اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد أربعة قرون من رسمها، وثلاثة قرون ونصف من وصولها إلى إسبانيا، وبعد ثلاث سنوات من اقترابها من البيع بأحد المزاد مقابل 1500 يورو فقط بالخطأ، عُرِضَت لوحة كارافاجيو المفقودة في متحف "برادو" في مدريد.

وتصدرت لوحة "Ecce Homo" التي رسمها الفنان الإيطالي في السنوات الماضية المظلمة واليائسة، عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم بعد أن اكتشفها خبراء في المتحف في كتالوج المزاد، واتصلوا بوزارة الثقافة الإسبانية لمشاركة شكوكهم في أن اللوحة قد نُسِبَت بشكل خاطئ إلى الفنان الإسباني خوسيه دي ريبيرا في القرن السابع عشر، وأنها ربما تعود إلى كارافاجيو كما ورد في صحيفة "الغارديان".

وبعد أن فرضت وزارة الثقافة حظراً على تصدير اللوحة، أجرى الخبراء فحصاً مضنياً، مع ترميم للوحة التي يبلغ طولها 111 سم × 86 سم.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، تمت الموافقة على العمل أخيراً، حيث أعلنت كارافاجيو وبرادو أن اللوحة - التي تم شراؤها من العائلة التي امتلكتها لأجيال من قبل مشترٍ مجهول مقابل مبلغ لم يكشف عنه - ستعرض في المتحف حتى منتصف شهر تشرين الاول.

وتبين منذ ذلك الحين أن العمل كان في البداية مملوكًا لنواب الملك الإسبان في نابولي، ومنهم انتقل إلى مجموعة الملك فيليب الرابع. وفي عام 1823، أصبحت في أيدي عائلة بيريز دي كاسترو، التي اشتراها المالك الحالي من أحفادها. ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسبانية، فإن المالك مواطن بريطاني يعيش في إسبانيا، ودفع 36 مليون يورو مقابل كارافاجيو .

وسيتمكن زوار المتحف من رؤية المسيح الجريح الحزين، وبيلاطس البنطي المضطرب والمتردد، وجندي روماني يمسك برداء أحمر مثل الدم الذي يقطر من تاج الشوك.

إحدى أعظم الاكتشافات في تاريخ الفن

ووصفت صحيفة "برادو" اللوحة - وهي واحدة من حوالى 60 عملاً معروفًا للفنان - بأنها "إحدى أعظم الاكتشافات في تاريخ الفن". وكما أشار رئيس المتحف، خافيير سولانا، فإنه ليس كل يوم يظهر فيه كارافاجيو.

وقال ديفيد غارسيا كويتو، رئيس قسم الرسم الإيطالي والفرنسية قبل عام 1800 في برادو، إن Ecce Homo تحدث عن السنوات الأخيرة لكارافاجيو الهارب، عندما فر من روما لتجنب الإعدام المحتمل عام 1606، وسافر إلى نابولي، صقلية ومالطا.

وأضاف: ستتاح للزوار الفرصة لرؤية لوحتين لكارافاجيو - معروضتان على بعد بضع أقدام فقط - رُسِمَتَا في غضون ستة إلى تسعة أعوام من بعضهما: ديفيد وجالوت وهذا هومو". "يمكننا أن ننظر إلى لوحة ديفيد التي رسمها كارافاجيو عندما كان في الثلاثين من عمره، ثم ننظر كيف قفز أسلوبه إلى الأمام على مدار تلك السنوات الست إلى التسع، وأصبح أكثر تعبيرية وجرأة وكثافة".

جدير بالذكر أن الفنان الإيطالي كارافاجيو اشتهر بإضفاء الحس الدرامي على مشاهد لوحاته الواقعية، من خلال لجوئه إلى استغلال تفاوت الضوء والظلال، وكان له تأثير كبير في الفنانين الذين جاؤوا بعده، حيث أطلق اسمه على تيار فني شمل كامل أوروبا.

وتعتبر لوحة "موت العذراء" إحدى أشهر لوحاته، لأنها كانت أحد الأسباب التي جعلته فاراً من حكم البابا عليه بالموت حينذاك. 

الأكثر قراءة

لا تهينوا الطائفة الجريحة