اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تهول وتهدد "اسرائيل" بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشن حرب واسعة على لبنان، لتقويض قوة حزب الله وابعاده قدر المستطاع الى ما قبل نهر الليطاني. ولكن الوقائع تشير الى ان نتنياهو يعتمد نهجا عسكريا مختلفا عما يصرح به علنا؟

فبعد مرور سبعة اشهر على الحرب على غزة ، تبين ان نتنياهو لا يريد حربا هائلة وكبرى تخاض على عدة جبهات، والتي يمكن ان تؤدي الى نهاية سريعة عن طريق التفاوض او الى نهاية كارثية. وبمعنى آخر، لا يرغب رئيس الوزراء "الاسرائيلي" في الانخراط في حرب واسعة، تنتهي سريعا تحت وقع الضغط الدولي، الامر الذي يؤدي الى تصفيته سياسيا.

في الحقيقة، يسعى نتنياهو لحرب طويلة الامد بجولات تصعيدية عالية المستوى، وسيعمل جاهدا على اطالتها قدر الامكان حتى يحسّن وضعه السياسي.

اما من منظار الولايات المتحدة الاميركية، فهي لا تحبذ الحرب الشاملة في المنطقة كما يبدو، والسيناريو الواضح امامنا هو مبادرة بايدن التي تهدف الى انهاء الحرب في غزة. وفي سياق ممارسة الضغط على الحكومة "الاسرائيلية"، تخطى نتنياهو الرئيس الاميركي بتوجيه خطابه "للاسرائيليين"، لحثهم على الدفع باتجاه قبول حكومتهم الخطة المطروحة، فضلا عن انه يراهن على الانقسام السياسي في قلب الحكومة العبرية بين مؤيد ومعارض للخطة من جهة، وعلى تصعيد المعارضة لهجتها ضد نتنياهو ووزرائه المتطرفين، للقبول في نهاية المطاف بخطة بايدن التي تريد انهاء الحرب في غزة، والبحث في الحلول من جهة اخرى.

وفي اطار الضغط الاميركي على "اسرائيل"، لن ترسل ادارة بايدن اسلحة جديدة للدولة العبرية، بل تميل في المرحلة الراهنة الى التدخل لوقف الحرب بين حماس والجيش "الاسرائيلي". طبعا هذا التوجه الاميركي يؤدي حتما الى انهاء نتنياهو سياسيا.

من جهته، لا يريد حزب الله الحرب الشاملة لكن لا يخشاها، وقد اكد ان كل تصعيد من جانب العدو الاسرائيلي سيقابله تصعيد من المقاومة وبالوتيرة ذاتها. وفي ظل هذه الحرب الدائرة بين الحزب وجيش الاحتلال، اثبتت الوقائع على الارض قوة المقاومة في مواجهتها للجيش "الاسرائيلي"، سواء في الجولان المحتل او في شمال "اسرائيل"، بعد ان اصبحت مستوطنات الشمال مناطق اشباح، فضلا عن الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة وحوّلتها الى رماد. وعليه، فان حزب الله اليوم في موقع قوة سواء في وجه الكيان الصهيوني او في الوضع السياسي في الداخل اللبناني.

انطلاقا من المعطيات التي سردناها، تشير الوقائع ان لا حرب شاملة في المرحلة الراهنة، بل تصعيد وقصف متزايد بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، بانتظار ما سيحصل في غزة لناحية تطبيق خطة بايدن ام استمرار جنون نتنياهو.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»