اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عادت الحركة السعودية "لتخمُد" في لبنان، بعد حركة لافتة للسفير السعودي وليد البخاري في نيسان والنصف الاول من ايار الجاري. فمنذ اكثر من اسبوع، ومع غياب اي نشاط معلن للبخاري، باستثناء لقاءات اجتماعية ومجاملات لبعض القوى السنية والمسيحية المحسوبة "اقتصادياً" وسياسياً على المملكة، لم يسجل له اي حركة علنية ، وسط معلومات عن قرار سعودي ومركزي من قصر اليمامة بوضع الساحة اللبنانية على "لائحة الانتظار"( on hold)، كما تنقل اوساط سنية واسعة الاطلاع على الموقف السعودي.

وتشير الاوساط التي التقت اخيراً عدداً من زوار الرياض اللبنانيين، ومنهم شخصيات نيابية وسياسية ودينية حيث ادى بعضهم مناسك العمرة، ان الاجواء في الرياض لا توحي بأي جديد لبناني،  وان كل ما يحكى عن حراك سعودي رئاسي منفصل عن حركة "الخماسية" ليس صحيحاً. وتلفت الى ان الرياض مقتنعة تماماً ان لا حل في لبنان من دون حلول في المنطقة، وان الملف اللبناني متداخل مع الاقليم ومع ملفات المنطقة، ولا يمكن عزله عما يحصل في غزة.

وتلفت الاوساط الى ان الرياض تصبّ اهتمامها حالياً على ترتيب اوضاعها في المنطقة، وتعول كثيراً على التقارب مع ايران ، وتنظيم الاختلافات في بعض الملفات وتجزئتها لحلها.

اما لبنانياً، فتنقل الاوساط شكوى عدد من الشخصيات والنواب السنة من تمنع البخاري عن استقبالهم كما جرت العادة، وبشكل دوري وعلى "غدوات" و "عشاوات". كما تعود هؤلاء ومع اقتراب موسم الحج على "فيزا مجاملة" للحج، وبعض الامتيازات السعودية من الاقامة في الحرم المكي والتنقلات وغيرها من التسهيلات. وتشير الاوساط الى ان "فيزا المجاملة" كانت محدودة على غرار العام الماضي، مع تخصيص المرجعيات الدينية والمقامات بعدد منها كما جرت العادة كل عام.

وتكشف الاوساط ان الجانب السعودي يحصر حركته الحالية في لبنان بوجود السفير في لبنان، وتخصيصه بعض الوقت للتواصل السياسي الروتيني المعتاد، ولقاء بعض الشخصيات والمرجعيات الدينية وغير الدينية دون غيرهم.

في المقابل، تربط الاوساط بين القرار السعودي بتجميد الحركة السياسية وحصر الحراك السني بالديني فقط، في انتظار التسويات في المنطقة، وبتخفيف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان حركته السياسية، واقتصار نشاطه على الجانب الديني.

وتكشف اوساط سنية دينية تواصلت في الايام الماضية مع المفتي دريان، ان الاخير اكد ان باب دار الفتوى مفتوح للجميع وليس مغلقاً امام احد، ولا يفرق بين نائب وسياسي او رجل دين، انما الظروف الحالية تفترض الاهتمام بشوؤن المسلمين الدينية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، وتعزيز مؤسسات دار الفتوى وتأمين مصادر تمويل لها للاستشفاء والطبابة للمشايخ وغيرها، بالاضافة الى اكمال المسار المؤسساتي وملء الشواغر فيها.

كما تفرد دار الفتوى، تضيف الاوساط، مساحة كبيرة للهم الفلسطيني ومأساة غزة، ورفح حاضرة في المناسبات الدينية والاعتصامات، والتحركات المتضامنة مع غزة واهلها لادانة المجازر الصهيونية خصوصاً في طرابلس والشمال، والتي تباركها دار الفتوى وتحصل يومياً.

 

       

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار