اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ243 من الحرب الإسرائيلية على غزة، أكدت مصادر طبية بغزة استشهاد 75 شخصا وإصابة عشرات في غارات إسرائيلية على مخيمات البريج والمغازي والنصيرات ودير البلح وسط القطاع.

يأتي ذلك فيما تسود حالة من الترقب بشأن الحراك الديبلوماسي الهادف الى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) أنه لا اتفاق من دون موقف واضح يؤدي إلى الوقف الدائم للحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

وفي «إسرائيل»، طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالكشف عن تفاصيل الصفقة، مهددا بتعطيل حزبه «عظمة يهودية» للحكومة إذا لم يحدث ذلك.

فقد اعلنت هيئة البث الإسرائيلية إن مجلس الحرب الإسرائيلي قرر بالإجماع طلب ضمانات من الولايات المتحدة بأن الحرب على غزة سوف تُستأنف إذا لم تلتزم حركة حماس بإتمام مراحل صفقة تبادل الأسرى. وأكدت الهيئة أن قرار مجلس الحرب سيكون جزءا من شروط «إسرائيل» لإبرام صفقة تبادل جديدة.

وأشارت هيئة البث إلى أن القرار جاء بسبب خشية «إسرائيل» من تمديد حماس للمفاوضات أثناء وقف القتال لمنع استكمال الصفقة من جهة ومنع استئناف الحرب من جهة أخرى. وأضافت أن خشية القيادة الإسرائيلية من احتمال عدم دعم الولايات المتحدة استمرار الحرب دفعها الى طلب ضمانات، كما نقلت هيئة البث عن مصدر بالحكومة الإسرائيلية قوله إن قرار مجلس الحرب حول الضمانات الأميركية قد يبعد احتمال التوصل إلى صفقة.

مظاهرة وعريضة

في غضون ذلك، خرجت مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة فورية لتبادل الأسرى، حيث طالب المتظاهرون الحكومة الإسرائيلية باستغلال ما وصفوه بالفرصة الحالية لإعادة جميع المحتجزين في غزة.

في الأثناء أغلق محتجون الشارع المؤدي إلى وزارة الدفاع في تل أبيب، ورفعوا لافتات كُتب عليها «إبرام الصفقة هو انتصار للحياة».

وبدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن عائلات المختطفين جمعت توقيع 70 عضوا في الكنيست وافقوا على دعم مقترح صفقة التبادل. وأضافت الصحيفة أن جميع أعضاء حزب «عظمة يهودية» بزعامة بن غفير رفضوا التوقيع على عريضة عائلات المختطفين الداعمة لصفقة التبادل، بينما عبّر بعض أعضاء حزب الليكود عن دعم متحفظ للصفقة دون الخروج ودعمها على العلن.

زيارات وتصريحات

وكانت الساعات الماضية شهدت تطورات متسارعة بشأن الصفقة المرتقبة، حيث نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي ومصدرين مطلعين، أنه من المتوقع أن يصل مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى العاصمة القطرية الدوحة، بينما يصل كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى العاصمة المصرية القاهرة. وبحسب تلك المصادر، فإن رحلة بيرنز وماكغورك تأتي جزءا من حملة ضغط شاملة تقوم بها إدارة بايدن من أجل التوصل إلى انفراجة بشأن الصفقة.

من جهته أعلن حزب «العظمة اليهودية» بقيادة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يخفي مسودة اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) تتضمن بندا لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وتعهد بأنه لن يلتزم بموقف الائتلاف الحاكم خلال التصويت على هذه المسودة في الكنيست.

وقال بن غفير، في تغريدة على منصة إكس، إن حزبه «سيعرقل» الائتلاف الحاكم لحين إفصاح نتنياهو عن تفاصيل الاتفاق المحتمل بشأن هدنة في قطاع غزة في إطار جهود جديدة للتوصل الى وقف لإطلاق النار.

ولا يزال ائتلاف نتنياهو يتمتع بأغلبية في الكنيست، لكن ما نشره وزير الأمن القومي على «إكس» يسلط الضوء على انقسامات عميقة في حكومة «إسرائيل» في وقت الحرب.

من جهته، وصف وزير المالية الإسرائيلي وزعيم حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش صفقة التبادل المطروحة بأنها كاستسلام وستُبعد فرص استعادة الأسرى .وأضاف سموتريتش أن المقترح المطروح هو مقترح جديد أُعطي دون أي صلاحية من قبل مجلس الحرب.

هنية

الى ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن الحركة والفصائل ستتعامل بإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف شامل للعدوان في غزة والانسحاب الكامل وتبادل الأسرى. وفي سياق آخر، قال إن عربدة المستوطنين في القدس تؤكد أن المدينة هي محور الصراع، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يستكين حتى يرحل الاحتلال الإسرائيلي.

في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي كبير قوله إن واشنطن تعتقد أنه من غير المرجح أن تتمكن «إسرائيل» من تحقيق نصر كامل في حربها الحالية على قطاع غزة. ونقلت الوكالة أيضا عن المتحدث العسكري الإسرائيلي بيتر لينر قوله إن قتل كل عضو في حركة حماس هدف غير واقعي، وإن الجيش لا يسعى إلى تحقيقه. وأضاف أن القضاء على حماس كسلطة حاكمة يمكن تحقيقه، وهو هدف عسكري في المتناول، على حد تعبيره.

واستدرك المسؤول الأميركي قائلا «لا أعتقد أننا نرى أن هذا محتمل أو ممكن، إن هذا يشبه إلى حد بعيد المواقف التي وجدنا أنفسنا فيها بعد أحداث 11 أيلول، حيث يستمر التمرد بعد نقل السكان المدنيين والكثير من أعمال العنف».

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن نائب وزير الخارجية الأميركي قوله «نتصارع مع إسرائيل بشأن ماهية النصر في غزة، لا نعتقد أن النصر الكامل الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه محتمل أو ممكن».

ويعتبر هذا التعليق أول اعتراف فعلي أميركي بأن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الحالية لن تحقق النتيجة التي تهدف إليها.

ميدانيا وسع الجيش الإسرائيلي توغله في مدينة رفح ، في حين تقدمت آلياته العسكرية نحو بلدة القرارة بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تحت غطاء ناري كثيف، وأيضا شرق مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع. وأفادت وكالة الأناضول نقلا عن شهود عيان بأن الآليات الإسرائيلية تقدمت نحو منطقة الكراج الشرقي ومحيط مسجد العودة ومخيم الشابورة وسط مدينة رفح بالتزامن مع إطلاق نار وقصف مدفعي عنيف. وقالت إن الآليات ما زالت موجودة في مناطق شمال مستشفى النجار ومحيط معبر رفح وحي السلام وحي التنور شرق المدينة.

وتتمركز الآليات أيضا في تل زعرب ومحيط مركز شرطة تل السلطان، وتتقدم في شارع الزر وشارع القدس ومحيط دوار زعرب غرب رفح.

كما اندلعت اشتباكات ضارية تخللتها انفجارات متواصلة في محيط مخيم الشابورة وحي قشطة ودوار العودة وشارع القدس ومحيط مركز شرطة تل السلطان.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته بدأت حملة عسكرية مركزة شرق دير البلح ومخيم البريج وسط قطاع غزة بناء على ما وصفتها بمعلومات استخباراتية وفرتها شعبة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) بشأن وجود من سماهم «مخربين مسلحين».

وأضاف جيش الاحتلال في بيان أن قواته بدأت عمليات دهم في منطقة البريج، وشنت هجوما بريا على منطقة دير البلح لتدمير ما سماها بنى إرهابية تقع على بعد كيلومترات من الحدود. وأكد أن قواته تواصل عملياتها العسكرية في ما بات يعرف بممر نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.

وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 10 عسكريين في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية. وذكر أن 644 ضابطا وجنديا قتلوا منذ بداية الحرب، في حين أصيب 570 بجروح خطرة، كما لا يزال 254 ضابطا وجنديا يتلقون العلاج بعد إصابتهم في معارك غزة، 31 منهم إصاباتهم خطرة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 36 ألفا و586 شهيدا و83 ألفا و74 مصابا منذ 7 تشرين الأول الماضي. كما قالت إن الاحتلال ارتكب 4 مجازر في القطاع وصل منها إلى المستشفيات 36 شهيدا و115 مصابا خلال 24 ساعة.

من جهته، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى إن المستشفى يقدم خدماته لنحو مليون شخص حاليا، ويعاني من نقص شديد في المستلزمات الطبية والكوادر. وناشد المتحدث باسم المستشفى المجتمع الدولي من أجل إدخال مستشفيات ميدانية للسيطرة على الوضع الصحي في قطاع غزة.

في المقابل واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها، لتوغل قوات «جيش» الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الوسطى من قطاع غزّة. وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلية من نوع «D9» بقذيفة «الياسين 105»، محلية الصنع، شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع.

من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، استهدافها بعددٍ من عبوات «أبابيل» المقذوفة تجمعات قوات الاحتلال شرقي مخيم البريج وسط القطاع. وأكدت السرايا أنّ مجاهديها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم بمدينة رفح جنوبي قطاع، وذلك بالأسلحة المناسبة والمضادة للدروع.  وتبّنت سرايا القدس قصفها تموضعاً لجنود الاحتلال على خط الإمداد في محور «نتساريم» جنوبي مدينة غزة، بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل.

كتائب شهداء الأقصى، أعلنت بدورها، استهداف حشود قوات الاحتلال المتوغلة شرقي مخيم البريج، برشقة صاروخية من نوع «107»، وبالصواريخ قصيرة المدى قذائف «الهاون»، استهدفت الكتائب قوات الاحتلال المتمركزة في محور «نتساريم» في مدينة غزة. ونشرت شهداء الأقصى مشاهد توثق استهدافها قوات الاحتلال المتموضعة  في محور «نتساريم» برشقة صاروخية عيار»107» وقذائف «الهاون» من عيار «60» النظامي.

كذلك، نشرت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، مشاهد من عمليتها المشتركة مع كتائب شهداء الأقصى، والتي جرى خلالها استهداف موقع «كيسوفيم» العسكري الإسرائيلي شرقي المحافظة الوسطى من القطاع.

من جهتها، أكدت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين، دكها تجمعاً وحشوداً لقوات الاحتلال الموجودة جنوبي شرقي مخيم البريج برشقة صاروخية من نوع «107».

المتحدث باسم كتائب المقاومة الوطنية - قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، أبو خالد، أعلن عن سلسلة عمليات نفذتها القوات في عدّة محاور قتال. وأكد استهداف إحدى ناقلات الجند الإسرائيلية، قرب دوار أبو العيد في حي السلطان غربي مدينة رفح، وإصابتها بشكل مباشر بقذيفة مضادة للدروع، أدت إلى تدميرها ووقوع من فيها بين قتيل وجريح.

وأشار إلى أنّ وحدة المدفعية في قوات الشهيد عمر القاسم استهدافت موقع إسناد «صوفا» العسكري الإسرائيلي شرقي رفح، بصواريخ من عيار «107» قصيرة المدى، والتي «أصابت أهدافها بدقة».

وقصفت وحدة المدفعية، بالاشتراك مع سرايا القدس تجمعات قوات الاحتلال في محور «نتساريم»، بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، والتي «أصابت أهدافها»، وفق ما شدّد عليه أبو خالد، وتمّ توثيق هذه العملية المشتركة في مقاطع مصوّرة.

الفاو

توقعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( فاو ) أن يواجه أكثر من مليون شخص في قطاع غزة المجاعة والموت بحلول منتصف تموز المقبل. جاء ذلك في بيان بشأن تقريرها التحذيري المبكر للفترة بين حزيران وتشرين الأول 2024 بخصوص الأماكن التي تشهد أزمة الجوع ويتوقع أن يتفاقم فيها انعدام الأمن الغذائي الحاد. 

الأكثر قراءة

ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟