اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عيد القِيَم

في عيد تجسُّد القيم بأسمى تجلّياتها ومعانيها، في عيد الأم، يحضرني من مفارق العمر الذي راح، صدى لِذكرى مشهدٍ اليم. بلى، انّ من الاَلام ما يبقى عصيّاً على النسيان، ما لا تقوى على محوِه من الوجدان ولو عشراتٌ من الأعوام.

في مثل هذا اليوم، ومنذ ما يقارب العشرين عاماً، تُطّل من على شاشة الذاكرة وهي تودّع أيّامها الاخيرة، جارةٌ ليس كمثلها في تاريخ الجوار، لا جارةٌ ولا جار، تطّل سائلة أيّاي ان أبلغ كبير أبنائها العامل في مدينة غير بعيدة، رغبتها في ان تراه. قل رغبتها في ان تُودعَه وهي تُودّعه اَخر وصاياها. وكانت الفاجعة التي أقسى من فاجعة الموت اعتذاره عن الحضور، وهو العارف باقتراب الساعة،متذرِّعاً بحماقة بلهاء، انّ ظروف عمله تمنع عليه تلبيةَ رغبة أمّه، "الكثيرة الطلبات والالحاح" على ما افصح عنه وباح، واضعاً للاتصال معه نهايته.

قُصاراي في مناسبة عيد الأم لهذا العام، أن ليتني لم أكن شاهداً على ذلك المشهد، شاهداً على انطفاءَتَين: انطفاءة الحياة في أمٍّ اعرفها فيها من نور الله نور، وانطفاءة لهب الوجدان الانساني في ابنٍ على هذا المستوى من انعدام الحياء والوفاء.

الى هاتيك الامّ المنتقلة الى حيث الجنّة تحت اقدام الامهات، الى روح الباقية في البال، تحيّةً من اعماق الروح المشتاقة الى لقائها بالرجاء الذي لا يموت.

اَخر الكلام في هذا المقام، انّه لا يمكن ان يكون أباً صالحاً مَن لم يكن ابناً بارّاً بأمّه وبأبيه.

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»