اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

إن قصص الفلسطينيين عن التهجير والفقدان لم تُروَ فقط من خلال السجلات التاريخية أو الشهادات الشخصية، بل أيضاً عبر العديد من الأعمال الفنية التي استطاعت أن تنقل الوجع الفلسطيني وتحكي قصة النكبة بأساليب مؤثرة ومبتكرة. 

حسب موقع "middleeasteye" فإن فيلم "1948" للمخرج محمد بكري يعد وثيقة بصرية قيمة تسجل شهادات حية لناجين من مجازر النكبة، مثل دير ياسين والدويمة، بالإضافة إلى شهود من مدن أخرى مثل طبريا. يعرض الفيلم تجربة الفلسطينيين الذين تحولوا فجأة إلى لاجئين، ويستكشف آثار هذه الأحداث المؤلمة التي لا تزال تؤثر في الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني.

يعمل بكري على تعزيز الرواية الوثائقية من خلال دمج الأدب والشعر، حيث يتخلل الفيلم آيات من شعر محمود درويش، ما يعكس العلاقة العميقة بين النضال الفلسطيني والتعبير الثقافي. كما يظهر بكري نفسه في لقطات من مسرحيته "المتشائل"، مستعيناً بالسخرية السوداء لتوصيل رسائله.

الفيلم يقدم نظرة شاملة على الطرق المختلفة التي يستخدمها الفلسطينيون للتعبير عن أنفسهم ومقاومتهم الثقافية في وجه التحديات المستمرة. بكري يلقي الضوء على كيفية استمرارية الروح الفلسطينية من خلال الأدب والفن، ويبين الفيلم أنه رغم الظروف الصعبة، يظل الفلسطينيون يحاولون الحفاظ على هويتهم وتاريخهم.

في عام 2008، أخرجت روان الضامن السلسلة الوثائقية "النكبة" التي تقدم تاريخ فلسطين منذ عام 1799 وحتى الوقت الحاضر، مركزة على الأحداث التي أدت إلى طرد الفلسطينيين وإقامة الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948. هذه السلسلة، التي أنتجتها قناة الجزيرة وقدمت في أربعة أجزاء، تعتبر وثيقة مهمة تعكس الرواية الفلسطينية لهذه الأحداث التاريخية الجوهرية.

السلسلة الوثائقية "النكبة" حازت إعجابا كبيرا ونالت عدة جوائز تشمل جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية عام 2009، وجائزة الاختيار الشعبي في مهرجان أمل في العام نفسه. تم تقديمها بتنسيق DVD وتم عرضها في مركز ماتاديرو مدريد للخلق المعاصر، ما يؤكد على أهميتها والتقدير الكبير الذي حظيت به عالمياً.

فيلم "الزمن الباقي" لإيليا سليمان، الذي صدر في عام 2009، يعد واحداً من الأعمال الفنية التي تستكشف الذاكرة الفلسطينية وتأثيرات النكبة بأسلوب فريد ومبتكر. يحاكي الفيلم المأساة التي عاشها الفلسطينيون في تلك الفترة، حيث يعالج موضوعات عميقة مثل الاستيلاء على الأراضي وتأثير النكبة على الأجيال المتعاقبة، ولكن بطريقة عبثية تجعل الرسالة أكثر تأثيراً وقابلية للتفكير.

الأسلوب الفني الذي يتبعه سليمان يمتاز بالدقة والتفصيل، حيث يقوم بتجسيد أحداث تاريخية واقعية بطريقة تجعل الجمهور يتأمل في العواقب الطويلة الأمد للظلم. على سبيل المثال، يظهر الفيلم كيف استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية الكوفيات لخداع الفلسطينيين، وهو ما يعكس الطرق المتعددة التي تم بها تضليل وتهجير الفلسطينيين.

فيلم "فرحة"، الذي أخرجته دارين ج. سلام، يعد إضافة بارزة ومؤثرة لسينما القضية الفلسطينية، وقد أثار الفيلم جدلاً كبيراً حتى قبل إصداره، خصوصاً بعد محاولات الحظر من قبل حكومة الإحتلال الإسرائيلي، ما زاد من الاهتمام العام به.

فيلم "فرحة"، المتاح على منصة نتفليكس، يقدم الأحداث التي وقعت خلال النكبة عام 1948، معتمداً على قصة حقيقية أثرت بشكل كبير في سلام خلال طفولتها.

الفيلم يصور قصة فرحة، فتاة فلسطينية تعيش في قرية هادئة، تطمح لتحقيق أحلامها الأكاديمية والمهنية، ولكن تتحول حياتها وحياة من حولها إلى كابوس بعد الاضطرابات العنيفة التي شهدتها القرية. من خلال تصوير قصة فرحة وصديقتها، يعرض الفيلم الآثار المدمرة للصراع على الأفراد والأسر، ممزوجة بلقطات درامية تعكس الألم والمعاناة التي تجتازها الشخصيات.

كشف المخرج الإسرائيلي ألون شفارتس عن وجهة نظر تخالف السردية الشائعة داخل الاحتلال بشأن أحداث عام 1948. يبين شفارتس أن العديد من الإسرائيليين يحملون تصوراً مبسطاً يقوم على فكرة أن الفلسطينيين "فروا" خلال تلك الفترة، في حين أن الواقع يتضمن أعمال عنف وإكراه أدت إلى طرد الفلسطينيين من قراهم، مثلما حدث في مذبحة الطنطورة.

يتطرق شفارتس في فيلمه إلى تلك الأحداث من خلال مقابلات مع جنود احتلال سابقين شاركوا في تلك الأعمال. يُظهر الفيلم كيف أن هذه المذبحة لم تكن حدثاً معزولاً، بل جزءاً من سلسلة أعمال عنف أوسع كانت تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية عام 1948.

في سياق متصل، يُشير الفيلم الوثائقي للمخرجة الأمريكية-الفلسطينية هالة جبريل يحيى، "ليلة في طنطورة"، إلى نفس الأحداث من منظور آخر، مع التركيز على شهادات الناجين من الطنطورة والتي تؤكد على النقل الشفهي لهذه القصص عبر الأجيال. على الرغم من أن فيلم يحيى لم يحظ بنفس الانتشار أو الاهتمام الذي حظي به فيلم شفارتس، إلا أنه يمثل جزءاً مهماً من جهود توثيق الرواية الفلسطينية.

الأكثر قراءة

من تعدّيات يزبك الى فضائح بركات ودرغام وجعجع... حكايات نفوذ وفساد بلا حدود على شاطئ كفرعبيدا - تحوم!