اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ165 للحرب، كثّف الجيش الإسرائيلي القصف على أحياء مدينة غزة مما أسفر عن العديد من الشهداء، كما ارتكب مجزرة في مجمع الشفاء الطبي راح ضحيتها 50 فلسطينيا بينهم أطفال، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

سياسيا، كشفت المعلومات إنه من المخطط أن يلتئم مجلس الحرب الإسرائيلي لبحث مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار المستمرة في الدوحة التي أعربت عن تفاؤل حذر.

وبينما تتواتر التحذيرات من تفشي المجاعة في قطاع غزة، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إصراره على شن عملية برية في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، وذلك باتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلا إنهما اتفقا على أن تقدم واشنطن أفكارا للمساعدات الإنسانية.

فقد قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إرسال فريق إلى واشنطن لبحث مخطط اجتياح رفح. وأضاف بايدن أنه أكد خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو على أهمية الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار في غزة يستمر لأسابيع كجزء من اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

فيما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر مطلعة قولها إن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي جو بايدن ساعد في تنقية الأجواء بينهما إلى حد ما. وأضاف أن بايدن أبلغ نتنياهو-خلال اتصالهما الهاتفي - أنه لا يحاول تقويضه سياسيا، بعد أن أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قلقه من أن البيت الأبيض يحاول تقويضه بعد زيارة الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس إلى واشنطن. وقال الموقع إن نتنياهو كان غاضبا مما اعتبرها محاولات أميركية لإضعافه سياسيا، واشتكى من خطاب زعيم الأغلبية الديموقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، الذي دعا لانتخابات بـ «إسرائيل»، وتأييد الرئيس الأميركي له.

بلينكن

من جهته أعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيزور السعودية ومصر هذا الأسبوع، لبحث الجهود المبذولة لضمان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وقال بلينكن إن رحلته إلى الشرق الأوسط لها عدة أهداف، منها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتأمين إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين. وأضاف في مؤتمر صحفي أن الزيارة ستهدف إلى مناقشة الأساس السليم لسلام إقليمي دائم في المنطقة.

وقال بلينكن إن جميع سكان غزة يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مشددا على الضرورة الملحة لزيادة إيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع. وأوضح أنه بحسب المعايير الموثوق بها، يعاني 100% من سكان غزة من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف شعب بأكمله على هذا النحو. وتابع أنه يتعين على «إسرائيل» إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وتوفير المساعدة الإنسانية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

في غضون ذلك، كشف المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، عن وجود تفاؤل حذر بشأن محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزّة.  وقال الأنصاري إنّ «المفاوضات الفنية بشأن وقف إطلاق النار مستمرّة، على الرغم من مغادرة رئيس الموساد الإسرائيلي مدينة الدوحة». كما تابع، قائلاً: «لسنا قريبين من اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة، ولكننا متفائلون». وشدد الأنصاري على أنّ أيّ هجومٍ على رفح سيؤثّر سلباً في التوصّل إلى اتفاق٬ وسيؤدي إلى دمارٍ كبير وفظائع غير مسبوقة في «الصراع». وأوضح أنّ «الهدف الرئيسي التالي لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة، هو إرسال مقترح مقابل لحماس».

وفي وقتٍ سابق، أكّد ممثل حركة المقاومة الإسلامية- حماس في لبنان أحمد عبد الهادي أنّ المقاومة لا يمكن أن توافق على أي صفقة من دون تقديم ضمانات دولية، والتزام واضح بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.  وقال إنّ حماس فصّلت في رؤيتها هذه المرة في موضوع الأسرى مع شرط وجود ضمانات، مشيراً إلى أنّ المسألة باتت في ملعب الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة.  ولفت إلى أن «كل ما أشاعه الاحتلال عن إعاقة الحركة للمفاوضات هو كذب، لأن حماس واضحة في مطالبها»، مضيفاً أنّ قيادة المقاومة أبلغت الوسطاء أن المرونة تستلزم تقديم ضمانات دولية والتزاماً واضحاً في تحقيق 4 شروط. 

وعدّد عبد الهادي الشروط الـ 4 وهي: وقف دائم للعدوان وانسحاب كامل وإزالة آثار العدوان وعودة النازحين، مشدداً على أنها شروط للتوصل إلى صفقة وقف إطلاق نار وتبادل للأسرى.

وقبل أيام، أكّدت الفصائل الفلسطينية موقفها الموحّد ومفاده ألا اتفاق ولا صفقات تبادل إلا بوقف شامل للعدوان على الشعب الفلسطيني.

ميدانيا تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 31,819 فلسطينياً، معظمهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 73,934، وفقاً لآخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة.

وكشفت الوزارة، أنّ الاحتلال ارتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزّة، وصل منها إلى المستشفيات 93 شهيداً و 142 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، مؤكّدةً أنّ عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وشنّت طائرات الاحتلال الحربية غارات متفرقة استهدفت مخيم جباليا في شمالي قطاع غزّة،  ومخيم النصيرات في وسطه، ورفح في الجنوب. وقد أدت تلك الغارات إلى استشهاد أكثر من 20 فلسطينياً وإصابة آخرين. واستهدفت غارات للاحتلال الإسرائيلي منازل في حي الرمال ومخيم الشاطئ ومحيط مستشفى الشفاء، إضافةً إلى منطقة الميناء غربي مدينة غزة.

وأفادت المعلومات بأنّ مروحيات «أباتشي» ودبابات الاحتلال تطلق النار بشكلٍ متقطع في المناطق الغربية لمدينة غزّة. وتحدثت عن سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت المناطق الشمالية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع.

كذلك، ارتكب الاحتلال في الساعات الأخيرة مجزرة راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى، بينهم أطفال، بعد قصفه منزلاً غرب مخيم النصيرات وسط القطاع يعود إلى عائلة الحاج.

وقالت المعلومات إنّ 14 مدنياً استشهدوا وأُصيب العشرات من جراء استهداف الاحتلال 5 منازل في رفح جنوبي قطاع غزة، كما تم نقل عدد من المصابين، بينهم أطفال، إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي العلاج.

من جهة ثانية، استهدفت طائرات الاحتلال مخزناً للمساعدات تابعاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في مخيم جباليا شمالي القطاع، ما أدى إلى استشهاد اثنين من العاملين ووقوع عدّة إصابات.

وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ الاحتلال يواصل استهداف طواقم الهلال منذ بداية الحرب على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 14 شخصاً كانوا على رأس عملهم.

ويواصل «جيش» الاحتلال لليوم الثاني على التوالي حصار مستشفى الشفاء في حي الرمال غرب مدينة غزة.

يذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت العائلات في محيط مجمع الشفاء الطبي على النزوح في ظل القصف المستمر وإطلاق النار على كل من يتحرّك في المنطقة واقتحام المنازل، وطُلب من المدنيين إخلاء حي الرمال ومستشفى الشفاء فوراً.

الى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل قائد في غرفة عمليات اللواء 401 خلال معارك في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، حيث تواصل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في تلك المنطقة. وقال الجيش الإسرائيلي إن القائد الذي قُتل هو ضابط احتياط (51 عاما) في غرفة العمليات المتقدمة التابعة للواء 401. وبذلك يرتفع عدد القتلى من الضباط والجنود الإسرائيليين إلى 594 منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

من جانبها، أعلنت كتائب القسام استهداف 7 آليات عسكرية إسرائيلية في محيط مجمع الشفاء. وكانت قد ذكرت أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع القوات المتوغلة قرب مستشفى الشفاء.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة جنديين في «جيش» الاحتلال، أحدهما جراحه خطرة، والآخر متوسطة، من جراء عملية إطلاق نار قرب مستوطنة «غوش عتصيون» شمالي الخليل، جنوب الضفة الغربية. ولاحقاً، أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن استشهاد منفذ العملية.

وتأتي العمليات الفدائية، التي ينفّذها شبان فلسطينيون في الضفة الغربية، لتزيد من حالة القلق لدى سلطات الاحتلال التي توقعت تصعيد العمليات خلال شهر رمضان، حيث حذّر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، من انفجار الأوضاع الأمنية خلال الشهر المبارك، تزامناً مع دعوات إلى المشاركة في «طوفان رمضان»، نصرةً لقطاع غزة.

الخارجية الفلسطينية

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن «إسرائيل» بدأت عدوانها على مدينة رفح جنوب قطاع غزة دون أن تعلن عن الخطوة أو تنتظر إذنا من أحد تفاديا لردود الفعل الدولية. وأدانت الوزارة في بيان القصف الإسرائيلي الدموي المتصاعد وعمليات التدمير الممنهجة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد مدينة رفح، دون الاكتراث للتحذيرات الدولية بشأن خطورة اجتياح المدينة التي تضم مئات الآلاف من النازحين من شمال ووسط القطاع. واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن تصعيد القصف الدموي في رفح بداية جدية لتوسيع جرائم الاحتلال رغم وجود النازحين بالمنطقة دون إعطاء أي اعتبار لحياتهم. وأضافت في بيان أن الغارات الإسرائيلية على المدينة تشكل استخفافا رسميا بالمطالبات الدولية والأميركية لحماية السكان وتأمين كامل احتياجاتهم الإنسانية. 

الأكثر قراءة

توقيف سلامة يطرح علامات الاستفهام وخاصة التوقيت