إصابات الركبة والرباط الصليبي في كرة القدم...
لماذا السيدات أكثر من الرجال؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعاني السيدات على مستوى الإصابات في كرة القدم خاصة على مستوى الركبة والرباط الصليبي أكثر من الرجال في ظاهرة بدت مثيرة للاهتمام.

وكشفت بيانات وتقارير طبية عن أن معدل ونسب إصابة لاعبات كرة القدم النسائية بالركبة الرباط الصليبي في الملاعب تزيد لدى السيدات عن الرجال.

وجاء في دراسة لمؤسسة "غارسيا كوجات" الإسبانية أن إصابات الرباط الصليبي والركبة لدى لاعبات الكرة في إقليم كتالونيا ما بين عامي 2018 و2022، حدثت بنسب من 1.5 إلى 3% أكثر من الرجال.

وتكشف لوسيا بينيرو، طبيبة فريق برشلونة للسيدات السابقة المتخصصة في اللياقة البدنية في حوار لصحيفة "ماركا" الإسبانية، عن السر وراء هذا الفارق: "أولا وقبل كل شيء، لإظهار حجم حدوث هذه الإصابة، دعونا نبدأ بحقيقة أن لاعبات كرة القدم أكثر عرضة للإصابة الشديدة في الركبة بأكثر من الضعف مقارنة بالرجال".

وأكملت: "وبتحليل الجملة السابقة يمكننا تفسير، من ناحية، أن هناك عوامل تؤثر على هذا الأمر تتجاوز ما يمكن التدرب عليه لأن الأمر هنا متعلق بطبيعة كلا الجنسين، ومن ناحية أخرى، هناك عوامل أخرى يمكننا التأثير فيها. وطرق أكثر مباشرة للحد من المخاطر السابقة".

وتوضح بينيرو: "في كثير من الأحيان، تظهر أخبار عن إصابة لاعبة كرة قدم أخرى في الرباط الصليبي الأمامي، بالإضافة إلى إصابات أخرى في الركبة، السبب الأول مرتبط باختلاف الجنسين، وهو أمر لا يعني دلالة سلبية على الإطلاق، لكن هناك اختلافات فسيولوجية وتشريحية وكذلك على صعيد الميكانيكا الحيوية للجسم والهرمونات".

وتشير بينيرو إلى ضرورة اختلاف أعباء العمل لكلا الجنسين بما يتناسب مع طبيعة كل منهما، كي لا يزيد خطر الإصابة.

وحللت طبيبة البارسا السابقة الأمر كذلك بالاختلافات التشريحية والجسدية، حيث قالت: "على المستوى العضلي لدى النساء فرق واضح بين القوة في عضلات الفخذ الرباعية مقارنة بأوتار الركبة، مما يعني أن مفصل الركبة يكون أقل حماية بسبب هذا الخلل العضلي، وهو ما يعني أن أوتار الركبة لا تحمي الساق من التحرك للأمام من بين جوانب أخرى.".

وفي ذات الإطار، تطرقت بينيرو للحديث عن الفوارق الهرمونية: "وبالطبع على المستوى الهرموني، تخضع المرأة لما يسمى بالدورة الشهرية، والتي تؤثر تقلباتها الهرمونية من هرموني الاستروجين والبروجستيرون بشكل رئيسي على تراخي الأربطة والتحكم الحركي.".

واختتمت: "في النهاية، الفتيات يعانين من مشاكل أخرى، قد ترتبط بزيادة معدل الإصابات سواء في عدم القدرة على الاحتراف في دوريات أخرى، وقلة الدعم الطبي لهن وهو ما أثبتته دراسة للوبيز فالنسيانو في 2021، والتأخير في التشخيص أو إعادة التأهيل بمستوى لا يوازي التعامل مع حالات الإصابة لدى الرجال".