اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لليوم الـ241 من العدوان الإسرائيلي على غزة تعرضت مناطق عديدة في القطاع لقصف دام، خاصة رفح جنوبا، وسط استمرار المعارك بين المقاومة والاحتلال الذي يؤكد تصميمه على استمرار الحرب رغم الدعوات لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للأسرى.

ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة في القطاع أنه وصل إلى المستشفيات 40 شهيدا و150 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية ، ليبلغ إجمالي الضحايا منذ بدء الحرب 36 ألفا 479 شهيدا بالإضافة إلى 82 ألفا و777 مصابا، إضافة إلى آلاف المفقودين.

فيما يستمر الغموض محيطا بمصير مقترح الرئيس الاميركي جو بايدن، وسط تخبط اسرائيلي واضح، وانقسام بين المعارضة واليمين المتطرف.

فقد أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إيجابيات مقترح وقف إطلاق النار بالنسبة لـ «إسرائيل»، في حين تضاربت التصريحات حول موقف تل أبيب من المقترح.

فقد قالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن أجرى اتصالين منفصلين مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس بشأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار الذي كشف عنه الرئيس جو بايدن الجمعة الماضية. وأضافت الوزارة في بيان أن وزير الخارجية أخبر غالانت أن الاتفاق يتضمن مزيدا من التكامل لـ «إسرائيل» في المنطقة ويعزز مصالحها الأمنية على المدى الطويل. وفي اتصال منفصل، استعرض بلينكن مع غانتس الفوائد الأمنية لـ «إسرائيل» إذا وافقت على المقترح الذي هو بالأساس إسرائيلي. وذكرت الخارجية الأميركية أن بلينكن شدد لعضو مجلس الحرب الإسرائيلي على أن حركة حماس يجب أن تقبل المقترح دون تأخير.

وكان منسق الشؤون الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي اشار ردا على سؤال بشأن تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الى أنه «لا علم لدي بوجود فجوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل». وأكد كيربي أننا «ما زلنا ندعم حق إسرائيل ومسؤوليتها في ملاحقة قادة حماس»، كاشفاً أن «حماس قالت إنها تلقت خطاب الرئيس الاميركي جو بايدن بإيجابية وينبغي أن توافق على الاتفاق». وشدد على أننا «لا نود رؤية هجمات مماثلة لـ7 تشرين الاول ولدى إسرائيل الحق والمسؤولية لمنع حدوث ذلك والكرة الآن في ملعب حماس»، لافتاً الى أنني «لن أكشف عن ماهية الفجوات البسيطة بين موقفي إسرائيل وحماس بشأن الاتفاق». وذكر أن «بايدن شعر بأنه ينبغي التصريح بشأن تفاصيل المقترح ليرى العالم بأسره ما يتضمنه الاتفاق»، معتبراً «المقترح الإسرائيلي الحالي هو نتاج جهود دبلوماسية مكثفة بين الولايات المتحدة وإسرائيل».

تصريحات متضاربة

في غضون ذلك، عقد مجلس الحرب الإسرائيلي اجتماعا لبحث صفقة التبادل المحتملة، وسط تضارب في الأنباء عن موقف تل أبيب من المقترح المطروح على الطاولة لإبرام اتفاق بعد أن أعلن الرئيس الأميركي تفاصيله.

ففي وقت قالت فيه هيئة البث الإسرائيلية إن فريق التفاوض الإسرائيلي حجب تفاصيل المقترح عن المجلس الوزاري خشية تسريب مضامينه، نقلت شبكة «سي بي إس» الأميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومجلس الحرب وافقا على المقترح لكنهما ينتظران رد حماس. لكن هيئة البث نقلت في المقابل أن نتنياهو وعد شركاءه في الائتلاف بأنه لن يكون هناك وقف للحرب، كما قالت إن تصريحات رئيس الوزراء تؤكد أنه لن يوافق على وقف دائم لإطلاق النار دون استيفاء الشروط. وكشفت أن نتنياهو أبلغ شركاءه في تحالفه أن احتمالات التوصل إلى اتفاق مع حماس منخفضة، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يعرض الشروط الحقيقية التي وافقت عليها «إسرائيل» في إطار المفاوضات.

من جانبها، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين رفيعي المستوى في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، أن الأخير لن يتمكن من تمرير مقترح الاتفاق الذي أعلنه بايدن، لأن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى انهيار الحكومة، وأنه إذا ردت حماس بشكل إيجابي على المقترح فإن نتنياهو سيجد طريقة للتنصل أو المماطلة من خلال تصريحات متضاربة أو تكرار ما قد وافق عليه بالفعل. وفي السياق، نقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تهديده مرة أخرى بأنه إذا استمر نتنياهو في مسار إبرام الصفقة فسيقوم بحل الحكومة، وكان أعضاء آخرون في الحكومة بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريش وجهوا تهديدا مماثلا.

وبخصوص النقاشات داخل مجلس الحرب، الذي أقر المقترح الإسرائيلي، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين فيه أن المجلس يدرس اقتراح ألا تنتظر «إسرائيل» رد حماس، وأن تتخذ خطوات استباقية لضمان التوصل إلى صفقة. وقالت القناة إن مسؤولين بمجلس الحرب سيقترحون البدء في إجراء محادثات واتخاذ خطوات على صعيد المساعدات الإنسانية. وبحسب المصدر نفسه، أعرب المسؤولون في مجلس الحرب عن خشيتهم من تضرر مساعي التوصل لصفقة أثناء انتظار رد حماس.

احتجاجات مستمرة

وعلى صعيد الحراك الإسرائيلي المطالب بالإفراج عن الأسرى، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بتجمع محتجين مقابل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، للمطالبة بإبرام صفقة التبادل التي كشف عنها الرئيس الأميركي. كما تجمع متظاهرون في تل أبيب رافعين لافتات كتب عليها «صفقة الآن» ولافتات أخرى تحمل صور الأسرى الإسرائيليين في غزة.

من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سكان مستوطنة نير عوز التي احتُجز منها 77 شخصا في السابع من تشرين الأول الماضي، طالبوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالموافقة على مقترح صفقة التبادل.

كما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن أفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين قولهم إن الوقت ينفد وإن الصفقة المقترحة قد تكون الفرصة الأخيرة، وطالبوا القيادة الإسرائيلية بألا تخيب آمالهم. واتهمت عائلات الأسرى الحكومة الإسرائيلية بفعل الكثير لتأخير التوصل إلى اتفاق مما كلف حياة العديد من الرهائن. وتقدر الحكومة الإسرائيلية عدد المحتجزين في غزة بنحو 125، وكانت قد أعلنت استعادة جثامين عدد من الأسرى الذي قتلوا خلال الأشهر الثمانية الماضية.

الى ذلك قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استدعى وزير الأمن إيتمار بن غفير إلى ديوانه لإطلاعه على تفاصيل الصفقة المقترحة لإعادة «المختطفين» في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وكانت القناة السابعة الإسرائيلية نقلت عن بن غفير تهديده مرة أخرى بأنه إذا استمر نتنياهو في مسار إبرام هذه الصفقة فإنه سيقوم بحل الحكومة. وأضاف بن غفير أن الصفقة -التي نُشرت تفاصيلها- تعني التخلي عن تدمير حماس والتخلي عن استمرار الحرب، واصفا إياها بالصفقة غير المسؤولة.

بدورها، قالت القناة السابعة إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش التقى حاخامات حزب الصهيونية الدينية الذي يتزعمه، وإن اللقاء ناقش استمرار عضوية الحزب بحكومة الطوارئ إذا تم التوصل إلى صفقة تبادل وفق الصيغة الحالية. وذكرت القناة أن سموتريتش أوضح -خلال اللقاء- أنه لا ينوي السماح بإبرام صفقة «خطيرة» وأنه يواصل إجراء مشاورات بخصوص السيناريوهات المحتملة.

وأضاف سموتريتش أنه قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهم سيعارضونه «إذا اختار الهزيمة»، في إشارة إلى احتمال موافقته على وقف إطلاق النار.

البحث عن بديل حماس

وفي ما يتعلق بما يطلق عليه اليوم التالي للحرب، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن «إسرائيل» لن تقبل فكرة بقاء حماس كسلطة في أي مرحلة من المراحل، وإن العمل جار لإيجاد جهات بديلة تدير الحكم في قطاع غزة. وأضاف غالانت أن الدمج بين العملية العسكرية والتحضير لتشكيل حكم بديل في غزة سيحقق هدفين للحرب، وهما الإطاحة بحكم حماس وتدمير قوتها العسكرية وإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن غالانت أبلغ وزير الخارجية الأميركي أن أي صفقة في غزة يجب أن تتضمن تفكيك حماس كسلطة حكومية وعسكرية.

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن ما عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن مقترح الصفقة لم يكن دقيقا، رافضا الموافقة على وقف الحرب على قطاع غزة قبل تحقيق أهدافها. وقال نتنياهو -وفق ما نقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية- إنه «لن يستعرض تفاصيل الصفقة، لكن ما عرضه بايدن ليس دقيقا وهناك تفاصيل لم تكشف». وأضاف أنه «يمكننا وقف القتال 42 يوما لإعادة الرهائن، لكننا لن نتخلى عن النصر المطلق».

ومثل ذلك نقلته عنه صحيفة إسرائيل هيوم، حيث قال إن «إسرائيل يمكنها وقف القتال لإعادة المختطفين، لكن لا يمكنها وقف الحرب». كما نقلت عنه القناة 12 قوله إن «بايدن قدم جزءا فقط من الخطوط العريضة للصفقة، ولن نوقف الحرب دون تحقيق أهدافها»، مضيفا أنه لم يتم بعد تحديد عدد المختطفين الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة.

أما وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، فقد ذهب أبعد من ذلك، وقال إن هناك طريقا واحدا فقط للنصر هو تدمير حماس واحتلال قطاع غزة، حسب قوله.

مصر تدعو لقبول المقترح

في الجانب الآخر، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري، كلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإسرائيل إلى قبول المقترح الحالي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى. وقال شكري، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بمدريد «يجب على حماس وإسرائيل قبول المقترح الحالي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين».

وأضاف ننتظر رد إسرائيل على مقترح الصفقة بعد أن أعلنت حماس أنها تلقته بإيجابية، مؤكدا أن استمرار الحرب أصبح أمرا مرفوضا بسبب الآثار البالغة الخطورة الناجمة عنها. وشدد على أن مصر كانت واضحة بشأن رفضها للوجود الإسرائيلي في معبر رفح الحدودي بين شبه جزيرة سيناء المصرية وقطاع غزة، وأنه من الصعب أن يستمر معبر رفح في العمل من دون إدارة فلسطينية.

بيان خماسي عربي

أعلنت الخارجية السعودية أن وزراء خارجية كل من السعودية والأردن والإمارات وقطر ومصر يؤيدون جهود الوساطة حيال الأزمة في غزة.وأضافت الخارجية أن وزراء خارجية الدول الخمس شددوا، في بيان مشترك، على أهمية التعامل بجدية وإيجابية مع مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، بهدف الاتفاق على صفقة تضمن وقفا دائما لإطلاق النار. وأشارت إلى أن البيان الخماسي يؤكد على ضرورة وقف العدوان على غزة، وعودة النازحين، وانسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل.

تطورات الميدان

ميدانيا فجّرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، حقل ألغام في قوة إسرائيلية متمركزة في موقع كتيبة الشهيد محمد أبو شمالة، موقعةً أفرادها بين قتيل ومصاب، وذلك في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة. ودكّت كتائب القسّام تجمّعاً لقوات الاحتلال، خلف الكلية الجامعية، جنوبي حي الصبرة في مدينة غزة، بقذائف «الهاون».

بدورها، قصفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بوابل من قذائف «الهاون» من العيار الثقيل، جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة في محيط تل زعرب، غربي رفح. وفي غضون ذلك، نشر الإعلام الحربي لسرايا القدس مشاهد توثّق استهدافها مجموعةً من الجنود الإسرائيليين، في عملية مشتركة نفّذتها مع ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية. وأوضحت السرايا أنّ المجموعة المستهدَفة كانت متحصّنةً في مبنى في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.

أما كتائب شهداء الأقصى، فنشرت مشاهد عن عمليات استهداف القوات الإسرائيلية المتوغلة في مختلف محاور القتال، بالصواريخ وقذائف «الهاون».

من جهتها، دكّت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، قوات الاحتلال المتمركزة في محور «نتساريم»، جنوبي مدينة غزة، بعدد من قذائف «الهاون».

ونشرت كتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم)، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فيديو أيضاً يظهر استهدافها، مع سرايا القدس، مستوطنة «سديروت»، برشقة صاروخية. وفي إطار التعاون بين مختلف الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، قصفت سرايا القدس، بالاشتراك مع لواء العمودي في كتائب شهداء الأقصى، تموضعاً لجنود الاحتلال وآلياته في «نتساريم»، بوابل من قذائف «الهاون» من العيار الثقيل.

وفي ما يتعلق بالمصابين، أقرّ «جيش» الاحتلال بإصابة 46 جندياً في قطاع غزة، منذ يوم الخميس، موضحاً أنّ 4 منهم بحالة خطرة، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. وإذ يتكتّم الاحتلال على خسائره ويفرض رقابةً شديدةً بشأنها، فإنّ البيانات والمشاهد التوثيقية التي تصدرها المقاومة في غزة تؤكد أنّ قتلاه ومصابيه أكبر بكثير مما يعلن.

الى ذلك، أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بأن الدفاعات نجحت في التصدي لصاروخ أطلق من منطقة البحر الأحمر باتجاه مدينة إيلات ومستوطنة إيلوت وتم تدميره في الجو، فيما أعلنت المقاومة الإسلامية بالعراق أنها ضربت هدفا حيويا في حيفا. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر اعتراض الدفاعات صاروخا أطلق باتجاه مدينة إيلات.

من جهتها، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق  أنها وجهت ضربة بواسطة الطائرات المسيرة إلى هدف حيوي في مدينة حيفا المحتلة ردا على المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدة استمرارها في استهداف «معاقل الأعداء».

الأونروا

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا) - إن التهجير القسري دفع أكثر من مليون شخص للفرار من مدينة رفح في قطاع غزة. وذكرت منظمات إغاثة أن نحو مليون فلسطيني كانوا يعيشون في المدينة الصغيرة الواقعة على الطرف الجنوبي لغزة بعد أن فروا من الهجمات الإسرائيلية في مناطق أخرى من القطاع.

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا