اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قسمت الحرب الأهلية اللبنانية العاصمة بيروت إلى شطرين وتأثرت بها رياضة كرة القدم، وباتت الفرق المعروفة مقسومة هي أيضا وأقيم دوري المنطقة الشرقية بينما توقف النشاط الرسمي في الغربية وتم الاستعاضة عنه ببعض الدورات الداخلية مثل 16 اذار والاضحى ورمضان وغيرها.

وفي بطولة دوري الشرقية ظهر لاعب أفريقي غاني وهدّاف مميز في صفوف الحكمة وصار محط أنظار الجماهير والاعلام، وهذا اللاعب هو عبد الوهاب سليمان "فرانكي" الذي كان ماكينة أهداف ويشهد له ملعب برج حمود بذلك، قبل أن يعود الدوري الموحد وينتقل فرانكي من الحكمة إلى الصفاء ويدخل الفرحة إلى قلوب جماهير "العميد"، فمن هو فرانكي وما هي قصته؟ وفي هذا الاطار كان للديار حديث خاص معه من غانا.

يقول فرانكي في البداية "حضرت إلى لبنان في منتصف الثمانينات بحثا عن العمل والظروف القاهرة في بلدي غانا ومنها الحرب الداخلية، ولدت في العاصمة أكرا وتلقيت في المدرسة مفاهيم الرياضة على أصولها وكنت أتميز بالسرعة منذ صغري وأحببت أن أكون عداء ولكن مع الوقت تم اكتشاف موهبتي في كرة القدم ونلت لقب أفضل لاعب في مدارس أكرا وهنا صارت العيون مفتوحة عليّ وحصلت خلافات كبيرة بين الأندية الداخلية بهدف ضمي إلى بعض الفرق، ولكنني فضلت السفر فطرت إلى مصر ولم أمكث سوى 3 اشهر وتعرفت على شخص لبناني اسمه أبو بكر وطلبني إلى ناديه في الغربية واجتمعنا في منطقة الحمرا ولكنني انتقلت الى الشرقية وبدأت رحلتي مع الحكمة".

شيخ القبيلة

ينحدر عبد الوهاب سليمان من جنوب غانا من اقليم تشامبا وهو حاليا شيخ قبيلة في قريته ويعمل في العقارات وتجارة السيارات، كان لقبه في البداية فرانك وكانوا يحبذون ان يسمي نفسه "كونغورو جنتي" ولكنه فضل فرانكي.

يتابع "كان مستوى البطولة في الشرقية عال جدا وأنا كنت مرتاح مع الحكمة وخصوصا من الجماهير الخضراء التي كانت تشجعني باستمرار واذكر أول مباراة لي أمام الهومنمن ويومها سجلت هدفين وجاء الهدف الأول بعد مرور دقيقتين، ولكن في الشوط الثاني تعرضت للضرب بالبوكس من مدافع الهومنمن فاسكين والمخاشنة من باقي المدافعين، وأذكر أيضا انه في احدى المباريات الهامة أمام الراسينغ تعرضت للضرب من المدافع طوني كبابجي ونقلوني إلى المستشفى وكسرت قدمي وعلمت أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، وبعدها بشهر أشركني اميل رستم في مباراة ضد فريق من سن الفيل (لم أعد اذكر اسمه) ويومها سجلت 4 أهداف وحين خرجت من الملعب وجدت سيارتي محطمة بعدما تعرضت للاعتداء وخفت كثيرا وطلب رستم من القوى الأمنية أن تصحبني إلى المنزل".

بعدها توقفت البطولة في الشرقية بسبب حربي الإلغاء والتحرير، وتوقف فرانكي عن ممارسة كرة القدم والتزم بيته قبل أن يلعب لفريق الصفاء حين سهل له اميل رستم الانتقال ونال اعجاب الجميع من أول تدريب.

أنا هدّاف الدوري

ويرى فرانكي أن مستوى الفرق التي كانت فيي بيروت الغربية أقوى وأفضل بوجود النجمة والانصار والصفاء، ومن يومها برز بشكل لافت مع فريقه الجديد.

يواصل كلامه "أتواصل من وقت إلى آخر مع اللاعب فادي علوش وهو صديق عزيز ولاعب كبير ولكن اقول له من هو هداف الدوري الحقيقي آنذاك؟ فليتم حسم ضربات الجزاء التي حصل عليها والهدايا التي نالها من الحكام عندها أنا هدّاف الدوري الشرعي.. لا أنسى مباراة الحكمة والأنصار على ملعب بيروت البلدي التي انتهت بالتعادل 1-1 وسجل يومها وانتهى اللقاء بمشاكل بين الجماهير، كذلك الهدفان اللذين سجلتهما في الصفاء الذي كان يلعب له هاريس ويومها كنت خرجت من الصفاء وعدت للحكمة كذلك سجلت 4 اهداف في مرمى التضامن صور وبالطبع في مرى النجمة والانصار وباقي الفرق".

يعتبر فرانكي ان الفترة التي لعب فيها كانت تضم العديد من النجوم من ابرزهم غسان ابو دياب وعلي صبرا وحسن ايوب وعمر ادلبي وجمال طه وفادي علوش وجمال الحاج وعلي جبيلي وفاسكين وفاتشيه سركيسيان الذي كان يمول أهدافه ويحفظ مكان تواجده في المنطقة عن ظهر غيب وهو الذي كان سببا بحضوره إلى الحكمة.

يتذكر فرانكي جيدا الفترة التي اشتدت فيها أتون الحرب الأهلية في المنطقة الشرقية كيف غادر إلى سوريا ومنها إلى تركيا حيث وصل إلى فريق فنربهشة الذي يلعب له الحارس الألماني الغربي الشهير طوني شوماخر ويومها قررت إدارة النادي التركي تجربة فرانكي فشارك في أول تمرينة وسجل 3 أهداف في مرمى شوماخر فكتبت الصحف المحلية يومها أن النادي استقدم لاعبا برازيليا موهوبا ولكنه أوضح أنه أفريقي وليس برازيلي، ولكن بسبب بعض الإجراءات الروتينية والأمور الخلافية البسيطة مع الشخص الذي كان يدير الأمور قررت العودة إلى لبنان لأن الأتراك طلبوا ان أبقى سنة في إسطنبول وبعدها يصبح بمقدوري التوقيع على كشوف الفريق.

لا ينسى فرانكي الإصابة التي تعرض لها في مباراة الراسينغ والهدف الذي سجله في مرمى البرج وبعدها بلحظات لم يستيقظ إلى وهو في المستشفى بعد تعرضه إلى ضربة برأسه.

بعدما غادر فرانكي لبنان في منتصف التسعينات رجع إلى بلده غانا وهو اليوم شيخ قبيلة كما ذكران ويملك قرية ورثها عن أجداده ولكنه لا يخفي مدى شوقه وحنينه إلى لبنان.

ويختم "أوجه تحياتي إلى شعب لبنان وجماهير الحكمة والصفاء وإلى كل رفاقي اللاعبين القدامى وإلى شخصين عزيزين على قلبي هما الشيخ غازي علامة والكابتن إميل رستم، اشتقت إلى الأكل اللبناني وإلى المطبخ اللبناني وأطلب من أي لاعب قديم أو مسؤول في الحكمة او الصفاء أن يرسل لي مناقيش الزعتر والجبنة واللحم بعجين والحمص بطحينة والزعتر البلدي والكشك البلدي.. كم احن إلى لبنان وأهله وذكريات الملاعب الجميلة".


الأكثر قراءة

لا تقعوا في فخ حزب الله