اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يستخلص ماء الورد الطبيعي من زهرة الورد، ويتميز بعبقه الأخاذ واستخدامه الواسع في العديد من المنتجات التجميلية والعطرية والغذائية. وتعد هذه المادة من الاختراعات التقليدية القديمة التي تمتلك قيمة اقتصادية وثقافية كبيرة في لبنان. ويبدأ قطف المحصول بجمع براعم الزهور يدويا، ويتم تنظيفها ووضعها في أوانٍ مع الماء لمدة معينة، حيث تنتقل الرائحة والطعم الطبيعي للورد إلى الماء، ومن ثم المباشرة بالتقطير للحصول على المركبات النقية.

بالإضافة الى كل ما تقدم، يعتمد هذا المجال على العمالة المحلية، وبالتالي خلق فرص عمل للمواطنين الاصليين وتحفيز الاقتصاد المحلي. ويُصدّر ماء الورد إلى العديد من البلدان حول العالم، لتوظيفه في صناعة العطور ومستحضرات العناية بالبشرة. وبفضل جودة الزهور اللبنانية والمهارة التقليدية في استخراج ماء الورد، يتمتع هذا المنتج بسمعة جيدة عالميا، وهذا الجانب يساهم في تعزيز صورة لبنان كواجهة للمنتجات الطبيعية والعضوية عالية الجودة.

الأهم على الاطلاق!

وفي الإطار، اكدت السيدة بيان (أم عدنان) ان ماء الورد هو من اهم الصناعات في منطقة البقاع، وقالت لـ "الديار": "تشتهر ضيعتي قصرنبا بـ "الوردة الدمشقية"، وهي أكبر منتجة للورد، وأقوم بالجني بعد بزوغ الضوء مباشرة، حيث أبقى في البساتين الى حين انتهائي من عملية الجمع، وعندما اعود الى المنزل أباشر تنقية الورد وفصله، ومن ثم اضعه في "الكركة" وهي آلة للتقطير تتسع لـ 5 كلغ من الورد المقطر، وأنتج ما بين 15 الى 25 كلغ يوميا طوال الموسم".

واردفت: "الكركة التي املكها صغيرة جدا، لذلك فان عملية التقطير تلزمها ساعتان ونصف الساعة حتى أتمكن من استخراج مقدار قليل من ماء الورد النقي، لكن أحاول اخذ استراحة قصيرة حيث اقوم بتنظيف الورد الإضافي، لأعد ايضا الزهورات و "دقة الكبّة". اما بالنسبة الى تصنيع الزيت من الورد فليس لدي الماكينة التي تساعدني على استخراجه لأنها باهظة، وبالرغم من سعره المرتفع فانه يحقق مردودا عاليا جدا. ويُفتتح المحصول في اواخر نيسان ويتراوح بين الـ 20 يوما والشهر تقريبا، ويعتبر موسم الورد قصيرا جدا لتأثره بالعوامل المناخية، وهذا العام نباشر العمل في أوائل أيار المقبل".

عملية التقطير

وقالت السيدة سمر الشامي من بلدة جرجوع الجنوبية لـ "الديار": "يعتمد تقطير ماء الورد على استخدام البخار لاستخلاص الزيوت الطبيعية من زهور الورد، وكل كيلو ورد يحتاج الى 5 كيلو من الماء لإنتاج 5 كيلو ماء ورد فاخر، ويترتب على هذه المهمة القيام بالخطوات الأساسية الاتية:

1- الزهور: يجب أن تكون نقية وخالية من الشوائب والأوساخ، ويقتضي جمعها في حالتها الطبيعية والطازجة.

2- الماء: من المهم استعمال ماء صالح وطاهر في عملية التقطير.

3- القدور: تستخدم أدوات معينة مثل الأواني النحاسية التقليدية لعملية التقطير.

4- البخار: يُسخن الماء في الاوعية، ويتم وضع الزهور في وعاء آخر داخل الأواني التي تُغطى بغطاء محكم.

5- التقطير: عندما يتبخر الماء ويتحول إلى بخار يتم تمريره عبر الزهور، مما يساعد في استخلاص الزيوت العطرية من الورود.

6- التبريد: من المفترض تخفيض حرارة البخار المحمل بزيوت الورد في جهاز تبريد، مما يؤدي إلى تكثيف البخار وتحويله إلى سائل.

7- التجميع: من المهم حفظ الماء المقطر في أوانٍ خاصة، ويكون هذا السائل هو ماء الورد النقي الجاهز للاستخدام.

وأشارت الى "ان الموسم كان ضعيفاً جدا هذا العام بسبب الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية، بحيث ان كثرا لم يتمكنوا من النزول الى الحقول والاودية لجمع الورود بسبب التهديدات "الإسرائيلية"، ونشتري حاليا الزهور من المناطق المجاورة والبقاع لإعداد كميات معينة".

ورد نيسان يحيي "الانسان و "الاقتصاد"!

من جانبها، قالت السيدة نور الديراني من بلدة قصرنبا البقاعية، المشهورة جدا بصناعة ماء الورد، لـ "الديار": "ورثت هذا العمل عن اجدادي وعائلتي طبعا، ويمكن قطف الورد ابتداء من 15 نيسان وقد يكون قبل او بعد بحسب ظروف الطقس. وينتظر المزارعون الموسم بصبر نافد على مدى عام كامل. مع العلم ان هذا الورد غير محصور بالتقطير فقط، وانما يمكن اكله حيث ينمو بكثرة في الاودية، ومن المفترض جني الوردة وترك الزر الذي هو عبارة عن البُرعم الصغير. وتستغرق طريقة اعداد ماء الورد حوالى الـ 6 ساعات، ونتميز بإنتاج ماء ورد طبيعي 100% مقارنة بذلك المغشوش، الذي يغزو الأسواق ويتضمن مواد حافظة وهجينة"، واشارت الى "ان الفارق بالسعر ليس كبيرا ما بين الصنفين".

من جانبها، قالت السيدة نور الديراني من بلدة قصرنبا البقاعية، المشهورة جدا بصناعة ماء الورد، لـ "الديار": "ورثت هذا العمل عن اجدادي وعائلتي طبعا، ويمكن قطف الورد ابتداء من 15 نيسان وقد يكون قبل او بعد بحسب ظروف الطقس. وينتظر المزارعون الموسم بصبر نافد على مدى عام كامل. مع العلم ان هذا الورد غير محصور بالتقطير فقط، وانما يمكن اكله حيث ينمو بكثرة في الاودية، ومن المفترض جني الوردة وترك الزر الذي هو عبارة عن البُرعم الصغير. وتستغرق طريقة اعداد ماء الورد حوالى الـ 6 ساعات، ونتميز بإنتاج ماء ورد طبيعي 100% مقارنة بذلك المغشوش، الذي يغزو الأسواق ويتضمن مواد حافظة وهجينة"، واشارت الى "ان الفارق بالسعر ليس كبيرا ما بين الصنفين".


وقالت: "نبدأ بجمع الورد الجوري الذي يتفتح في المنحدرات الجبلية مطلع شهر ايار، ويدخل في العديد من المجالات، من بينها:

1- صناعة الروائح العطرية: يستخدم ماء الورد كمكون أساسي في صناعة العطور والعطريات الفاخرة نظرا لرائحته الطيبة والطبيعية.

2- المستحضرات التجميلية: يستعمل في صناعة الكريمات والمساحيق الجلدية ومزيلات المكياج نظرا لفوائده العديدة للبشرة، ولامتلاكه خصائص خاصة مهدئة تساعد في تسكين البشرة المتهيجة والحكة.

3- المنتجات الغذائية: يُدمج مع بعض الحلويات والمشروبات العربية التقليدية لإضافة نكهة ورائحة خاصة.

4- العصائر: لاستحداث شراب الورد الفاخر والطبيعي دون زيادة إضافات وملونات ونكهات مضرة بالصحة، كما نصنع مربى الورد اللذيذ والاقل تكلفة من الليمون.

5- العلاجات الطبية: علاج طبيعي للعيون نظرا لمنافعه الغزيرة.

6- العناية بالشعر: يشكل عنصرا أساسيا في بعض منتجات العناية بالشعر لترطيبه وتنعيمه.

7- الاستخدامات المنزلية: تعتمده بعض البلدان في التقاليد المنزلية مثل إضافته إلى الحمامات لتعطيرها.

وقالت: "يعد ماء الورد صناعة تقليدية رائجة ومنتجا مهما للاقتصاد المحلي في العديد من المناطق اللبنانية، التي تزرع الورود وتستفيد منها في الكثير من المجالات الاقتصادية والتجارية، وبالرغم من ذلك لا نتلقّى كمزارعين الدعم من الجمعيات الصناعية والوزارات المعنية بهذا القطاع وصناعاتنا مهمشة".

الفرق بين ماء الورد وماء الزهر

ولفتت الى "ان ماء الورد وماء الزهر هما نوعان مختلفان من المياه العطرية التي تستخرج من الزهور، وعلى الرغم من أنهما يشتركان في العديد من الوصفات والتطبيقات، إلا أن لكل منهما مكوناته واستخداماته الخاصة، بحيث ان ماء الورد "ماء الوردة" يتم استخراجه من زهور الورد، ويتميز بعبيره الفوّاح ويوظّف بشكل رئيسي في صناعة العطور والعناية بالبشرة والمشروبات والحلويات والمربيات. بينما يؤخذ ماء الزهر "ماء الندى" من زهور البرتقال أو الليمون أو الغاردينيا، ويتميز برائحته الطبيعية العطرة والفريدة، ويُعتمد بشكل شائع في الطهي والحلويات والمشروبات، وفي بعض الأحيان في صناعة العطور".

للصحة نصيب!

من جهته، كشف اختصاصي التغذية طه مريود لـ "الديار" عن "ان ماء الورد يحتوي على العناصر النشطة التي تمنحه فوائد صحية وجمالية لا تعد ولا تحصى، ومن أهم هذه العناصر:

1- الفلافونويدات: تعتبر مركبات نباتية وتمتلك خصائص مضادة للأكسدة وللالتهابات، وتوجد بكثرة في ماء الورد.

2- العبير: تشتمل زهور الورد على مجموعة من المركبات العطرية التي تعطي ماء الورد اريجه المميز وعبقه الاسر، "كالسيترونيلول" و "النيرولي" و "الجيرانيول".

3- الفيتامينات والمعادن: يضم ايضا بعض الفيتامينات مثل، C والمعادن كالمغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، وجميعها مفيدة للبشرة والصحة العامة.

وأشار الى "ان هذه المواد تعتبر جزءا من مكونات طبيعية تجعل ماء الورد نافعا للصحة والجمال عند استخدامه بانتظام".

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟