اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شهدت فترة التسعينات من القرن الماضي حقبة جميلة في عالم كرة القدم اللبنانية، كما شهدت الملاعب تألقا لافتا للعديد من النجوم والأسماء المحلية التي تمتلك موهبة استثنائية، ولكن الظروف لم تسمح لها باللعب خارج حدود الوطن.

وعلى سبيل المثال من المواهب نذكر محمد المسلماني وعبد الفتاح شهاب من الأنصار وريمون نجم من الهومنمن وموسى حجيج ومحمد ابو عليوى من النجمة وسواهم، وكان فريق الاهلي صربا المتواضع يملك نجما لا يقل شأنا عن هؤلاء، وهو منصور اسطفان، الذي كان يشغل مركز الجناح الايسر المهاجم، وعلى الرغم من قصر قامته إلا أنه كان لاعبا مشاكسا يجيد المراوغة ويمتلك السرعة وحسن التصرف في الأوقات المناسبة وهز الشباك بحرفنة عالية.

كان لـ "الديار" حديث من الزمن الجميل مع منصور اسطفان الذي يعيش حاليا في كندا بعدما قرر الهجرة والبحث عن فرصة حياة افضل بسبب تدهور الأوضاع الاجتماعية في لبنان.

وقال اسطفان في البداية "بدايتي مع كرة القدم كانت مع الراسينغ جونية قبل انتقالي إلى الأهلي صربا، وخلال مسيرتي الجميلة تلقيت عدة عروض ابرزها من الرياضة والادب والحكمة ولكن إدارة الاهلي صربا كانت تتمسك بوجودي، وللحقيقة اختزن ذكريات جميلة من الملاعب اللبنانية أبرزها الأجواء الممتعة والجماهير الغفيرة التي تتابع ومستوى الأجانب المرتفع وذلك على عكس ما يحصل اليوم في الدوري اللبناني من تدهور ملحوظ مع احترامي للجميع".

وتابع "لم يكن الأهلي صربا منافسا بقوة لأن عوده طري وكان قد صعد من الدرجة الثانية ولا يملك تاريخا حافلا، وارى ان هناك فارقا كبيرا بين الامس واليوم ومن ابرز السمات حبك للقميص الذي ترتديه وتحبه من قلبك، والفارق الأبرز هو الجمهور الذي كان يحضر بأعداد غفيرة منذ الصباح الباكر أحيانا، أما مدرجات اليوم فهي شبه خالية إلا من بعض المتفرجين الذين يعدون على اليد الواحدة...".

معاناة الحكمة

أبرز مباريات اسطفان كانت دوما ضد النجمة، وقد سجل في احداها وتلك اللحظات كانت الأسعد والأمتع، ولا ينسى مباريات الأنصار والهومنمن والهومنتمن وخصوصا الحكمة الذي كان يعاني أمام الأهلي صربا بالذات وغالبا ما كانت الكفة تميل للفريق الصرباوي.

يواصل حديثه "تم اختياري لمنتخب الشباب عام 1990 ولعبت أمام منتخب مصر يومها وتألقت حتى اختارني مدرب المنتخب الأول البرازيلي الجنسية إلى المنتخب الوطني، ولكنه اختلف مع إدارة الاتحاد وغادر لبنان ولم يعد اسمي موجودا يومها مع المنتخب، ولكنني سعيد بتمثيل بلدي ولو لفترة قصيرة. بالنسبة لمستقبل الكرة المحلية بلا احتراف كلي وتام لا نهضة لكرة القدم اللبنانية والمستقبل عندها قاتم وهي لا تطعم خبزا في الوقت الحالي".

هاجر منصور اسطفان الى كندا مرتين الأولى عام 1988 بسبب الحرب الأهلية، وخصوصا في بيروت الشرقية يومها، ولعب في كندا إلى جانب بعض الرفاق الذين اختاروا الهجرة من لاعبي الحكمة والراسينغ وهم ايلي جريج وجان حداد وغابي عباس الذي عاد مع اسطفان بعد استقرار الأوضاع مطلع التسعينات الى لبنان.

ومنذ سنوات قليلة اختار منصور الهجرة الى كندا خصوصا بعد حادثة المصارف الشهيرة التي احتجزت أموال المودعين ولا تزال..

حادثة في البال

ويتذكر اسطفان حادثة شهيرة خلال مباراة الفريق الصرباوي أمام النجمة على ملعب الصفاء حين تقدم الاهلي 1-0 قبل أن يعادل النجمة ثم عاد الأهلي ليسجل ويفوز 2-1 ولكن الفريق يومها خرج بحماية أمنية وسط غضب وحنق جمهور النجمة لفترة غير قصيرة على لاعبي الأهلي الذي بدد أحلامهم بفوز مريح للنجمة كما كان يتوقعون.

وختم "أتمنى أن يعطينا الله عمرا لنشاهد ملاعب حديثة في لبنان إضافة إلى عودة الروح إلى هذه الملاعب وسط نظام كروي متطور يمنح اللاعبين الصغار الأمل ليكونوا هم البوصلة والغاية من بناء لعبة كرة قدم متطورة".


الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة