اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عدة معارض في معرض، افتتحت برعاية رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، واستمرت، فقط، لساعتين من الزمن، لم تكن كافية لاستكشاف المعروضات عن كثب، وكانت تحت عنوان "طرابلس.. التاريخ والتجدّد"، وفي إطار احتفالية "طرابلس عاصمة للثقافة العربية"، وذلك في فرع طرابلس لجامعة بيروت العربية.

في باحة بين مبنيين للجامعة، عرضت تراثيات متنوعة، من أشغال يدوية، وصناعة محلية كالصابون، وخشبيات مطبخية، وأخرى حرفية، وكروشيه، وحلويات متعدّدة الأصناف، والأشكال طوّرها الحلوانيون، وتقدمها نصبان من الجصّ لراقص صوفيّ يمثل أداء الفتلة المولوية، ومدفع يرمز إلى مدفع رمضان المنقرض.

في صالة رحبةٍ على يسار الباحة، عرضت عدة أجنحة حملت الطابع التراثي، والفني، والوثائقي، والمسرحي، والتصوير، وأشغال المراكب، ومجسمات للأبنية التي برزت وانتشرت منذ انطلاق المدينة من بوتقتها الداخلية - المملوكية - العثمانية - إلى الحداثة، وشكّلت حالة هندسية متكاملة، ومتناسقة على تنوّع، وفيها تلاقح هندسي مع العمارة الأوروبية- الإيطالية والفرنسية - بنوع خاص.

على يمين المعرض، ارتفعت صورتان رمزيتان لحالة المدينة التفاعلية، والعيش المنفتح، وفيهما صورة جامعة لأقسام الجامع المنصوري الكبير، أكبر وأقدم المساجد المملوكية، وكنيسة القديس جاورجيوس، وهي أكبر كنيسة أرثوذكسية في لبنان.

عند هاتين اللوحتين، أقيم جناح فريد من نوعه هو جناح مشروع "إحياء التراث الوثائقي والثقافي لمدينة طرابلس"، أقيم بالتشارك بين "مركز إحياء التراث"، و"دار العلم والعلماء"، و"جمعية العزم والسعادة الاجتماعية"، ووفق كتيّب مرافق للجناح، فإن أهميته تنبع من أنّ "الوثيقة والمخطوطة التاريخية تعتبر مصدراً أساسياً للمعلومات التي ترتكز عليها الدراسات والبحوث العلمية".

ومن أهداف المشروع مساعدة طلبة الجامعات، والباحثين، والمهتمين، الحصول على المعلومات، وجمع ما أمكن من الوثائق والمخطوطات في بيوت العائلات الطرابلسية، وأرشفة الوثائق، وترجمة المراسلات الأجنبية للسفراء والقناصل، ونشر المخطوطات النادرة لعلماء وأدباء ومؤلفي المدينة، ونشر الدراسات الجامعية، وإنشاء مكتبة عامة متخصصة، إلى أهداف أخرى.

ويشرح الكتيّب ارتكاز المشروع على سجلات المحكمة الشرعية، وأقدم ما بقي منها يعود إلى عامي 1077 - 1667، وآخرها متّصل بالعام 1922، وعدد السجلات الموجودة 111 سجلاً، ليست متسلسلة زمنياً بسبب عوامل الزمن، وتتراوح صفحات كل سجل بين 300 - 400 صفحة، كتبت بالحبر الأسود، وبخطوط مختلفة، أغلبها بالعربية، وبعضها باللغة العثمانية القديمة.

وبحسب الكتيّب، فقد تم تخزين 25 ألف وثيقة، وتثبيت نحو 13 ألف وثيقة أخرى، وأنشىء موقع الكتروني تضمن الوثائق. ومن الوثائق ما تَسْهُل قراءته، ومنها ما تعرّض لأنواع من التشوه والتلف، ويمكن قراءته جزئياً، وتشرف على المشروع جمانة ديب بغدادي.

خطوط

أما جناح "خطوط المدينة" فمبادرة متجدّدة بنوعيتها، وموضوعها، لوسام زودة، وفيها لقطات للخطوط الهندسية العربية الإسلامية ملتقطة من المواقع الأثرية، مساجدها، ومدارسها، ومختلف معالمها المملوكية والعثمانية، مع شروح لمعاني الرسوم، والخطوط، وأبعادها الهندسية.

اللقطات مأخوذة من مساجد المنصوري الكبير، وطينال، ومن مدارس القرطاوية، والسقرقية، ومن معالم أخرى عديدة تزخر بها المدينة القديمة.

وتعطي الرسوم، والشروح المرافقة أبعاداً جديدة لدراسة الهندسة الفنية العربية، وما حملته من ذوق وتطوّر عبر مختلف العصور الإسلامية.

مجسمات تصوير

خصّ المصور الفنان اسبر ملحم المعرض بمجموعة من إبداعاته التصويرية الفنية، توثِّق العديد من مواقع المدينة، وأحداثها، وتراثها، وقد التقطها على فترات زمنية متنوعة، ورافق بها أحداث المدينة، والكثير من تطوراتها.

سينتقل جناح ملحم إلى معرض رشيد كرامي الدولي ليستمر عدة أيام، وتضاف إليه أعمال أخرى له، خصوصاً منها بدعته التجريد بالصورة.


الأكثر قراءة

لبنان في «عين العاصفة» ورسائل الردع بلغت «كاريش» السلطة تدرس خطّة خروج من الأزمة عمادها شطب الودائع؟