اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أينقص لبنان مزيد من المشاكل والإستغلال للفتك بشبابه وأطفاله، وتأتي فضيحة شغلت الرأي العام ومواقع التواصل الإجتماعي، كجريمة "التيك توك" والتي وقع ضحاياها بيد عصابة محترفة لا تمت للضمير ولا الأخلاق بطَرف بعوضةٍ، وتزيد من أعباء المواطن ما لا يستطيع أن يتحمّله لا دين ولا عقل.

ابتدأت القصة بعدما أعلنت قوى الأمن الداخلي أن عدداً من القاصرين ادعوا لدى النيابة العامّة حول تعرّضهم لاعتداءات جنسيّة، وتصوير، من قبل أفراد إحدى العصابات المنظّمة، بالإضافة إلى إجبارهم على تعاطي المخدّرات، وبعض هؤلاء المجرمين هم من مشاهير تطبيق "التيك توك"، بحيث يقومون باستدراج عشرات الأطفال إلى صالون حلاقة وشاليهات، ليجدوا أنفسهم ضحايا اغتصاب واعتداءات جنسية وعمليات تخدير.

من أبرز المجرمين في هذه القضية كان صاحب محل للحلاقة ويملك صفحة على تطبيق "التيك توك" ويتابعه عشرات الآلاف من المتابعين. ويعمد هذا المؤثر عادة، وفق أقوال عدد من المدعين، إلى تصوير ضحاياه من الصبيان الصغار والمراهقين، أثناء الحلاقة، في فيديوهات ساخرة ومع تصفيفات غير مألوفة، ينشرها لجذب المزيد من الشبان إلى محله، ولديه قدرة عالية على خداعهم.

وقالت قوى الأمن أيضا، إن الأشخاص السبعة الذين تم توقيفهم، هم من بيروت وجبل لبنان والشمال، من بينهم 3 قصر ذائعو الصيت على تطبيق "تيك توك"، وهم من جنسيات لبنانية وسورية وتركية.

إثر ذلك تحرّكت نقابة المحامين في بيروت وأصدرت بياناً جاء فيه:

نهيب بالزميلات والزملاء، الإمتناع عن إستخدام موقع "التيك توك" لمخالفته أحكام قانون وتنظيم المهنة ونظام آداب المهنة ومناقب المحامين، والتي تفرض على المحامي أن يتصرّف في جميع أعماله تصرّفاً يوحي الثقة والإحترام، تحت طائلة الملاحقة المسلكية.

المحامي مروان سلام لموقع "الديار": لمؤتمر عاجل يحمي حرمة وبراءة أطفالنا

وقال رئيس جمعية "بيروت منارتي" المحامي مروان سلام في حديثٍ لموقع "الديار" " نحن نعلم بأن نقابة المحامين في بيروت هي من النقابات العريقة التي تحرص كل الحرص على هيبتها كونها أم النقابات وهي خط الدفاع الأول عن الحقوق والحريات، ونتفهم بيانها الأخير لجهة عدم إستعمال المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي إلا بما يليق بالمحامي وهيبته التي تعكس الإحترام وتوحي بالثقة لأنه يبقى الوجه الأسمى في المجتمع نظرا للقضايا التي يفترض به أن يحملها بكل حرص وأمانة، ونحن أمام وإلى جانب نقابتنا وعلى رأسها النقيب المحترم فادي المصري بكل القرارات التي تسعى إلى تنقية الجسم المهني من كل المخالفات التي لا توحي بالثقة بمهنتنا السامية."

أمّا فيما يخص الجريمة الغير موصوفة التي هزّت المجتمع اللبناني، أشار سلام إلى أن " هذه الجريمة ببشاعتها فتحت لنا كأهل أولا وكرجال قانون، آفاقا من الوعي كي نضيء من خلالها فورا على أبحاث قانونية وإجتماعية نستخلص منها حلولا جذرية، كونها أصابت مجتمعنا التقليدي الذي بدأ يفقد السيطرة على الأبناء لجهة التوعية والمراقبة والإنضباط الذي يفترض بنا فيها بأن نكون أكثر تشددا وصرامة حرصا منا على مستقبل الأبناء والأجيال."

وأضاف "وتكمن خطورة العصابة هذه التي أصابت المجتمع اللبناني وهزت كيانه، كونها لامست بجريمتها نفسيا وجسديا براءة أطفال قصّر، حيث وصلت هذه العصابة إليهم بطرق متعددة أهمها المنصة الإلكترونية "التيك توك" تلك المنصة الأخطر من بين مجموعة التواصل الإجتماعي، كون موادها ومواضيعها تنتشر بالأقطار بسرعة فائقة كالنار بالهشيم."

وتابع سلام "هذا من جهة ومن جهة أخرى، يجب أن لا يغيب عن بالنا بأن من الأسباب الرئيسية لتوسع تلك العصابات وشبكات الإجرام هذه غياب الدولة التام وأجهزتها الرقابية والقضائية علما بأن قانون العقوبات اللبناني يشتمل على نصوص قانونية قاسية ومتشددة تجرم إغتصاب الأطفال، وبنتيجة التراخي هذا أصاب النسيج اللبناني بعادات غريبة عن عاداتنا التقليدية التي لم يشهد لها مثيل حتى في أوج الحروب الأهلية التي مرت على لبنان."

سلام يدق ناقوس الخطر

و ختم سلام قائلاً "لهذا ومن خلال موقعكم الإخباري المحترم والحريص، أدق ناقوس الخطر وأدعو كل نقابات المهن الحرة وأولها نقابتي المحامين في بيروت والشمال، والجمعيات الأهلية والإجتماعية والمؤسسات التربوية والدينية إلى مؤتمر عاجل لنقف كتلة واحدة صلبة أمام أخطر جرائم العصر ألا وهي التعدي على حرمة أطفالنا وبراءتهم."