اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ 179 للحرب على غزة، والـ23 من شهر رمضان المبارك، واصلت «إسرائيل» غاراتها الجوية على مناطق عديدة مخلّفة شهداء وجرحى، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 32 ألفا و916 شهيدا و70 ألفا و494 مصابا منذ 7 تشرين الأول الماضي، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه منظمة «ورلد سنترال كيتشن» (المطبخ المركزي العالمي) وقف عملياتها مؤقتا وبشكل فوري في قطاع غزة، بعد مقتل 7 من أعضاء فريقها بغارة جوية إسرائيلية.

وأوضحت المنظمة الإغاثية أن القتلى السبعة من أستراليا وبولندا وبريطانيا، وبعضهم لديهم جنسيات مزدوجة من أميركا وكندا وفلسطين.

وعقب هذا الإعلان توالت الإدانات الدولية لهذا الحادث وسط مطالبات لإسرائيل بتوضيح ملابسات ما حدث، وبينما فتحت بولندا تحقيقا في الأمر، استدعت أستراليا سفير «إسرائيل».

وفي تطورات سابقة، انسحبت قوات جيش الاحتلال من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه بعد عملية استمرت نحو أسبوعين، في حين تحدثت مصادر فلسطينية عن انتشال ما يقارب 300 جثة من المستشفى.

وامس اعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن وفد التفاوض الإسرائيلي بلور مع الوسطاء في القاهرة مقترحا جديدا سيعرض على حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وذكر مكتب نتنياهو أنه «في إطار المحادثات، وبوساطة بناءة من مصر، صاغ الوسطاء مقترحا معدلا» لهدنة في غزة ولتحرير المحتجزين. وأضاف أن إسرائيل تتوقع من الوسطاء أن يضغطوا على حماس بقوة أكبر من أجل التوصل إلى اتفاق.

وفي وقت سابق، أعلنت «إسرائيل» أن وفدها المفاوض بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حماس سيعود اليوم من العاصمة المصرية، بعد إجرائه جولة جديدة من المحادثات المكثفة بهذا الشأن.وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مسؤول مطلع قوله إن المقترح المعدل يتضمن ما سمّاها مرونة إسرائيلية بشأن عودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال قطاع غزة.

وقالت القناة الـ 12 الإسرائيلية إن رئيس الوزراء وافق على عودة فريق التفاوض إلى الدوحة لمواصلة المباحثات غير المباشرة مع حماس بشأن صفقة تبادل المحتجزين والأسرى.وأوضح ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن نتنياهو وجّه رئيسي جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) باستئناف المفاوضات، والتوجه إلى الدوحة والقاهرة.

وتتزامن هذه التطورات مع مواصلة آلاف الإسرائيليين التظاهر في محيط المقار الحكومية وأمام مقر الكنيست في مدينة القدس المحتلة للمطالبة بإعادة المحتجزين والتوصل لصفقة تبادل مع حماس وإقالة الحكومة، وذهبوا في تهديداتهم إلى حد حرق البلاد.

من جهته قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المرداوي، ان الوسطاء لم يقدموا للحركة مقترحات جديدة، لكن هم على اتصال مباشر معنا في القاهرة والدوحة، مشيرا الى انه إن لم تكن المقترحات الجديدة متضمنة إجابات حقيقية تشكل أساسا لفرصة اتفاق، فإنها تبقى مضيعة للوقت، فالاصل أن يأتي العدو بإجابات في ما يتعلق بملفات عودة النازحين ووقف إطلاق النار والانسحاب والإغاثة وإعادة الإعمار، معتبرا ان العدو يراوغ ولا يقدم أي مقترحات بالملفات الأساسية ويريد صفقة أسرى فقط، لكن المقاومة تصر على كل الملفات

في غضون ذلك اكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ، ان تل ابيب تخوض حربا متعددة الجبهات والتحديات الأمنية التي تواجهنا كبيرة ووحدتنا شرط لاستمرار وجودنا، مشيرا الى العمل في كل مكان لمنع تعاظم قوة أعدائنا ولنوضح أن من يعمل ضدنا بالشرق الأوسط سيدفع ثمنا فادحا، متعهدا الالتزام بإعادة جميع المختطفين إلى منازلهم والدفع نحو أي اتفاق يحقق هذا الهدف، كاشفا ان الجيش يواجه تحديات أمنية معقدة وعلينا زيادة عدد الجنود ومدة الخدمة العسكرية.

وزير الخارجية الأميركي وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي، اشار الى العمل على تفادي انتشار رقعة الصراع، وعلى وقف لإطلاق النار في غزة وعودة المحتجزين، معربا عن التعازي بضحايا الهجوم على عمال المطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة، داعيا الى اجراء تحقيق سريع محايد في مقتل عمال المطبخ العالمي في قطاع غزة، مؤكدا في الوقت ذاته الالتزام الطويل الأمد بأمن «إسرائيل» وبمساعدتها على الدفاع عن نفسها، حيث «نبذل ما في وسعنا للالتزام بالقانون بشأن تزويد إسرائيل بالأسلحة»، خاتما بان وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات والإفراج عن الرهائن هي أفضل الخطوات المقبلة.

وامس جدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق، رفض الحركة لأي وجود أجنبي في قطاع غزة لمراقبة وقف إطلاق النار إذا تم الاتفاق عليه، مؤكدا رفض الشعب لوجود أية جهات غير فلسطينية على أرضه.

وجاءت تصريحات الرشق التي نشرت عبر منصة الحركة على تليغرام، لدحض تقارير إعلامية تحدثت عن قبول حماس بوجود عناصر أممية تراقب وقف إطلاق النار وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. واعتبر الرشق أن هذه التقارير لا أساس لها، مشيرا إلى أنها منسوبة إلى مصادر مجهولة.

وأوضح أن حماس تطالب فقط بـوجود الجهات والمنظمات الدولية وخاصة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لإيصال المساعدات والإغاثة. وشدد قائلا: «أما وقف إطلاق النار في حال التوصل لاتفاق، فالمطلوب دول ضامنة للاتفاق وضامنة لالتزام الاحتلال الإسرائيلي به، وليس عناصر للمراقبة، ونؤكد رفض شعبنا لوجود أي جهات غير فلسطينية على أرضنا».

ميدانيا أفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 6 أجانب وفلسطينيا بقصف استهدف سيارة تابعة لمنظمة «ورلد سنترال كيتشن» (المطبخ المركزي العالمي) في دير البلح وسط قطاع غزة، ليل الاثنين.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أعلن - وفق معطيات أولية- أن الاحتلال اغتال فريقا إغاثيا مكونا من بريطاني وبولندي وأسترالية وآخر مجهول الهوية. وأضاف أن الغارة الإسرائيلية أسفرت أيضا عن استشهاد سائقهم الفلسطيني.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه تجري مراجعة «لفهم ظروف الحادث المأسوي الذي تعرض له فريق ورلد سنترال كيتشن». وأضاف أنه يعمل بشكل وثيق مع هذه المنظمة لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لسكان غزة.

من ناحية أخرى، أدانت فصائل فلسطينية ما وصفتها بالمجزرة بحق طواقم العمل الإنساني الأجنبية في المحافظة الوسطى. وقالت الفصائل -في بيان بتوقيع «القوى الوطنية والإسلامية» في قطاع غزة - إن «الغارة الغاشمة استهدفت سيارات مصفحة تحمل إشارات دولية معروفة». ورأت أن «هذه الجريمة البشعة رسالة ترهيب لكل العالم وللجهود الدولية التي تسعى لتخفيف معاناة شعبنا».

من جانبها أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، استهدافها قاعدة «تل نوف» الجوية الإسرائيلية في فلسطين المحتلّة، مؤكدةً أن العملية تمّت بواسطة الطيران المسيّر.  وشدّدت، في بيانها، على أنّ هذا الاستهداف يأتي نصرةً لأهل غزّة ورداً على المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين العزّل، مضيفةً أنها مستمرة في دكّ معاقل الأعداء استكمالاً للمرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال. 

وكانت أصدرت وزارة الصحة في غزة تقريرها الإحصائي اليومي، لعدد الشهداء والجرحى، من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ 179 على قطاع غزة. وأفادت الوزارة في تقريرها، بارتكاب «الاحتلال الإسرائيلي 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 71 شهيداً و 102 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية»، مشيراً إلى وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات «لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 32916 شهيداً، و75494 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

البيت الأبيض 

اعلن البيت الأبيض إن «إسرائيل» وافقت على أخذ المخاوف الأميركية في الاعتبار بشأن الهجوم الذي تهدد بشنه على رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك خلال اجتماع عقد عبر الفيديو. وذكر البيت الأبيض أن الجانب الأميركي أعرب خلال الاجتماع عالي المستوى عن قلقه إزاء «مسارات العمل المختلفة في رفح»، وأشار إلى أن المسؤولين من الجانبين اتفقوا على إجراء مناقشات أخرى على مستوى الخبراء في اجتماع يعقد مطلع الأسبوع المقبل.

وعقد اجتماع عبر الفيديو بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ضمن «مجموعة العمل الاستشارية الاستراتيجية» مع نظرائهم الإسرائيليين. وقال البيت الأبيض إن الجانبين أجريا نقاشات «بناءة» بشأن رفح، واتفقا على الهدف المتمثل في هزيمة حركة حماس.

في الاثناء نقل عن 3 مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس الموافقة على صفقة لتسليح «إسرائيل» بقيمة 18 مليار دولار، تشمل عشرات الطائرات من طراز إف-15 وذخائر.

وقال أحد المصادر إن بيع 25 طائرة إف-15 إلى «إسرائيل» قيد المراجعة منذ أن تلقت الولايات المتحدة طلبا رسميا في هذا الشأن في كانون الثاني 2023.

وقال المصدر الثاني إن التعجيل بتسليم الطائرات لـ «إسرائيل» كان من بين أهم مطالب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته إلى واشنطن الأسبوع الماضي التي أجرى خلالها محادثات مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الدفاع لويد أوستن. وأضاف «لقد جرت بالفعل مداولات بين الإدارة والكونغرس بشأن قضية طائرات إف-15»، لكنه أشار إلى أن بين مكاتب الكونغرس الأربعة المكلفة بالتوقيع على عمليات التسليح من لم يفعل ذلك حتى الآن.

وقال المصدر الثالث إن إدارة بايدن أعربت عن دعمها لطلب «إسرائيل» شراء طائرات إف-15.

من جهة أخرى، قال أحد المعاونين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إن رئيس اللجنة مايكل مكول وافق على عملية البيع في 30 كانون الثاني الماضي، حيث تم إخطار مكاتب الكونغرس المسؤولة عن اعتماد عمليات التسليح الكبيرة. 

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة