عاش الملك غازي الأول حياة قصيرة ومات ولم يتجاوز من العمر 27 عاما، ومع ذلك ترك بصمة مميزة ودخل التاريخ قبل أن يرحل في حادثة بملابسات غامضة.
فقد الملك الشاب السيطرة على سيارته الرياضية في 4 نيسان عام 1939 واصطدم بعمود إنارة في أحد شوارع بغداد. سيارته تحطمت تماما. فقد الملك وعيه وتوفى قبل أن يستعيده.
قبل ذلك، بدأ مشواره نحو عرش العراق في عام 1924 حين توجه الأمير غازي وكان يُوصف بأنه شاب خجول لكنه قادر على اتخاذ القرارات المهمة في اللحظات الحاسمة، مع عدد من أقاربه من البيت الهاشمي من الحجاز إلى بغداد.
بوصوله إلى العاصمة العراقية، أعلن الأمير غازي وليا للعهد ووريثا للعرش. تعرف على بلد جديد وواصل تعليمه في بغداد، بما في ذلك الخدمة بنشاط في الجيش الملكي.
تولى غازي الأول عرش العراق في عام 1933 بعد وفاة والده الملك فيصل الأول بطريقة مفاجئة. اتخذ الملك الشاب الجديد قرارا بانتهاج سياسة مستقلة في شؤون بلاده الداخلية والخارجية، وعرف بمعارضته للنفوذ البريطاني في بلاده، وحظي نتيجة لذلك بمكانة كبيرة بين المواطنين العراقيين وخاصة في الأوساط القومية.
قُدر لغازي الأول أن يحكم العراق في فترة شديدة الصعوبة. كانت حركة المعارضة شديدة في الداخل فيما توسعت الحركة القومية هناك.
قام الفريق ركن بكر صدقي قائد الفرقة الثانية في الجيش العراقي وضباط آخرون وبمساندة من قطب المعارضة القومية العربية حكمت سليمان بانقلاب عسكري في أكتوبر عام 1936 للإطاحة بحكومة ياسين الهاشمي.
الانقلاب أفضى إلى مقتل وزير الدفاع العراقي في ذلك الوقت الفريق أول جعفر العسكري، ودخول قوات المتمردين إلى بغداد ومحاصرة القصر الملكي وإجبار الملك غازي الأول على تعيين حكمت سليمان رئيسا للحكومة.
تلك الحركة الانقلابية لم تسفر عن شيء، ولم يتمكن حكمت سليمان وحكومته الجديدة من تنفيذ أي إصلاحات واضطرت إلى الاستقالة في اب عام 1937.
الخطوة السياسية الخارجية الأكثر أهمية والتي تنسب إلى الملك الشاب غازي الأول تتمثل في توقيع معاهدة في سعد آباد بطهران بشأن عدم الاعتداء مع تركيا وإيران وأفغانستان. تلك المعاهدة استمرت خمس سنوات، وقد أسهمت في تحديد الوضع في الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الثانية.
في وقت قصير لم يتجاوز 9 سنوات من جلوسه على عرش العراق، مرت بلاده بأحداث عاصفة، واتخذ موقفا جدليا في عام 1938 وجد استمراريته في عهود لاحقة، ونجمت عنه مضاعفات خطيرة ومدمرة. الخطوة تمثلت بالادعاء بوجود أحقية لبلاده في الكويت.
توقفت حياة الملك غازي الأول في 4 نيسان 1939، وخلّف رحيله المفاجئ صدمة كبيرة في البلاد، عج الضريح الملكي في بغداد بحشود من المشيعين، ونظمت مسيرات جنائزية له، وبكاه الكثيرون.
ظروف مصرعه عدت غامضة، وانتشرت روايات رجحت أن يكون الحادث نتيجة مؤامرة بريطانية للتخلص من الملك الشاب، بسبب مواقفه المعادية للمصالح والنفوذ البريطانيين في العراق. مقتله باصطدام سيارته بعمود إنارة رأى فيه البعض أمرا دبر بليل من قبل بريطانيا وبمشاركة حامي مصالحها، رئيس الوزراء نوري السعيد.
يتم قراءة الآن
-
لا تهينوا الطائفة الجريحة
-
المقاومة والخروقات الاسرائيلية: فرصة للدولة وجهوزية للرد واشنطن لإضعاف حزب الله داخليا «والعين» على إعادة الإعمار غضب المستوطنين في الشمالي دفع نتانياهو للتصعيد الكلامي؟!
-
استفزازت «اسرائيل» في الجنوب هدفها مدة اطول من 60 يوماً مصدر ديبلوماسي فرنسي: نتنياهو مصاب بالدوار السياسي ولا عودة للحرب في لبنان وصول مُوفدي اميركا وفرنسا في لجنة مراقبة وقف اطاق النار
-
دونكيشوتيّة نتنياهو ضدّ إيران
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
09:17
القيادة الوسطى الأميريكية: وصول الجنرال جاسبر جيفيرز من قيادة العمليات الخاصة إلى بيروت
-
00:38
مصدر عسكري لرويترز: السلطات السورية تغلق مطار حلب وتلغي جميع الرحلات الجوية
-
00:32
زعيم كوريا الشمالية: جيشنا سيدعم سياسة روسيا في الدفاع عن سيادتها وأراضيها
-
00:32
زعيم كوريا الشمالية: هجوم أوكرانيا على الأراضي الروسية يمنح روسيا الحق في الدفاع عن النفس
-
00:27
قوات الإحتلال تنسف مباني سكنية وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت