اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


جان دايه مُكرَّماً

ما كُرِّمَ مُستحِقٌّ يوما، الّا وأصابَ مُكرَّميه من التكريم نصيب. أمَا جاء في مُتوارَث تراثنا الحضاري أنَّ الفضلَ لا يعرفه على حقيقته الّا ذووه. ومن ذويه هنا، أهلُ مبادرة الوفاء القومي. والفضل هنا، هو ما تفضّل بأنْ أتاه جان دايه بحثاً وتنقيباً وتدقيقاً وتوثيقاً، وجمعاً من حصادٍ وفير على بيادر النهضة القومية الاجتماعية. لقد اغنى هذا الزارع وهذا الحصّاد الذي لا يتعب، رفوف المكتبات وأهراءاتها بالعديد من حبوبٍ ومن بذور ما جمعه قلمُه. وقلمه ما كان الّا الرصين الامين على الحقائق، التي ذرّاها من الغبار ومن الزؤان  في كل ما جناه من حقول النهضة الخصيبة  ومن كلّ البساتين.

لقد فاق نتاج جان دايه، نتاجه الثرّ الثمين  في عناوينه والمضامين، فاق الأربعين نقداً وكشفاً لكنوز، واعداداً لِسِيَرِ أعلامٍ في النهضة عظام. ما اقتصرت بدايتُها على الامام الكواكبي، ولا توقفت عند جبران وسعيد تقي الدين... بل امتدّت الى كلّ شخصيّة أشعّتْ نورا على طريق النهوض بالحياة.

جان دايه الباحث الولّاد، المستعين في جهاده بالصبر وطلب المعلومة ولو في الصين. هو ذو فرادة قلّما توافرت في فرد من أهل الغوص على درّ الارث النهضوي العميقة اغواره. هذا الجهد، اقول هذا الجهاد، هو ما يضعه  في اعتقادي، بمصاف الأعلام الذين انجذب دايه اليهم علامات فارقة على طريق نهضة جاءت تحرق وتضيء. من هنا، ليس غريبا ان يتنادى كرام من رفاق دربه الى تكريمه، ترسيخاً لمفهوم ان النهضة تستمد روحها من مواهب الأمّة. جان دايه. كأنّي أسمعك وانت تتلقى الدعوة الى تكريمك في حالك اليوم، مردّدا قول الاخطل الصغير:

أيوم أمسيتُ لا شمسي ولا قمري!

من ذا يغنّي على عودٍ بلا وترِ؟

تحيّة لأهل الوفاء ومثلها تحيّة لك ومعها دعاء بالشفاء.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»