اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تنتعش رياضة التايكواندو في لبنان بشكل لافت كلعبة فردية في الاونة الأخيرة، وخصوصا بعد بلوغ اللاعبة ليتيسيا عون دورة الألعاب الأولمبية في باريس المقررة في الصيف المقبل، وعلى غرار عون هناك ابطال ينتظرون فرصتهم لاعتلاء المنصات العالمية ومن بينهم رافاييل قدسي الذي خص "الديار" بهذا الحوار المميز.

في البداية يقول قدسي "اسمي رافاييل قدسي، عمري 21 سنة، أنا لاعب تايكواندو محترف، أدرس طب الأسنان السنة الثالثة في الجامعة اللبنانية وأقضي معظم وقتي ما بين التدريب والدراسة، وقضاء بعض الوقت مع أصدقائي. أيضا، لقد تعلمت العزف على البيانو لمدة 7 سنوات عندما كنت في سن صغيرة. بدأت مسيرتي في التايكواندو عندما كنت في الخامسة من عمري. أولاً، قامت والدتي بتسجيلي في التايكواندو حتى أتمكن من تعلم الدفاع عن نفسي. ولقد أحببت هذه الرياضة التي أصبحت فيها رياضيًا محترفًا. والآن أصبح هذا جزءًا من حياتي، وأشعر أنني لا أستطيع تركه اطلاقا وكان والداي أول الأشخاص الرئيسيين المشجعين لي. وغني عن القول، بالطبع، أنني لم أكن لأتمكن من الوصول إلى ما أنا عليه اليوم لولا إيمان وتفاني الاستاذان فهما يخصصان الكثير من وقتهما لتدريب كل ولد ورياضي في النادي".

ميداليات مختلفة

وعن ابرز انجازاته المحلية والمشاركات القارية يقول "لقد فزت بالميدالية الذهبية في البطولة اللبنانية منذ أن بدأت مسيرتي في التايكواندو. لقد شاركت في الكثير من المسابقات الدولية. حصلت على الميدالية البرونزية في بطولة العالم للفتيان، وكذلك الميدالية البرونزية في بطولة آسيا للشباب. شاركت في 26 بطولة دولية منذ بداية مسيرتي في التايكواندو وحصلت فيها على 9 ميداليات أخرى: 2 ذهب، 4 فضة، 3 برونز. اما اليوم أعتبر أن مساري ومهمتي في التايكواندو قد بدأت على مستوى الرجال، إنه تحدٍ كبير لإثبات نفسي. أواصل التدريب بفخر مع أفضل المدربين اللبنانيين الدوليين في نادي الانترانيك. بالتأكيد لدينا هدف للوصول إليه ونأمل أنه مع الضروريات الأساسية الموجودة في لبنان، سنبذل قصارى جهدنا للتألق وجعل بلدنا فخورًا بنا فقط بالعمل الجاد والمثابرة يمكن للمرء أن يصل إلى هدفه".

وواصل "لقد شاركت بالفعل في العديد من المسابقات الدولية للرجال، حيث فزت بالعديد من الميداليات. لكن الأهم هو المستوى الذي وصلت إليه في المسابقات، أنا ألعب الآن مع أسماء كبيرة وفي مسابقات صعبة على المستوى الدولي، وهذا هو التحدي الأكبر للغاية. وآمل في المستقبل ان تسمع أخبارا جيدة نحن دائما بحاجة إلى تحسين أنفسنا ونتعلم تقنيات جديدة، ونتدرب على نقاط ضعفنا، ونسعى جاهدين للفوز بشغف. إن الاعتراف بأننا نحتاج دائمًا إلى التحسين ومعرفة مستوانا أمر بالغ الأهمية للمضي قدمًا والوصول إلى أهدافنا.

ومن أجل الوصول إلى مستوى وتصنيف عالٍ، أقول دائمًا أننا مازلنا بحاجة إلى الكثير. وكلما وصلنا إلى مستوى عالٍ سنحتاج إلى المزيد للحفاظ عليه، حيث يصبح الأمر أكثر صعوبة. لقد وصلنا بالفعل إلى هذا المستوى العالي في الماضي بفوز الماستر كوزيت بصبوص بالميدالية الذهبية من خلال اللعب مع أصعب الدول الآسيوية في بطولة آسيا وآمل في المستقبل القريب أن يشرق لبنان من جديد".

وأكمل قدسي "بصراحة ليس لدي لاعب مفضل. اللاعبون يأتون ويذهبون، وأنا أتطلع دائمًا إلى نفسي وأتحدى نفسي لأكون لاعبًا أفضل وأحب حقًا أن ألهم جيل الشباب في هذه اللعبة من جميع النواحي، وآمل أن يظهر العديد من اللاعبين الأفضل في السنوات القادمة. لقد كان جدول التدريب الخاص بي ثابتًا على الدوام من تدريب واحد إلى تدريبين يوميًا، وفي بعض الأحيان، ولكن نادرًا، أتدرب 3 مرات يوميًا. يؤثر جدول دراستي الجامعية في بعض الأحيان على جدول تدريبي، لكنني لا أتخطى يومًا بدون تدريب لقد أدى هذا إلى بناء الانضباط في داخلي منذ أن كنت طفلاً، وهي قيمة مهمة جدًا يجب أن يمتلكها المرء. أما بالنسبة للمدربين، كان الأمر دائمًا وسيظل كما هو. أفضل الأساتذة الذين يمكن أن يمتلكهم أي شخص، يدعمونك مهما كان الأمر، ويساعدونك في هذه اللعبة منذ ما يقارب 16 عاما للوصول إلى ما تحلم به منذ أن آمنوا بك ومنذ اليوم الأول. هذا شيء جميل يجعلك تندفع للاستمرار وتستمر في هذه اللعبة وهما ماستر باسم عاد وماستر كوزيت بصبوص، لقد تدربت في العديد من المعسكرات التدريبية وتدربت على يد العديد من المدربين الآخرين، ولكن الأمر هنا مختلف".

سر الاختيار

واذا ما كان يرغب في انتقاء لعبة اخرى لو عاد له الخيار يقول "بدون تفكير، كنت سأختار التايكواندو مرة أخرى، فالتايكواندو تضيف القيم إلى حياتك. إنها تقدر الانضباط العقلي والأخلاقي وآداب السلوك والعدالة والاحترام والثقة بالنفس وهناك الكثير من الأشياء التي كان بإمكاني القيام بها بشكل مختلف، لكنني لن أعود وأغيرها، لأن تجاربي جعلتني ما أنا عليه الآن. أحاول دائمًا أن أتعلم من أخطائي وأنظر إليها على أنها تحديات يجب التغلب عليها أو فرص للقيام بعمل أفضل في المرة القادمة".

وحكمته في الحياة هي الاقتباس الذي يفكر فيه دائمًا وهو ‏"that no matter how hard you work, there’s someone somewhere in this world working harder than you, so you have to keep pushing forward".

واردف "مهما كنت تعمل بجد، هناك شخص ما في مكان ما في هذا العالم يعمل بجد أكثر منك، لذلك عليك الاستمرار في المضي قدمًا". هذا الاقتباس عالق في داخلي دائمًا ويحفزني على النهوض والتدريب.

أما أبرز الذكريات لدى قدسي يقول فيها "الحدث أو الذكرى الوحيدة التي لن أنساها أبدًا هي المرة التي فزت فيها بالميدالية البرونزية في بطولة العالم للفتيان عام 2017. لقد كانت أول ميدالية لي في مسابقة كبرى، وهذا قد غيرني منذ ذلك الحين وسمح لي أن أحلم بإنجازات أكبر في مسيرتي".

وختم "أود أولاً أن أشكر والديّ واساتذتي وناديي على دعمهما الدائم لي منذ اليوم الأول وعدم التخلي عني أبدًا. وأشكر اساتذتي وأصدقائي لأنهم كانوا دائمًا بجانبي ويؤمنون بي وأنا متأكد من أنني لم أنتهي هنا بعد، هناك الكثير في المستقبل.. توقع ما هو غير متوقع!".


الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة