اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وألقى عظة قال فيها: "يجاهر كثيرون اليوم بأنهم ملحدون، مفاخرين بعدم إيمانهم، منجرين وراء موجة تجعلهم يظهرون عصريين أمام أترابهم، معتقدين أن الله أصبح فكرة قديمة، وهو يعيق حريتهم وفكرهم وتطورهم. ويظن البعض أن الإلحاد تطور، ويدل على انفتاح فكري، وأن الإبتعاد عن التدين يجعل الإنسان قريبا من كل البشر مهما كان انتماؤهم أو جنسهم أو عرقهم. كثيرا ما نسمع بعض الفنانين والمشاهير يتحدثون بهذه الطريقة، الأمر الذي يدل على جهلهم للكتاب المقدس الذي يعبق بالمحبة، ويذخر بأقوال الرب الداعية إلى قبول الآخر، حتى الأعداء، ويحذر من تنصيب البشر أنفسهم قضاة ديانين، ويشدد على أهمية الحرية التي منحها الله للإنسان عندما خلقه على صورته ومثاله. ينسى هؤلاء أن الله خلق العلم والعلماء، والطب والأطباء، فكيف يفصلون بين الخالق وخليقته؟ تكمن المشكلة في من يعتنقون أفكارا غريبة عن إيمانهم ليصبحوا مقبولين من الآخرين، فيما المؤمن لا يسعى إلا إلى أن يكون مقبولا من ربه، ووارثا لملكوته، فيكون الأكثر حرية والأكثر انعتاقا من القيود والأغلال لأنه عرف الحق فحرره. كثيرة تدخلات الرب في حياتنا حتى لا نفقد إيماننا. لكننا نختار أحيانا كثيرة أن نصم آذاننا، ونعمي عيوننا وقلوبنا عن معرفة الحقيقة ورؤية الآيات والمعجزات اليومية الحاصلة بتدبير إلهي. صحيح أن العلم اكتشف الكثير، إلا أن أمورا عديدة لا تزال خفية عليه ويقف عاجزا عندها".

وقال: "كما شك توما بقيامة الرب كثيرون يشكون بقدرة لبنان على النهوض. إن قوى الشر والفساد والضلال لن تقوى عليه وإن بدت أنها الأقوى، وأنها غلبت المتشبثين بالحق والخير، لأن الباطل سيسحق والشر سيغلب، وهذا الليل الذي طال سينجلي ما دام هناك نساء ورجال شرفاء، يعملون من أجل إنقاذه من براثن الفساد والشر المعششين في بعض القلوب المظلمة، التي عملت طيلة سنوات على استنزافه، واستغلال طاقاته، ونهب ثرواته، وإفراغه من دوره ومن أبنائه، معرقلة انتخاب رئيس ومعطلة عمل المؤسسات. لكن الغلبة دوما للحق، والرب القدير الذي غلب الموت وداس الجحيم وأقام الموتى إلى حياة جديدة سيقيم لبنان من سقطته بفضل المؤمنين من أبنائه، ذوي النفوس الكبيرة والقلوب الرحيمة، المتشبثين به والعاملين على تطبيق دستوره، وصون حدوده وحماية أبنائه، الناشرين مفاهيم السلام والعدالة والمساواة والأخوة. وصانعو السلام يطوبهم الرب، والمؤمنون به لا يخزون".

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا