اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حتى اللحظة لا شيء يُوحي بنهاية العدوان الصهيوني على غزة، رغم تراجع التأييد داخل الكيان واعتبار استمرار الحرب دون جدوى، ورغم تغيّر الرأي العام العالمي الذي بات يُدين حرب الإبادة التي تقوم بها "إسرائيل" على غزة، ورغم اتهام محكمة العدل الدولية رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بارتكاب جرائم حرب، وتأييد بعض الدول الأوروبية لقرار المحكمة، بدل الهجوم عليها كما فعل "الإسرائيليون" والأميركيون، الذين رغم إشاعة بعض الخلافات بينهما، يبقى الغطاء الأميركي موجوداً، ما يعني استمرار الحرب.

كما بات معلوماً أن واشنطن لا تريد كسر "تل أبيب"، رغم الخلاف على سيناريو إخراج الحرب، فهي تريد من "إسرائيل" أن تَخرج من الحرب بنتيجة تُسخِّرها في إطار حل سياسي تريده أميركا، ومضمونه إدارة غزة من قبل سلطة فلسطينية تحددها الإدارة الأميركية، بالإضافة الى تقديم الوعود بدولة فلسطينية لرفع الحرج عنها دون تنفيذ بكل تأكيد، لكن حتى الوعد الكاذب أو الشكلي يرفضه نتنياهو واليمين المتطرف، الذين يريدون القضاء على أحلام الدولة الفلسطينية. والى أن يحين الوقت، ليس فقط "إسرائيل" مَن تُريد إكمال الحرب، وإنما أميركا أيضاً.

ستُكمِل "إسرائيل" عدوانها ولو دون أفق، لأنها لا تستطيع تحمّل الخسارة العسكرية والسياسية في حرب تدفع فيها خسائر بشرية وإقتصادية هائلة، مع العلم أنها كما تمدّها أميركا بالسلاح عسكرياً كي تستمر بهذه الحرب، أيضاً تساعدها إقتصادياً، لكن إذا طالت الحرب فإن الكيان ذاهب باتجاه كارثة إقتصادية لن تسعفه المساعدات الأميركية في تجنبها، عدا عن زيادة الخسائر البشرية، مما يؤدي الى رفع الصوت في الداخل أكثر، فتزيد الضغوطات الشعبية ويؤدي ذلك الى قلب الرأي العام. فهل سيتحمّل نتنياهو هذا الواقع ويستمر بحرب كلما طالت تعود بكارثة أكبر على الكيان؟

حتى الآن لا يسأل نتنياهو عن الخسائر ولا عن مستوطني غلاف غزة والشمال، الذين يقولون له إن إطالة الحرب وامتدادها لسنة إضافية، سيؤدي الى إفراغه نهائياً واندماج مستوطنيه في بيئات أخرى، وبالتالي تخسر "إسرائيل" الشمال. كما أن نتنياهو يمنع الحديث عن الخسائر البشرية والإقتصادية، لأنه يعتبر مَن يتكلم عن ذلك يَخدم المقاومة، لكن فيما بعد ومع مرور الوقت ستكثر الأصوات التي تقول إن الجنود الصهاينة يموتون من أجل نتنياهو، بينما بالمقابل، وعدا عن استفادة المقاومة مِن تغيُّر بعض العوامل التي تزيد الأميركي و"الإسرائيلي" إحراجاً مثل عدم منع المساعدات في غزة كما كان يحصل من قبل، مما يُخفِّف الضغط على المقاومة لناحية شعبها ويساعدها على الصمود أكثر، فإن ذلك سيزيد يقين الشعب الفلسطيني أنه المستهدف وليس حركة حماس فقط، كما يُحاوِل "الإسرائيلي" أن يُروِّج دائماً.

إذاً، ما زالت الأمور في غاية التعقيد وكل طرف يضغط على الآخر، فـ "الإسرائيلي" رغم عجزه الذي رآه العالم لا زال مُتعنتاً بدعم أميركي، يُقابله صمود جبهة غزة مع كل جبهات الإسناد، بل أكثر من ذلك تُظهِر هذه الجبهات قوّتها وقدرتها على إغراق الكيان أكثر بهزيمة تكبر كلما طال أمد الحرب، تماماً كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: إنْ أوقفت "إسرائيل" الحرب الآن تُعلِن هزيمتها، وإن استمرت ستُحقِّق المقاومة انتصاراً تاريخياً... إنها مسألة وقت لا أكثر... 

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»