أياديه، وهو يتابع مسيرته بكل ثقة واندفاع. والعزاء مشترك معه ومع أشقائه، ومع الزميل العزيز بيار. رحمه الله

الأكثر قراءة

واشنطن تريد رئيسا بين تموز وايلول وكلمة السر بين بري وهوكشتاين جلسة «النازحين»: العبرة بالتنفيذ وتجاهل الهبة وتوصية من 9 نقاط مفاوضات القاهرة فشلت والمقاومة تدك القواعد العسكرية بعشرات الصواريخ