اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


للبناء لا لترميم الخراب

من الآليّات المرحليّة للتطبيع مع "الشرّ الأعظم"، الدفعُ بكلّ اجراءٍ ينطوي على اغراء يستدرج الاحزاب الى التطبيع مع الفساد داخل البلاد. الكلامُ هنا، معنيٌّ به في المقام الاول أحزابُ لبنان، لاسيما منها ذاتُ الخبرة العميقة بأساليب "أهل الشرّ المنّظم"، الذين وصفهم بولس رسول الامم، قبل تحريف كلامه، بأنّهم أعداء جميع البشر.

التطبيع مراحل، ولكلّ مرحلة عدّة وعتاد. ولعلّ أكثر هذه المراحل خطراً زعزعة الثقة لا بالأنظمة وبالحكّام، بل بما عُرِف تاريخيّاً باحزابٍ انقاذيّةٍ، لَطالما حرصت على أن يرسخ في الأذهان انّها مشروع للنهوض بالحياة. وانّ النهضة هي اولاً حربٌ على المفاسد. وليس من نتائج المفاسد في هذا السياق، ما هو شرٌّ من أن يفقد اهلُ الأمل والرجاء ثقةً كانوا اودعوها حزباً او حركةً، وعد فوفى مرّات وأخلف في الزمن الاخير مرّات عاهد، وما كان ثابتاً على عهد الناس. وكانت خيبة، وكان خذلان... ويستمرّان.

في مثل هذي الحال، في مثل هذا التردّي الاليم، بات الثابتون على الايمان يرون الى أنّ البناء من جديد، هو أقلّ تكلفةً وأجدى من أيّ ترميم لهذا الخراب العظيم. والذين لامسوا حدود اليأس فأمسوا في المجالس من حرقةٍ يجهرون: فالج لا تعالج، أيّاهم نذكِّر بأنّ اليأس رجسٌ من غاية العدو بنا فاجتنبوه.

وعلى الرغم من كلّ ما احدثه أهل الشقاق من خراب، الثابتون على الايمان من الذين "لا يقصدون في الحياة لعِباً"، يعرفون انّ في الصفّ من لا يزالون يرغبون في البناء من جديد، وأنّ بينهم غيرُ قليلين الذين يتقنون البناء، لا على رمال النزعات الفرديّة ونزاعاتها، بل على الأساس الذي ارساه، لا تزعزعه الزلازل، المنقذ من الضلال.

فليكن كلّنا على استعداد لتلبية نداء: حيَّ على خيرِ عملٍ جديد.

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»