اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سامر الحلبي


لعبة رمي المطرقة هي من الرياضات النادرة في لبنان ويكاد معظم اللبنانيين لا يعرفون عنها شيئا، وقلّما نجد من يتجه لممارستها من الجيل الصاعد.

أما عن مواصفات المطرقة القياسية فيتراوح وزنها ما بين 7.265 كغ و7.285 كغ للرجال وما بين 4 كغ و4.025 كغ للسيدات، وقد ظهرت هذه اللعبة للمرة الأولى في دورة الألعاب الأولمبية الثانية في باريس عام 1900 ما يعني أن لها تاريخ عريق وباع طويل.

وللتعرّف الى بطلة لبنانية تمارس هذه اللعبة كان لـ "الديار" وقفة مع مريم يوسف التي تحمل الرقم القياسي المحلي، وتجتهد في التمارين وتنشط في المشاركات الخارجية إيمانا منها بتحسين مستواها الرياضي ورفع اسم بلدها لبنان فوق منصات التتويج العربية.

تقول يوسف في البداية "أنا حاليا أكمل دراستي الجامعية في تخصص إدارة الأعمال في البترون وأعمل في الوقت عينه ضمن مشروع عائلي صغير لكي استطيع تأمين مصروفي الشهري واستمراريتي في التدريب، بدايتي مع الرياضة كانت من خلال كرة اليد المدرسية وسرعان ما اكتشفت زوجة مدربي الحالي وديع الحولي موهبتي في ألعاب القوى من خلال المدرسة أيضا، وانضممت بعدها لنادي "بترون ستارز"، واهتم بي المدرب الحولي الذي طور من نفسه أيضا في لعبة رمي المطرقة لأنها كانت غائبة عن لبنان منذ نحو 20 عاما وها أنا أتقدم إلى الأمام يوما بعد يوم".

شاركت مريم يوسف في العديد من البطولات القارية من بينها البطولة العربية المدرسية عام 2017 التي استضافها لبنان وحققت المركز الثاني في مسابقة رمي القرص، وفي 2019 انتزعت المركزين الاولين في رمي المطرقة والقرص ضمن بطولة غرب اسيا وفي عام 2021 حلت ثالثة في البطولة العربية في تونس، وثالثة غرب اسيا 2022 وفي العام الماضي 2023 كسرت الرقم القياسي تحت 20 عاما يومها في بطولة غرب اسيا وسجلت (40.93 مترا) الذي بات مسجلا باسمها، وحاليا تستعد لنسخة غرب اسيا المقبلة في الجمهورية العراقية.

تتابع "يشرف على تدريبي الأستاذ وديع الحولي وأتّبع معه برنامجا تدريبيا خاصا وما يحفزني هي المشاركات الخارجية ولو قليلة، وأرغب بالاستمرار بهذه الرياضة إلى أبعد مدى فكما أشرت ان بدايتي كانت مع كرة اليد وتمت دعوتي سابقا إلى المنتخب، لكنني آليت على نفسي ولوج باب رياضة فردية لأنها تعبر عن شخصيتي وذاتي ويمكنني الذهاب بعيدا واضحت شغفا بالنسبة لي، أما في كرة اليد فإن النجومية ستكون محدودة لأنها تطغى على الجماعة أكثر من الفرد.. كما أرى أن جيل ألعاب القوى الحالي يملك قدرات عالية، وبالتالي هناك أسماء ستظهر تباعا على الساحة".

من أجمل ذكريات يوسف هي يوم مشاركتها في البطولة العربية في تونس، إذ لا تنسى كيف حققت المركز الثالث وسط منافسة شرسة من بطلات مصر وتونس وباقي الدول التي تملك باعا طويلا في ألعاب القوى.

وتقول يوسف حول تقنيات هذه الرياضة بأنها تتطلب التوازن والقوة والدقة والسرعة والتركيز الذهني العالي وأهم شيء الصبر، وهي مكلفة ماديا بالنسبة لها لأنها تضطر إلى العمل والدراسة والتدريب في آن.

تختم حديثها "أتمنى أن أكون في يوم من الأيام قدوة للاعبات اللبنانيات ومعي في النادي حاليا جيل بدأ يحب رمي المطرقة وأنا دوما على أهبة الاستعداد لمساعدة الصغيرات، أتوجه بالشكر إلى مدربي الحولي وإلى عائلتي وإلى الاتحاد اللبناني لألعاب القوى الذي على الرغم من الظروف الصعبة يؤمن لي السفر إلى الخارج وشرف المشاركة لتمثيل لبنان، كما أتوجه بالشكر إلى صحيفة "الديار" التي تلقي الضوء على الرياضيين المحليين وتشجع على الرياضة من خلال صفحاتها".


الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة