وجّه المؤتمر العربي العام، رسالةً إلى مؤتمر القمة العربية الثالثة والثلاثين، المزمع عقدها في البحرين يوم غد الخميس، نبّهها فيها إلى طبيعة الحرب المفروضة على السودان "من القوى الغربية الأطلسية الإمبريالية، ومن الصهيونية العالمية".
وفي تفاصيل الرسالة، أوضح المؤتمر العربي العام أنّ القمة العربية تأتي في وقت يتعرض السودان إلى حرب الهيمنة والاستعمار والاستيطان الإحلالي، والتي طالت بدمارها بنيته التحتية، وضربت بأوزارها أمنه واستقراره، وشردت نحو 40% من سكانه وجعلتهم بين نازح ولاجئ.
وأضاف أنّ "جرائم هذه الحرب لم تقتصر على الدمار والتشريد، إذ مورست فيها كل صنوف جرائم الحرب وأقساها، من تطهير عرقي استهدف القبائل الأفريقية في دارفور، وبخاصة قبيلة المساليت التي صفّت مليشيا الدعم السريع آلاف الذكور من أبنائها، وطردت نساءها وأطفالها من مدنهم وقراهم التاريخية، وسلبت ممتلكاتهم، وأسكنت مستوطنين جاءت بهم من خارج السودان في بيوت المواطنين في تلك القرى والمدن".
وقال إنّ تلك المشاهد "تعود بالذاكرة العربية إلى ما حدث في فلسطين على يد مليشيات أرغون والهاغانا الصهيونيتين، علماً بأنّ المليشيا قد بدأت جرائمها تلك في ولايتي الخرطوم والجزيرة، التي دمرت فيهما الأسواق والمناطق الصناعية، ومحطات إنتاج الكهرباء والمياه، وحُرم ما تبقى فيها من سكان من كل الخدمات، وبخاصة الخدمات الصحية، بسبب تحويل المليشيا كثيراً من المؤسسات الصحية إلى ثكنات عسكرية".
وأشار المؤتمر العربي إلى أنّ "الهدف الرئيس من هذه الحرب هو بسط القوى الغربية والصهيونية العالمية سلطتها على السودان، وإعادة هندسة أوضاعه الاجتماعية من خلال عمليات تهجير مواطنيه وإحلال مستوطنين لا صلة لهم بالسودان"، مبيناً أنّ الهدف البديل لذلك، في حال الفشل في تحقيقه، هو "تقسيم السودان وتجزئته، ومن ثم السيطرة عليه جزءاً بعد جزء".
وأضاف أنّ هذه الحرب قد "أعادت السودان عقوداً إلى الوراء، بعد أن دمرت بناه التحتية، وأفقرت مواطنيه الذين نهبت المليشيا مقتنياتهم، ودمرت مصادر أرزاقهم، وضيّقت عليهم الحياة في بلادهم، لتدفعهم إلى الهجرة حتى تتمكن من استكمال عمليات التوطين والاستيطان لمن ضاقت بهم أوطانهم في دول وسط وغرب أفريقيا التي تريد القوى الغربية إخراجهم منها إلى السودان - أرض الميعاد الجديد".
وتابع أنّ هذه الحرب "تستهدف، وبشكل مباشر الأمن القومي العربي، الذي يعدّ الأمن القومي السوداني ركيزة أساسية من ركائزه".
وعليه، طالبت الرسالة القمة العربية "باتخاذ موقف حاسم في مناصرة السودان، وفي دعمه سياسياً ومادياً في مواجهة هذه الحرب"، قائلةً إنّ "الواجب الأخلاقي والقومي يفرض على القمة العربية أيضاً تحميل الدول الغربية والأنطمة العربية والأفريقية الضالعة في هذه الحرب، المسؤولية القانونية والسياسية، بالقدر الذي يضمن وقف رعايتها ودعمها للحرب، وبما يجبر أضرارها عبر عمليات إعادة الإعمار وغيرها من التدابير"، بحسب الرسالة.
وإذ وضع المؤتمر العربي العام هذه الرسالة المهمة على منضدة القمة العربية وبين يدي القادة العرب، فإنّه تمنّى للقمة العربية الثالثة والثلاثين التوفيق في خدمة قضايا الأمة، وفي المقدمة منها قضية فلسطين، في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأن "توفق في اتخاذ المواقف المبدئية الأصيلة من قضية السودان التي لا يمكن فصلها عن قضية فلسطين".
يُشار إلى أنّ المؤتمر العربي العام يتشكل من مؤسسات العمل الشعبي العربي المستقلة، ويضم المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي، ومؤتمر الأحزاب العربية، والجبهة العربية التقدمية، ومؤسسة القدس الدولية، والتي تُعرّف عن نفسها بأنّها "تحمل هم حاضر الأمة العربية ومستقبلها، والتي تعبر عن وجدان الشعب العربي من المحيط إلى الخليج".
ويُذكر في هذا السياق، أنّ القادة العرب سيجتمعون في العاصمة البحرينية المنامة، غداً الخميس، لمناقشة عدد من الملفات المهمة المتعلقة بالعمل العربي المشترك، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة "قمة البحرين".
يتضمن مشروع جدول أعمال القمة عدّة بنود متعلقة بالأزمات التي تمر بها المنطقة، منها بنداً حول الشؤون العربية والأمن القومي، والذي يشتمل موضوعات وملفات عدة من بينها، التضامن مع لبنان، وتطورات الوضع في سوريا، ودعم السلام والتنمية في السودان، وتطورات الوضع في ليبيا، وآخر المستجدات في الملف اليمني.
الكلمات الدالة
يتم قراءة الآن
-
ترقب لمزيد من الضغوط الأميركيّة... أورتاغوس تنتقد الجيش؟! القوانين الانتخابيّة الى «مقبرة اللجان»... والبلديّات في أيار خطة أمنيّة لطرابلس وعكار... ووزير الدفاع في دمشق غداً
-
اللبنانيّون ينتحرون
-
ثلاثة أشهر حاسمة وخطرة أمام لبنان إذا لم يستجب للمطالب الأميركيّة العدو "الاسرائيلي" وضع سيناريو الوصول الى بيروت لاجتثاث حزب الله!!!
-
الجيش يرفع الصوت: إنتهاكات إسرائيليّة فاضحة... ولوقف النار تحرّك أميركي خلال أيّام على خط بيروت ــ تل أبيب لودريان في بيروت الثلاثاء... وتوجه لتعيين حاكماً للمركزي هذا الأسبوع
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
14:16
رئيس الحكومة نواف سلام من مطار القليعات: مشاريع عدة ستكون موضع اهتمامنا وسنستدرج عروضا عدّة وملتزمون بإعادة تشغيل مطار القليعات خلال عام
-
14:16
ارتفاع عدد ضحايا انفجار صهريج المازوت في الهرمل إلى 4 وإصابة عسكري بحروق بالغة
-
14:15
رئيس الحكومة نواف سلام من مطار القليعات: - جئنا الى عكار عملاً بالالتزام الذي عبّرت عنه الحكومة لمساعدة عكار انمائيا وأمنيا وبحثنا في الوجود المتزايد للنازحين ونؤكد على أهمية مطار القليعات لعكار والشمال
-
13:59
وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني من مطار القليعات: بدأنا بإعداد دراسة عن الطرقات*التي توصل الى المطار وسنكون على تواصل مع المستثمرين لهذا المشروع
-
12:24
وصول رئيس الحكومة نواف سلام الى مطار رينيه معوض في القليعات
-
12:23
انتهاء اجتماع رئيس الحكومة نواف سلام مع النواب في سرايا طرابلس، حيث اكد سلام "التزام الحكومة الاستقرار في طرابلس"، وقال: "يهمنا أن يكون الاستقرار الامني مستداما".
