اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في عالم يتسارع فيه الزمن وتتقلب فيه الأحوال، تظهر تحديات صحية جديدة تستدعي يقظتنا واستعدادنا. من بين هذه التحديات، برز مؤخرًا مرض الخد المصفوع، الذي أثار القلق في قلوب الأهالي وأروقة المدارس. هذا المرض، المعروف أيضًا بالداء الخامس، لم يكتفِ بإغلاق أبواب المدارس في البقاع بل امتد إلى العاصمة بيروت، مما يدق ناقوس الخطر حول الحاجة إلى فهم أعمق لطبيعته وكيفية التعامل معه. في هذا المقال، نلتقي بالدكتور علي الجباوي، أخصائي طب الأطفال، الذي يُطلعنا على معطيات هامة حول هذا المرض ويُرشدنا إلى سبل الوقاية منه.

يُعرف الداء الخامس بأنه مرض فيروسي يسببه فيروس البارفو البشري B19، ويُصنف ضمن الأمراض الطفيلية المعدية التي تُصيب الأطفال بشكل رئيسي، ولكنها قد تُصيب البالغين أيضًا. يتميز هذا المرض بأعراض متعددة تشمل الحمى الخفيفة، الإرهاق، احمرار الوجنتين، ألم في المفاصل، وطفح جلدي ينتشر في الجسم. يُشير الدكتور الجباوي إلى أن الأعراض تظهر عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 4 إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس، وعندما يُصبح الطفح الجلدي مرئيًا، يفقد المرض قدرته على العدوى.

يُشدد الدكتور الجباوي على أن الداء الخامس يُعتبر من الأمراض الشائعة جدًا، ويُصيب حوالي 50% من البالغين دون ظهور أعراض واضحة. ومع ذلك، يُمكن أن يُسبب مضاعفات خطيرة في حالات نادرة، مثل توقف نقي العظم عن توليد العدد الطبيعي من خلايا الدم الحمراء، وهو ما يُعرف بأمراض عدم التنسج. كما يُمكن أن يُسبب الفيروس مشاكل خطيرة للجنين إذا أُصيبت الأم الحامل به خلال الحمل، مثل الأنيميا الحادة أو حتى الموت.

ويُنصح الدكتور الجباوي بأهمية الوقاية من خلال النظافة الشخصية، التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، خاصة في الأماكن المزدحمة مثل المدارس. ويُؤكد على أن الوعي والتثقيف الصحي هما السبيلان الأمثلان للحد من انتشار هذا المرض.

في خضم الجهود المبذولة لمكافحة الأمراض المعدية، يُعتبر الداء الخامس تذكيرًا بأن الوقاية خير من العلاج. إن الاهتمام بالصحة العامة والتعاون المجتمعي لا يقتصران على حماية الأفراد فحسب، بل يُعززان أيضًا الأمان الصحي للمجتمع بأسره. ومع استمرار البحث العلمي والتطورات الطبية، نأمل أن نتمكن من تجاوز هذه التحديات بنجاح وأن نُحافظ على صحة أطفالنا ومستقبلهم.

الأكثر قراءة

ملف الرئاسة: اللجنة الخماسية تحشر نفسها بالوقت فهل تنعى مهمتها في آخر أيار؟ قطر تجدد مساعيها من دون أسماء وجنبلاط الى الدوحة اليوم بدعوة رسمية جبهة الجنوب مرشحة للتصعيد... ومفاجآت حزب الله تنتظر العدو