اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قبل "الخضّة" التي عاشها الكيان الصهيوني من توجيه المدعي العام في محكمة العدل الدولية اتهاما لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بارتكاب جرائم حرب، والهجوم عليها واعتبارها محكمة نازية وإرهابية حتى قبل إصدار مذكرة توقيف ضده، والقلق والخوف من هذه الخطوة، عاشت "إسرائيل" "خضّة إيجابية" إذا صحّ التوصيف، بمجرد إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية خبر حادثة الطائرة التي تعرّض لها رئيس جمهوريتها السيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق...

لعلّ الفرحة التي دفعت الإعلام "الإسرائيلي" الى توزيع الحلوى مباشرة على الهواء، هي التي دفعته مباشرة الى الإعلان عن مقتل الرئيس الإيراني وفقاً لتقديراته قبل الوصول الى طائرته حتى، ولعلّ الصدفة دفعت نتنياهو الى الحديث أمام رؤساء مجالس مستوطنات الشمال في اليوم نفسه، عن المكائد في الحروب والعمل السري مستنداً الى آية في التوراة، ولعل القلق دفع بالصهاينة للقول سريعاً: "ليس لنا علاقة بما حدث مع الرئيس الإيراني، "الإسرائيليون" لا يغتالون رؤساء، وإنما يقتلون القادة الميدانيين"...

كما "الإسرائيلي" فعل الأميركي أيضاً، حيث سارع وزير الحرب لويد أوستن الى نفي تورّط بلاده بشكل قاطع في حادث تحطّم المروحية، التي أودت بحياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قائلاً: "لم يكن للولايات المتحدة دور تؤديه في هذا الحادث".

لربما ردود الفعل الأميركية- "الإسرائيلية" طبيعية في ظل الصراع القائم بينهما وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن كان لناحية إظهار الفرح أم لناحية نفي علاقتهما بالحادث، تحسّباً وخوفاً من ردة فعل إيران وتداعيات ذلك على المنطقة والعالم. وبانتظار نتائج التحقيقات الإيرانية حول الحادث، التي من الممكن أن تُظهِر أن تحطّم الطائرة جاء نتيجة سوء الأحوال الجوية، تبقى العوامل التي تجمّعت من تصريحات وتجارب وصراعات ومراحل وتوقيت، والتي تدفع باتجاه خلق علامات استفهام كثيرة حول ما حصل "مشروعة" مع الأميركي و "الإسرائيلي".

لا يُخفى على أحد أن "الإسرائيليين" كما الأميركيين يعتبرون الرئيس الإيراني شخصية سيئة بالنسبة اليهم، لناحية مواجهة محورهم ودعمه لحزب الله ولكل حركات المقاومة في المنطقة، باعتبار أن بلاده رأس المحور، فيروْنَ شخصيته صلبة ومواقفه متشددة، وفي عهده تم تطوير البرنامج النووي، ورغم ذلك وأمام تساؤلات مدى تأثير غياب الرئيس في هذه المرحلة، وما قد يُحدِثه من إرباك داخل إيران، تَعلَم "تل أبيب" ومن خلفها واشنطن أن ذلك ليس له تأثير في مسار الحرب الحالية، وأن الدور الأساسي في طهران هو للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي.

ورغم الاعتراف بهذا الواقع، فإن ذلك لم يمنع الصهاينة من القول لحظة إعلان الجمهورية الإسلامية خبر استشهاد رئيسها: "العالم أفضل بعد مقتل رئيسي"... هذه العبارة نفسها قالها الأميركيون منذ ستة عشر عاماً يوم اغتيال الشهيد القائد عماد مغنية في دمشق، ويبدو أنها ستبقى تُقال لكل مَن يُدافع عن حقه وشعبه وحريته وسيادته والمستضعفين، ولكل مَن يقف بوجه الاحتلال الصهيوني والاستكبار والهيمنة الأميركية على المنطقة والأمة والعالم. 

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»