اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انطوان يوسف صفير

في 18 أذار 2023 انتقل بوتين الى مدينة سيبستوبول Sébestopol المرفأ البحري حيث ترسو بواخر الاسطول الروسي في البحر الاسود ليحتفل بالعيد التاسع لاحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم في خطوة تحد للمجتمع الدولي والرئيس الاوكراني فلادمير زيلنسكي الذي كان يتطلع لرؤية علم بلاده يرفرف على شبه الجزيرة... فمنذ قرون والسيطرة على البحر الاسود الواصل بامواجه حتى شواطىء تركيا والقوقاز وروسيا ورومانيا وبلغاريا -كانت حلما يقض مضاجع روسيا، كون السيطرة تلك تضمن الوصول الى المياه الدافئة في البحر المتوسط... فمنذ بدايات الحرب الحالية في اوكرانيا وموضوع شبه جزيرة القرم فائق الحساسية: فالرئيس بوتين بدا مسكونا بهواجسه وتطلعاته التوسعية في الخط ذاته الذي رسمه الامبراطور الروسي نيقولا الاول الذي في العام 1853 قرر الاستيلاء على مضائق الدردنيل والبوسفور على حساب الاتراك العثمانيين، فما كان من الفرنسيين والبريطانيين والاتراك الا ان انضموا في حلف واحد وشنوا حربا ضروس استمرت حتى 1856 وجاءت معاهدة باريس باعلان هزيمة روسيا وتحييد البحر الاسود. من هنا انطوت زيارة بوتين الى Sébestopol على عبء كبير من الرموز الثقيلة، وكانت الضربة القاضية لاطماع روسيا في تلك المنطقة. هنا، في هذه البقعة من العالم انزرعت بذور اشرس حربين عالميتين عرفهما التاريخ خلال القرن العشرين في جحيم الخنادق وبراكين القصف والدماء.

واليوم، كما في الامس البعيد... وبعد مئة وتسعين سنة ونيف... تعود تنفتح ابواب الجحيم على مصراعيها في اوكرانيا على مشارف شبه جزيرة القرم... ما يؤكد اوجه الشبه والنسبية بين دروس وامثولات التاريخ، فينقاد العالم راضخا الى حافة الهاوية . 

الأكثر قراءة

كارثة عالميّة... خسائر بمليارات الدولارات... عطل تقني أم خرق سيبراني؟ ما هي خطط ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض؟ لبنان لن ينجو من «الرمادية»...ولكنه سيتفادى قطيعة المصارف المراسلة