اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يرفض عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب اشرف بيضون، إبداء "أي تشاؤم حول الإستحقاق الرئاسي"، ويشدد على "التفاؤل إنطلاقاً من الإيمان بلبنان وصموده وبقائه ونهوضه من تحت الأنقاض والأزمات"، مشيراً إلى أن "المحاولات الحثيثة والمتعددة الجوانب لتلاقي اللبنانيين في ما خصّ استحقاق رئيس الجمهورية، ما زالت تبحث عن حل يتوافق عليه الجميع، مع أن الخلاصة التي وصل إليها معظم القوى السياسية، هي أنه لا مفرّ من التوافق" . وفي حديثٍ لـ"الديار"، يشير النائب بيضون، إلى أن الجميع "قد وقعوا في التباينات حول القشور وتسمية هذا التلاقي لجهة ان يكون حواراً أو تشاوراً، وهذا لا يقدم ولا يؤخر لدى المواطن اللبناني، الذي يريد انتظام الحياة الدستورية إلى طبيعتها المعتادة لكي يتسنى لرئيس الجمهورية والفريق الحكومي وخلفهما المجلس النيابي، العمل معاً لمعالجة الأزمات الخطيرة التي يواجهها لبنان، على مستوى الملف  المعيشي الضاغط، أو ملف النزوح السوري حيث لم يعد من قدرة على تحمل ثقل هذا الملف ولذلك طرحنا حلاً إنسانياً يصب في مصلحة الطرفين".

وأمّا التحدي الأخطر الذي يستوجب انتخاب رئيس الجمهورية، فيؤكد النائب بيضون، إنه يتمثل "بإعادة رسم المنطقة وبما يحضر للمنطقة، لأن ما قبل 7 أوكتوبر يختلف عما بعده، وما قبل الرد الإيراني الصاعق ليس كما قبله، وبالتالي، على كل الافرقاء، وإذا كانوا يريدون مصلحة الشعب اللبناني، أن يتداعوا بالامس قبل اليوم، لأن الوقت ليس لمصلحة أحد، بل يأكل من حاضر ومستقبل لبنان".

ورداً على سؤال حول المبادرات الرئاسية المطروحة، يقول النائب بيضون، إنه "لو سلمنا جدلاً وذهبنا الى جلسات متتالية لانتخاب الرئيس وتم انتخاب رئيس تحدي، فكيف سيكون بالإمكان مقاربة الأزمات كالملف التربوي مثلاً، في ظل الحرب في الجنوب واتساع الإطار الجغرافي للإعتداءات، ولذا يجب الذهاب بشفافية وموضوعية وجرأة نحو التلاقي والحوار، وهو ما سعى إليه الرئيس نبيه بري ثلاث مرات على التوالي، حتى أنه قال ليكن الحوار في المجلس النيابي بين رؤساء الكتل النيابية ولمدة أسبوع وفي حال عدم التوافق فلنذهب إلى جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس".

وعن الدور الخارجي، يشدد النائب بيضون على "عدم ترقب القرار الخارجي لأنه سيأتي متأخراً، فلبنان هو البند الأخير على جدول أعمال الخارج بظل ما يجري في المنطقة، ما يحتم علينا كلنا أن ننظر الى كل المساعي الخارجية من زاوية ثانوية، على أنها مساعدة لإجراء الإنتخابات، فالقرار للبنانيين، وإذا كنا نتأثر سلباً أو إيجاباً بأوضاع المنطقة، فهذا لا يعفينا من مسؤولياتنا في مقاربة ملفاتنا الداخلية، وبالتالي، فالمطلوب إرادة إيجابية تجاه بعضنا كقوى سياسية، واعتراف وجرأة بأنني لست قادراً أن أحكم وأنتخب الرئيس  من دون شريكي في الوطن، ولا يستطيع شريكي أيضا انتخاب الرئيس من دوني في ظل التوازن السلبي في البرلمان، ولذلك علينا  التوافق واختصار المسافات على الجميع".

وبالتالي، يركز النائب بيضون على أن "الأزمات تستدعي جلوس الجميع على طاولة واحدة والمبادرة، وليس هناك من إهانة لأحد إذا قام بمبادرة إيجابية تجاه الآخر والحوار من أجل تحقيق المصلحة العامة، وفي حال عدم النجاح فلتكن منازلة في مجلس النواب وليرشّح كل فريق من يشاء وليُنتخب من يحظى بأغلبية الأصوات، ولكن نكون أعطينا الوطن والمواطن فرصةً للوحدة والتكاتف".

ويؤكد بيضون على "وجوب لبننة الإستحقاق الرئاسي وعدم انتظار التحولات الخارجية، فالملف لبناني مئة بالمئة وننظر اليه كقوى سياسية تختلف في الرؤية فقط وليس كقوى متناحرة، لان مظلتنا واحدة وهي سقفنا الوطني أي لبنان وهذه هي مقاربتنا للرئاسة، ويخطىء من يعتقد أننا ننتظر أو سنستغل نصرًا من هنا أو تسوية من هناك، فما نصبو إليه اليوم وغداً، هو أن نتكاتف حول رئيس الجمهورية لنضع أجندة تعالج الأزمات، لأنني بكل جراة وصدق أستطيع القول إن مستقبل وحاضر لبنان يُرسم وإمّا نكون على خارطة العالم العربي والشرق الأوسط أو لا نكون، وإذا أردنا أن نكون، علينا أن نتحد جميعاً، لأن السلاح الأمضى بيد اللبنانيين، هو لبنان الموحد والحاضر على الساحة الشرق أوسطية، لأن تشرذمنا في الداخل لا يخدم مواجهتنا للعدو، وما يعنينا ككتلة تنمية وتحرير وكحركة أمل، أننا نريد لهذا الإستحقاق الدستوري الأبرز في لبنان أن يكون لبنانياً مئة بالمئة وننظر إلى كل المساعي والمبادرات الخارجية على أنها عنصر مساعد وليست عنصراً بديلاً عن اللبنانيين، ولن ننتظر ولن نستغل أي تسوية أو نصر على حساب الإستحقاق الرئاسي، ونريد ان نقاربه مع إخوتنا في الوطن من زاوية وطنية ومصلحة كل المواطنين اللبنانيين فقط لا غير".

وعن الجبهة الجنوبية، يقول بيضون، "إننا اعتدنا على اطماع وغدر هذا الكيان المصطنع، ولا نريد توسعة الحرب، ولكن هذا الكيان منذ 2006 لم يعط للقرار 1701 أي قيمة وواصل خروقاته واعتداءاته على مرأى العالم، ونحن نؤمن أن ما يردعه عن التمادي في أي عدوان، هو صمود أهلنا ومقاومتنا الباسلة، كما أن ما نصبو اليه كما قال السيد موسى الصدر ونحن أبناء هذه المدرسة، هو وحدتنا الوطنية وهي السلاح الأمضى بوجه العدو الإسرائيلي، الذي لم يترك للقواعد ولأحكام قانون حقوق الإنسان والمواثيق الدولية أي معيار أو أي قيمة في حربه، وأنا على يقين انه سيدفع ثمن المجازر التي يرتكبها و ستنفجر الأزمة لديه في الداخل ويدفع ثمن جرائمه".

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟