اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يبدو أن الحرب الصهيونية على غزة باتت على مفترق طرق بعد مرور أكثر من سبعة أشهر عليها دون تحقيق نتائج يريدها الإسرائيلي والأميركي معاً، فإما أن يستمر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بالحرب علّه يستطيع تغيير شيء ما في نتيجتها بموافقة أميركية طبعاً، وإما الأميركي بات مقتنعاً أن الوقت قد حان لوقف الحرب لذا وافق على المقترح المصري-القطري الذي وافقت عليه حماس ورفضه الكيان قبل أن يُرسل وفداً الى القاهرة بشأنه كرد فعل أولي عليه بعد الإرباك...

صحيح أن الإسرائيلي كان يُراهن على رفض حماس، إلا أنه تفاجأ بالموقف الأميركي، وبانتظار ما ستُظهِره نتيجة المفاوضات النهائية في القاهرة التي ستكشف النوايا الأميركية الحقيقية قبل الإسرائيلية التي باتت معروفة، لناحية إن كانت واشنطن فعلاً لديها نية بوقف الحرب أم أنها تُناوِر من أجل الضغط على الكيان من ناحية، ومن ناحية أخرى من أجل تحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي، تماماً مثل إدعاء حرصها على المدنيين في عملية رفح والقول إنها تُوافِق على عملية محدودة فيها، مُدعِّمة ذلك بقول رئيسها إن "إسرائيل" لم تتخطَّ حتى الآن الخطوط الحمراء الأميركية هناك.

يُحاول الأميركي الضغط على نتنياهو الذي يرفض مقترح واشنطن المتعلِّق بإدارة غزة بعد الحرب من قِبل السلطة الفلسطينية أو تشكيل سلطة جديدة لإدارتها، خاصة وأنه لا يستطيع تحمّل وقف الحرب ونتيجتها السلبية عليه تحديداً قبل كيانه، لذا لا توجد بوادر لرد إيجابي من قبل نتنياهو الذي لا يريد أن يُغضب شركاءه في الحكومة حفاظاً عليها، هذا المشهد ليس جديداً ولكن الجديد أنه بعد دخول الحرب شهرها الثامن بات هناك شريحة في "إسرائيل" تؤيّد وقف الحرب وإعادة الأسرى بعد أن كان هناك إجماعاً على استمرارها، وهذا ضغط إضافي على رئيس وزراء العدو، أما الضغط الأكبر والذي استُجد وبدا لافتاً هو توقيف واشنطن لشحنة أسلحة مخصصة لـ "إسرائيل" والمخاوف من أن تكون مقدِّمة لمسار أميركي جديد.

بغض النظر عن النوايا الأميركية، لقد بات واضحاً أن إدارة بايدن أصبحت مُحرَجة، بالإضافة الى الوضع داخل الكيان، ووضع المفاوضات وموافقة حماس على المقترح القطري-المصري الذي يزيد الضغط على تل أبيب من قِبل الرأي العام والمجتمع الدولي، كل ذلك يُمكن اعتباره تطوراً لافتاً في مسار الحرب لا يُمكن إلا التوقُّف عنده لدرجة أنه يزيد من إحتمال قرب وقف الحرب، خاصة أن الأميركي الذي يدير الحرب من بدايتها بات اليوم يبحث عن مخارج لها.

في الواقع لا يمكن الرهان على ما يقوله الأميركي، هكذا تقول التجربة معه، لذا يجب انتظار مسار الأمور في الأيام المقبلة وكيف سيتم التعامل مع التعنت الإسرائيلي؟ وهل سيضغط على "إسرائيل" بشكل كامل ويفرض عقوبات؟ وهل توقيف شُحنة الأسلحة يُوضع في سياق الضغط أم أن لدى "إسرائيل" ما يكفي من سلاح في المرحلة الحالية وهذه الخطوة لن تؤثِّر عليها عملياً وإنما تخدم أميركا صورياً فقط؟

أسئلة تُجيب عنها الأيام المقبلة التي ستحدد إن كان الأميركي اقتنع فعلاً بوقف الحرب أم أنه يُناوِر؟؟!!..

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»