اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بنيامين نتنياهو قال له "أنا أقوى منك في أميركا". هل يستطيع جو بايدن أن يقول له" ... وأنا أقوى منك في "اسرائيل" ؟ لا بطبيعة الحال. أهل اليمين في حال من التعبئة الهيستيرية. دعوة على الطريقة "الداعشية"، الى قطع رأس الرئيس الأميركي، والى حد وصفه بـ "هتلر الأميركي"، وقد آن الأوان ليخرج جثة من البيت الأبيض "بعدما وضع الكوفية الفلسطينية على كتفيه"!

حتى دونالد ترامب الذي حذّر من أن "نرى حماس في شوارعنا"، لاحظ أن ما يفعله "الاسرائيليون" في غزة، أشد فظاعة من أن يتحمله الضمير البشري (باستثناء الضمير العربي)، قال ان "اسرائيل تفقد الكثير من الدعم الدولي" بسبب حربها ضد الفلسطينيين، داعياً الى "انهاء هذه الحرب والمضي قدماً في عملية السلام". كاد يتهم صديقه نتياهو بتقويض "صفقة القرن" التي رأى فيها جاريد كوشنر "نسخة معاصرة عن الوعد الالهي".

لكن ترامب لا يستطيع الا أن يكون "اسرائيلياً". رأى أن "تل أبيب ارتكبت خطأ كبيراً لنشرها صور القصف، وسقوط القنابل على المباني الآهلة". كان يفترض تحويل غزة الى مقبرة دون هذا الضجيج الذي عرّاها حتى العظم.

أخيراً، من يصرع الآخر، الفيل الذي يتحول في العام الانتخابي الى بطة عرجاء؟ أم الثعبان الذي تحول في أشهر الحرب الى دجاجة عرجاء؟ ولكن، هل كان يمكن لبايدن، الذي استخدمت بلاده "الفيتو" 104 مرات لمصلحة "اسرائيل" في مجلس الأمن، أن يمتنع عن التصويت على القرار الأخير، لو لم يكن واثقاً من أن اللوبي اليهودي يشعر بالهلع من تلك السياسات التي اثارت السخط العالمي، ما يجعل اليهود أمام نوع آخر من الهولوكوست.

نتنياهو، كمكيافيلي محترف، يفكر بطريقة مختلفة. يعلم مدى تأثير اليهود في مراكز القرار في الغرب. هؤلاء لا يستطيعون الا أن يقفوا معه، لأن "اسرائيل" أمام اختبار وجودي، حتى أذا تعرضت للخطر تعرضوا هم للخطر...

ولكن، حتى أن "حاخاماً" ديبلوماسياً مثل دنيس روس، يعتقد أن المصلحة الاستراتيجية "لاسرائيل" ترتبط عضوياً بالمصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة. على هذا الأساس، أي اهتزاز في العلاقات لا يمكن الا أن يمهد بشكل أو بآخر، لانفجار هذه العلاقات.

"اسرائيل" لم تكن يوماً على هذا المستوى من الضعف أو من التصدع على المستويات كافة. حتى أن المؤسسة العسكرية التي وصفها موشي دايان بـ"روح الدولة" ، تعاني من الانهاك الميداني والانهاك السيكولوجي، بعدما فوجئ الجنرالات بأن حرب الأسابيع القليلة وقد تحولت الى حرب الأشهر الكثيرة، في ظل الأداء الأسطوري للفلسطينيين الذين تصدوا للدبابات وللقاذفات، حتى من قبورهم. مجرد اثارة مسألة تجنيد اليهود "الحريديم" يكشف مدى الأزمة اللوجيستية والعملانية للجيش "الاسرائيلي". المؤرخ "الاسرائيلي" ايلان بابيه لاحظ أن نتنياهو في كل محاولاته لتشكيل الحكومات، يعطي الأولوية لـ "الصفقات الايديولوجية" على "الضرورات الاستراتيجية". هكذا كانت الصفقة مع "الحريديم"، الذي باتوا يشكلون 13 % من السكان اليهود، وهي تقضي باعفاء طلاب مدارس الـ "يشيفاه" Yeshiva من الخدمة العسكرية، ورصد المساعدات المالية لمؤسساتهم.

منذ سنوات، حين كان "الحريديم" يشكلون نحو 3 %، وصفهم الفيلسوف الفرنسي ادغار موران ب"القنبلة التوراتية"، كرديف عقائدي للقنبلة النووية. أحد "حاخاماتهم" يسرائيل بونيم وصف جنود الجيش بـ "رجال القمامة، ولا يعنينا ان قتلوا أذ لا صلة لنا بهم. هم ليسوا اخواننا". "الحاخام" الآخر دوف لاندر دعا الى عدم حضور الجنازات العسكرية، والى عدم عيادة المصابين في المستشفيات، "دعوهم يموتون في سلام. ماذا يهمّ"؟

"الحاخام" يتسحاق يوسف يصف "الحريديم" بـ "اللاويين" نسبة الى "لاوي" ليفي، الابن الثالث ليعقوب، يرى أن الجيش "ينتصر بفضل أولئك الذين يدرسون التوراة ، التوراة هي التي تحمينا".

سارة نتياهو اعتبرت من 22 عاماً. ألاّ "اسرائيل" من دون زوجها الذي "اذا لم يبق رئيساً للوزراء، سننتقل الى الخارج، وليكن للبلاد أن تحترق بأكملها".

اذاً، داود القرن أو سليمان القرن. العالم يرى فيه هولاكو، أو شيطان القرن. سواء بقي أم لم يبق، "اسرائيل" كقوة عمياء وكقوة هوجاء ستحترق...

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين