اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في اليوم الـ167 للحرب، أحرقت قوات الاحتلال المنازل والأبنية المحيطة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، كما أمر النازحين بإخلائه فورا والنزوح نحو جنوب القطاع وإلا سيتم قصفه، بينما واصلت طائراته ضرب المناطق السكنية، خاصة في وسط القطاع.

وسياسيا، التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن  في القاهرة وزراء خارجية عرب في إطار جولة سادسة له بالمنطقة، وذلك بعد زيارته للسعودية حيث بحث سبل وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات لسكان غزة، فيما من المتوقع أن يتوجه اليوم لـ «إسرائيل».

في غضون ذلك صدر بيان عربي هزيل دعا الى رفض تهجير الفلسطينيين، تزامنا مع وعد من وزير الخارجية الاميركية بهدنة، بعيد تقديم واشنطن لمشروع قرار الى مجلس الامن لوقف فوري لاطلاق النار.

وفي الضفة الغربية المحتلة، اغتالت قوات الاحتلال 8 مقاومين فلسطينيين في جنين ورام الله ومخيم نور شمس، كما أعدمت شابا عند مفرق مستوطنة غوش عتصيون للاشتباه في تنفيذه عملية طعن.

فقد أكّدت مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات وفلسطين في بيان عقب اجتماعها، في العاصمة المصرية القاهرة ضرورة «تحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع».

وجاء في بيان مشترك للدول الست نشرته وزارة الخارجية المصرية على حسابها الرسمي على منصة «إكس»: «استضافت جمهورية مصر العربية اجتماعاً لوزراء خارجية جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة قطر، ووزيرة الدولة للتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تمّ التباحث وتبادل وجهات النظر حول تطورات القضية الفلسطينية، والتداعيات الكارثية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة».

وبحسب البيان، أكّد المشاركون على «أولوية تحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية»، وجددوا رفضهم «لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، أو تصفية القضية الفلسطينية»، مشددين على «ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات الأحادية التي تقوّض فرص تحقيق السلام العادل».

في غضون ذلك، اشار بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ان رئيس الموساد سيسافر إلى قطر اليوم الجمعة للقاء وسطاء في مسعى للوصول إلى اتفاق بشأن الرهائن، كاشفا انه سيلتقي مدير المخابرات المركزية الأميركية ورئيس الوزراء القطري ورئيس جهاز المخابرات المصري.

السيسي وبلينكن

على صعيد متصل، التقى بلينكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة. وقال مكتب الرئيس المصري ووزارة الخارجية الأميركية إن السيسي وبلينكن استعرضا التقدم المحرز في المفاوضات. وشدد السيسي على «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار»، مشيرا إلى كارثة إنسانية تهدد حياة المدنيين في غزة. وحذر الرئيس المصري من «العواقب الخطرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية».

وكان بلينكن وصل إلى القاهرة قادما من السعودية، ضمن جولته السادسة بالمنطقة منذ حرب غزة، والتي يختتمها الجمعة في «إسرائيل»، كما شارك في القاهرة في اجتماع مع نظرائه القطري والأردني والمصري ووزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

لقاء جدة

وكان بلينكن قد التقى في جدة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك في مستهل جولة إقليمية بالمنطقة. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن بلينكن بحث مع ولي العهد السعودي التطورات في قطاع غزة ومحيطها والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية. كما قالت الخارجية السعودية إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بحث مع بلينكن تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومدينة رفح، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وجهود ضمان إدخال المساعدات الإنسانية الملحة.

بدوره، قال بلينكن في منشور له على منصة إكس إن المحادثات التي أجراها في السعودية تناولت الأزمة الإنسانية في غزة والجهود المبذولة لزيادة المساعدات الفورية للفلسطينيين. وأكد بلينكن مجددا التزام واشنطن بالسلام والأمن الدائمين في المنطقة، على حد تعبيره.

من جانبها، نوهت وزارة الخارجية الفلسطينية بجهود بلينكن، لكنها قالت «لا نرى نتائج ملموسة لجولاته». وأضافت الوزارة في بيان لها امس «مع كل جولة لوزير الخارجية الأميركي تلجأ إسرائيل إلى تصعيد عدوانها على شعبنا كما هو حاصل حاليا بمجمع الشفاء الطبي في غزة».

وامس كشف إن الولايات المتحدة وزعت مشروع قرار معدل للمرة السادسة على أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في قطاع غزة، حيث يقر مشروع القرار المعدل بضرورة وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لحماية المدنيين من جميع الأطراف والسماح بإيصال المساعدات الأساسية وتخفيف المعاناة الإنسانية. ويقول مشروع القرار إنه يدعم بشكل لا لبس فيه الجهود الديبلوماسية الدولية الجارية لتأمين وقف إطلاق النار المتعلق بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين.

الى ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب للأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي إنه سيواصل الحرب على قطاع غزة. في المقابل، انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بشدة خطاب نتنياهو ووصفه بالتدخل السافر في الانتخابات الأميركية. وأكد نتنياهو أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة للقضاء على حركة حماس سيتم، لكنه سيستغرق وقتا. وأضاف نتنياهو أنه ليس سرا أن هناك ثمة اختلافات مع إدارة الرئيس جو بايدن بهذا الخصوص، مؤكدا أن إسرائيل ستقوم بما يناسب أمنها على الرغم من تلك الخلافات.

وفي تداعيات هذه الخلافات، ذكر موقع «بانتش بول نيوز» الإلكتروني أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر رفض طلب نتنياهو التحدث عبر الفيديو أمام الأعضاء الديمقراطيين بمجلس الشيوخ. وأفاد الموقع بأن شومر برر رفضه بأن هذه المحادثات ينبغي ألا تتم بأسلوب حزبي.

لكن نتنياهو قال في كلمته أمام الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ -حسب ما نقلت رويترز- إن حرب غزة مستمرة، وإن جهود هزيمة حماس ستتواصل. وقال السيناتور الجمهوري جون باراسو إن الأعضاء الجمهوريين أكدوا لنتنياهو دعمهم ما قال إنه حق «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها، وهو ما رد عليه نتنياهو بأن هذا بالضبط ما ستواصل «إسرائيل» القيام به.

انتقادات لبيد

من جهته، أعلن زعيم المعارضة البرلمانية الإسرائيلية يائير لبيد معارضته إلقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كلمة أمام كتلة الحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي. وحذر لبيد في حديث للإذاعة الإسرائيلية الرسمية نتنياهو من أن ذلك سيكون كتدخل سافر في الانتخابات الأميركية ويشكل مخالفة لكل المتعارف عليه في العالم، وهو ما من شأنه أن يعمق الأزمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته.

وكان كشف مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن أسباب تعثر المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأرجع المصدر تعثر المفاوضات إلى 3 أسباب، يكمن الأول في رفض الاحتلال الانسحاب من محوري الرشيد وصلاح الدين، للسماح بعودة النازحين دون شروط ومرور المساعدات. أما السبب الثاني -وفق المصدر- فقد رفض الاحتلال الإسرائيلي التعهد بالانسحاب الشامل والكامل من قطاع غزة ضمن المرحلة الثانية. كما أبدى الوفد الإسرائيلي المفاوض عدم جدية في ملف الأسرى، وتلاعب بمعادلة التبادل، حيث عرضت حماس معادلة محددة، ورفضت الخوض في الأعداد، لأنها ليست متأكدة من عدد المدنيين المتبقين على قيد الحياة.

وكانت نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) «معقدة وصعبة»، مشيرا إلى أنه لا يزال يمكن التوصل إلى صفقة. في المقابل، طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بصفقة فورية ووقف الهجوم على رفح. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن مؤشرات تل أبيب بشأن صفقة التبادل ليست جيدة، لكنها تأمل أن تشهد تحولا، وفق تعبيره.

من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، ومن الممكن ردم الفجوات بين حماس و»إسرائيل». وأشار المسؤول إلى أن تل أبيب تنتظر رد حماس على الرد الإسرائيلي، وقال إنه في حال لم تغير حماس مواقفها فهذا يعني أنها تضيع الوقت، على حد تعبيره.

ميدانيا أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر راح ضحيتها 65 شهيدا في يوم واحد، إضافة إلى 92 مصابا، وقصف مربعات سكنية في أنحاء متفرقة من القطاع. وأفادت بأنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع عناصر الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 31 ألفا و988 شهيدا، في حين بلغ عدد المصابين 74 ألفا و188 منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وأفادت المعلومات بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت منزلا لعائلة أبو العربي غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، مما أدى الى تدميره على ساكنيه ووقوع عدد من الشهداء والجرحى، وشيّع عدد من أهالي مدينة دير البلح 9 شهداء نتيجة القصف، بينهم أطفال ونساء، من مستشفى شهداء الأقصى بالمدينة.

كما استهدفت قوات الاحتلال منزلا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ودمرت مربعا سكنيا يضم أكثر من 8 منازل سويت جميعها بالأرض.

وأضافت أن 4 فلسطينيين استشهدوا إثر استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لسيارة وسط بلدة بني سهيلا شرق خان يونس في جنوبي قطاع غزة، وقال إن الغارة تسببت أيضا بإصابة عدد كبير من المواطنين ومعظمهم كانوا على متن شاحنة كانت تسير بجانب السيارة المستهدفة.

ونشر الناشط الفلسطيني أسامة الكحلوت عبر قناته على «تليغرام» مشاهد تظهر نقل وانتشال فلسطينيين لجثث شهداء من داخل منزل مدمر يعود لعائلة الهباش عقب قصف قوات الاحتلال مربعا سكنيا في النصيرات وسط قطاع غزة. كما وثقت المشاهد جانبا من آثار الدمار عقب قصف قوات الاحتلال مربعا سكنيا في النصيرات.

وفي مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، اعترف جيش الاحتلال بإعدام 140 فلسطينيا منذ بدء الهجوم على المسشفى، 50 منهم قال إنه قتلهم وسط استمرار عمليته العسكرية في المجمع الطبي الذي يؤوي عشرات النازحين والمصابين.

وأكدت المعلومات وقوع اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال عند مدخل شارع الوحدة في محيط مجمع الشفاء بمدينة غزة، والذي يشهد معارك متواصلة منذ 4 أيام.

ومن جانب آخر، كرر مسؤولون في الأمم المتحدة تحذيراتهم من موت فلسطينيين في غزة من الجوع، وذلك بعدما نشرت وكالات أممية تصنيفا جديدا لانعدام الأمن الغذائي في القطاع جراء الحرب الإسرائيلية. وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين -في بيان- إن معايير «التصنيف المرحلي المتكامل» لإعلان المجاعة لم تستوف نظريا، لكن «سكان غزة يموتون من الجوع».

ويقدّر برنامج الغذاء العالمي أن واحدا من كل 3 أطفال في شمالي القطاع يعاني سوء التغذية، وأن «سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتزايد بوتيرة قياسية».

في الوقت نفسه، قالت بيث بيكدول نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة إن «وجود 50% من كل السكان عند مستويات كارثية قريبة من المجاعة هو أمر غير مسبوق».

الأكثر قراءة

توقيف سلامة يطرح علامات الاستفهام وخاصة التوقيت