اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عندما بدأ قائد الجيش جوزاف عون زيارة رسمية الى الدوحة، رُبط الموعد بالملف الرئاسي، خاصة أن قطر تنشط رئاسياً، فكان التحليل أن زيارة عون مقدمة لاقتراح رئاسي ما أو لمناقشة الملف الرئاسي معه، وهو ما تنفيه مصادر سياسية متابعة، معتبرة أن زيارة عون كانت بطلب منه ولأجل أهداف تتعلق بدعم الجيش اللبناني بالدرجة الاولى.

لا يمكن مقارنة زيارة المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي علي حسن خليل الى الدوحة منذ شهرين بزيارة قائد الجيش، كما لا يمكن مقارنتها بزيارة باسيل سابقاً، والزيارات المقبلة لـ "التيار الوطني الحر" و "القوات" والحزب "التقدمي الإشتراكي". ذلك ان المصادر تشير الى وجود فوارق بالشكل والمضمون أيضاً، فتلك الزيارات كانت بدعوات قطرية على عكس زيارة عون، فضلا عن أن المضمون مختلف بشكل كامل.

الى جانب السعي القطري، تستعد "اللجنة الخماسية" المكونة من سفراء الدول الخمسة المعنية بالملف الرئاسي، لإعادة إطلاق تحركاتها في لبنان يوم غد الأربعاء من عوكر مقر السفارة الأميركية، حيث يلتقي السفراء هذه المرة على طاولة السفيرة الأميركية ليزا جونسون، لترتيب اوراق المرحلة المقبلة التي ستنطلق وفق المصادر، من لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة. وتُشير المصادر الى ان اللقاء في عوكر لا يعني على الإطلاق وجود أي تغيير أميركي بجدول أولويات الإدارة الأميركية، فهذه اللقاءات التي تحصل بشكل دوري، تتخذ في كل مرة مقر سفارة أحد الدول الأعضاء وهذه المرة الدور في عوكر، كاشفة أن الحديث عن مهلة تمنحها "الخماسية" لنفسها لاستكمال التحركات، تندرج في سياق التوقيت الأميركي الذي يدخل بداية الصيف المقبل في عطلة سياسية، يليها الدخول الرسمي في زمن الانتخابات الرئاسية.

هذا التوقيت هو الأصل في ما يُحكى عن محاولة رئاسية جديدة، ستكون نافذتها الزمنية محددة بحوالى الشهر ونصف الشهر، فإما أن تصل الى انتخاب رئيس، وإما يدخل لبنان في نفق جديد لا يُعرف نهايته، في ظل وجود خشية من استمرار الفراغ الرئاسي لأشهر طويلة.

هذه النافذة بحسب المصادر، تنسحب أيضاً على ملف الحرب على غزة والحرب في الجنوب، لافتة الى اننا ربما أمام محاولة أخيرة للوصول الى هدنة وصفقة تبادل قبل الانتخابات الأميركية الرئاسية، ومن هنا يمكن ربط كل الملفات بعضها ببعض، فالملف الرئاسي اللبناني يرتبط بتسوية تبدأ بانتهاء الحرب ولا تنتهي بالسلة المتكاملة، التي تتضمن الحكومة ورئيسها والملف المالي والاقتصادي.

إذا، انتهاء الحرب في غزة هو المفتاح الذي قد يفتح كل الأبواب او يبقيها مقفلة الى اجل غير مسمى، ومن هنا يمكن قراءة كل المحاولات على أنها تهيئة للظروف بحال فًتحت الأبواب، ولكن هل سيكون هناك دور لـ "الخماسية" ما  دام الملف الرئاسي مرتبطا بالحرب، وتسوية الحرب ستكون بين الثنائي الشيعي والأميركيين بالدرجة الأولى؟

تجيب المصادر عن هذا السؤال بالتأكيد على ان ليس لكل أطراف "الخماسية" الدور نفسه في التسوية، إن حصلت، ولكن السؤال الذي يجب طرحه هو: هل سيكون للمملكة العربية السعودية دور في بناء أركان التسوية أو ستبقى بموقع المتفرج؟ بخاصة أن التفاوض الذي يتعلق بالحرب بين نبيه بري وما يمثل وأموس هوكشتاين وما يمثل، سيكون له انعكاساته الكاملة على الرئاسة، لذلك فالأسئلة الأساسية هي: هل تتوقف الحرب فتنعكس لبنانياً على الحدود والرئاسة؟ وهل يدخل "العرب" التسوية المنتظرة؟

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟