اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تساءلت: لماذا الهواتف الصينية رخيصة؟ كانت الإجابة قبل 20 عاماً من الآن مفهومة؛ إذ لم تكن الهواتف الصينية ذات إمكانات تنافس أفضل الهواتف في السوق، لكن الآن تغير الأمر، كونها باتت لا تنافس أكبر شركات الهواتف وحسب، بل تقدم أحياناً مزايا وخواص غير موجودة بهواتف هذه الشركات، وفي الوقت نفسه، حافظت على سعرها المنخفض.

 أحد أهم الأسباب لانخفاض أسعار الهواتف الصينية هو انخفاض تكلفة القوى العاملة، إذ إن الصين ضمن أقل الدولة تكلفة للعمالة في العالم، حتى إن هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل العديد من الشركات المصنعة تصنع منتجاتها هناك بشكل عام.

كما تتمتع الشركات المصنعة الصينية، مثل شاومي، وهواوي، وMeizu، أيضاً بميزة تصنيع الهواتف محلياً، ما يعني أن تكاليف النقل لديها أقل مقارنة بالشركات المصنعة لهواتف أبل، وسامسونغ، وسوني.

  التسويق غير المكلف

هل سمعت بالعقد الذي وقعه النجم الأميركي روبرت داوني جونيور العام الماضي مع شركة HTC؟ أو أن سوني تريد الترويج لهاتف Xperia Z5 في فيلم جيمس بوند الجديد؟ هذه الأشياء تكلف ثروة، بشكل آو بآخر يتحملها عملاء هذه الشركات.

لكن بالنسبة للهواتف الصينية، فإن وسائل الدعايا والتسويق لمعظم هواتفها تكون أرخص بكثير، مثل استخدام الشبكات الاجتماعية أو مواقع البيع.

كميات محدودة

إحدى طرق البيع الناجحة جداً، خاصة في الصين، هي خلق الطلب على المنتجات. لأنه إذا اعتقد الناس أن هاتفاً معيناً سوف ينفد، فمن المرجح أن يسارعوا إلى شراء واحد. 

تضع الشركات الصينية هذا الأمر في الاعتبار، لذا فهي تنتج عدداً محدوداً فقط من كل جهاز.

حتى إنه تم استنفاد مخزون Xiaomi Mi4 في 37 ثانية فقط كما أشار موقع nextpit GmbH الذي ينطلق من ألمانيا.

أجزاء توازن الأداء مع السعر

هناك عامل آخر وهو أن الشركات المصنعة الصينية لا تزود هواتفها بأحدث وأكبر الأجزاء وبالتالي أكثرها تكلفةً، بل تهتم أكثر بموازنة السعر مع الأداء.

في كثير من الحالات، يختار المصنعون الصينيون معالج Mediatek، والذي قد لا يكون موجوداً مع وحدات Exynos من سامسونغ، ولكنه أرخص كثيراً، أو Plus Mediat الصيني الذي يقدم بذلك توزيعاً محلياً أرخص سعراً، كما أشار موقع nextpit GmbH.

أما بالنسبة لذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، فلا يستخدم المصنعون الصينيون ذاكرة DDR4، الموجودة في العديد الهواتف الأغلى سعراً، بل يتجهون إلى وحدات DDR3 الصينية الأرخص سعراً.

تميل الهواتف الصينية أيضاً إلى أن يتم تصنيعها بشاشات كورية أو يابانية الصنع، وهي أقل جودة قليلاً من لوحات IPS أو AMOLED التي تتباهى بها بعض الأجهزة، ولكنها مرة أخرى أرخص بكثير، وتحقق شرط توازن السعر والجودة.

المبيعات عبر الإنترنت

التجارة الإلكترونية هي طريقة البيع المفضلة بين الشركات المصنعة الصينية. وبينما أنفقت شركات مثل أبل وسامسونغ ثروة على بناء متاجرها الخاصة، وهذه الأموال لا تأتي من فراغ بالطبع، فهاك كلفة توزيع وتكلفة متاجر وإداراتها وأمور أخرى، فضلت الشركات الصينية أن تكون أكثر عملية.

وأحد العوامل التي تجعل الهواتف الذكية الصينية أرخص، هي أن معظم شركات الهواتف الصينية لا تتحمل النفقات العامة نفسها مثل العلامات التجارية التي لديها متاجر فعلية منتشرة حول العالم.

بيع الملحقات

يتمتع المصنعون الصينيون عموماً بهامش ربح منخفض جداً لمبيعات الهواتف الذكية، لذلك غالباً ما يلجؤون إلى بيع الملحقات أو الإكسسوارات ومنتجات أخرى لزيادة هذا الهامش.

 تعد الملحقات الأكثر شيوعاً هي أغطية الهواتف، لكن بعض الشركات المصنعة، مثل Xiaomi، تبيع الأحذية والنعال أيضاً وليس الهواتف فقط.

شريحة جمهور أوسع

كما أن أحد أكبر العوامل التي تجعل الشركات المصنعة الصينية قادرة على بيع أجهزتها بتكلفة "تنافسية" هو أن لديها سوقاً ضخماً من المستهلكين الذين ينتظرون الشراء، كما أشار موقع Techzim المتخصص في مواضيع التكنولوجيا.

بما أن عدد سكان آسيا كبير، ومعظمهم في الصين والهند، فإن العلامات التجارية الصينية تتمتع بميزة الفوز بالأرقام عندما يتعلق الأمر بوضع الهواتف الصينية في أيدي أكبر عدد ممكن من المستهلكين.

بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يتمتعون برسوم شحن أقل نظراً لأن سوقهم المستهدف الأساسي هو الدول الآسيوية القريبة مثل الهند ونيبال وبوتان وإندونيسيا وغيرها.

وبالمقارنة، فإن استهداف الأسواق البعيدة مثل الولايات المتحدة وكندا سيتطلب تكلفة أعلى بكثير لاكتساب العملاء، كما شرح موقع MakeUseOf المتخصص في مواضيع التكنولوجيا.

الأكثر قراءة

لا تهينوا الطائفة الجريحة