اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في توقيت لافت وتزامنا مع الاحتفالات بذكرى انزال النورمندي على الشواطئ الفرنسية، اتهمت وزارة الخارجية الروسية، كييف باستخدام منظومة صواريخ المدفعية عالية الحركة  «هيمارس»، التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، وذلك لقصف أهداف مدنية في منطقة بيلغورود الروسية، ما أسفر عن مقتل نساء وأطفال، في وقت اعلن فيه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إنه يأمل في إنزال بأوكرانيا يشبه «إنزال نورماندي» في الحرب العالمية الثانية.

فقد اتهمت وزارة الخارجية الروسية، أوكرانيا باستخدام منظومة صواريخ المدفعية عالية الحركة  «هيمارس»، التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، وذلك لقصف أهداف مدنية في منطقة بيلغورود الروسية.  ووجّهت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، هذه الاتهامات إلى كييف في مؤتمر صحفي عُقد على هامش منتدى اقتصادي في سان بطرسبرغ، وقالت إنّ «قرار واشنطن السماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى يحمّلها مسؤولية مقتل النساء والأطفال في بيلغورود»، مضيفةً أنّ شظايا صواريخ «هيمارس» ستُعدّ دليلاً على ما حدث.

وأضافت زاخاروفا أن أي عدوان خارجي على بيلاروسيا سيعد عدوانا على روسيا نفسها وستترتب عليه عواقب وخيمة. وأكدت أن روسيا ستدافع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة، متهمة الغرب بتعمد زيادة المخاطر في الصراع الأوكراني خوفا من فشل خططه الرامية إلى انهيار روسيا. كما أوضحت أن الغرب لم يتمكن من تغيير الوضع في ساحة المعركة رغم تزويد نظام كييف بجميع أنواع الأسلحة، وأنه لا يعرف كيفية التعامل مع هذا الوضع سوى بزيادة التصعيد.

وسبق أن علّق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين على المقترحات الغربية بشأن السماح لكييف بتوجيه ضربات إلى الأراضي الروسية، أنّ دول «الناتو يجب أن تفهم بما تلعب». وأرسلت موسكو، مذكّرة إلى دول «الناتو» بسبب إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وأشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أنّ أيّ شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا «ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا».

من جهته أكّد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف ، أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها قد يواجهون الاستخدام المباشر للأسلحة الروسية من جانب أطراف ثالثة.

وقال مدفيديف، في تغريدة في منصة «أكس»، إنّه تم ترك هؤلاء الأشخاص أو المناطق من دون تسميتهم عمداً، لكن يمكن أن يكونوا جميع أولئك الذين يَعُدّون الولايات المتحدة وشركاءها عدوهم، بغض النظر عن نظرتهم السياسية والاعتراف الدولي. وأضاف أن «عدوهم هو الولايات المتحدة، وهذا يعني أنّهم أصدقاء لنا».

زيلنسكي

وخلال الاحتفالات التذكارية بمناسبة مرور 80 عاما على الإنزال الذي قامت به قوات الحلفاء في نورماندي عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، نقلت وكالة «نوفوستي» عن زيلينسكي قوله: «آمل في ذلك» عندما تحدث عن «إنزال الحلفاء في أوكرانيا»، في إشارة إلى التوازي بينه وبين «إنزال نورماندي».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال إنه من غير المقبول الاحتفال بالذكرى الثمانين لعملية الحلفاء في نورماندي مع أولئك الذين يمجدون ممثلي الأيديولوجية النازية في إشارة إلى نظام زيلينسكي.

من جهة أخرى، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المساعدات العسكرية لأوكرانيا تهدف إلى حماية المدنيين، ووصف المعركة ضد روسيا بالفاصلة. وفي كلمته أمام الجمعية الوطنية الفرنسية شدد زيلينسكي على أن أوروبا لم تعد تنعم بالسلام مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا. كما أشار إلى أن أنظمة الدفاع الفرنسية من المدرعات والمدافع تساعد في إنقاذ المدنيين ووقف روسيا، وشكر فرنسا على دعمها المستمر لأوكرانيا.

بايدن

هذا والتقى الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الأوكراني في باريس، حيث سيقدم له حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 225 مليون دولار، وذلك على هامش احتفالات ذكرى يوم الإنزال في الحرب العالمية الثانية.

وهذه المحادثات هي الأولى بينهما منذ زيارة زيلينسكي لواشنطن في كانون الأول الماضي، والتي شهدت معارضة من الحزب الجمهوري لتقديم مزيد من المساعدات لأوكرانيا.

وسيجتمع الرئيسان مرة أخرى الأسبوع المقبل في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع المقرر عقدها في إيطاليا، حيث ستناقش الدول الغنية استخدام الأصول الروسية المجمدة بعد غزو أوكرانيا لتوفير 50 مليار دولار لكييف.

وكان أدلى بايدن بتصريحات في نورماندي بفرنسا ربط فيها بين الحرب العالمية الثانية والحرب الروسية على أوكرانيا من حيث الطغيان والاستبداد، واصفا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ «الدكتاتور».

وغيّر بايدن موقفه الأسبوع الماضي وسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية التي زودتها بها واشنطن لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا.

وذكر جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي في واشنطن أن الولايات المتحدة تحاول تلبية احتياجات أوكرانيا من الأسلحة. يذكر أن الأسلحة الجديدة التي تبلغ قيمتها 225 مليون دولار تشمل قذائف مدفعية وصواريخ للدفاع الجوي وغيرها من الأسلحة. وتحاول كييف بشدة الدفاع عن خاركيف بعد هجوم موسكو في 10 أيار الماضي، والذي أدى إلى سيطرة القوات الروسية على بعض القرى بالمنطقة.

ماكرون

من جهته قال ماكرون إن إنزال النورماندي هو درس للوقت الراهن، مشيرا إلى شجاعة الشعب الأوكراني. كما أعلن ماكرون أن فرنسا ستنقل طائرات مقاتلة من طراز «ميراج 2000-5» إلى أوكرانيا، وستدرب طياريها عليها في إطار تعاون عسكري جديد. وأوضح أيضا أنه سيعرض على زيلينسكي بدء تدريب الطيارين الأوكرانيين في فرنسا اعتبارا من هذا الصيف، حيث يستغرق التدريب عادة بين 5 و6 أشهر. وأضاف ماكرون أن فرنسا ستقوم بتجهيز وتدريب لواء كامل من 4500 جندي أوكراني.

تطورات الميدان

على الصعيد الميداني، قال الجيش الأوكراني إن القوات الجوية أسقطت 5 صواريخ كروز و48 من أصل 53 طائرة مسيرة من نوع «شاهد-136» أطلقتها روسيا خلال هجوم شنته الليلة الماضية على 9 مناطق.

وذكر أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة كييف أن القوات الروسية هاجمت المنطقة بطائرات مسيرة وصواريخ من طراز «كيه إتش-101» و»كيه إتش-555»، مما أدى إلى نشوب حريق في إحدى المنشآت الصناعية. وعملت خدمات الطوارئ على إهماد الحريق دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وقال سينيهوبوف إن الهجوم بالطائرات المسيرة تسبب في تدمير نوافذ في 3 مبان سكنية على الأقل وإلحاق أضرار بمتجر ومكتب بريد وغيرها من البنى التحتية المحلية.

وأفاد حاكم دنيبروبتروفسك بأنه تم تدمير 3 طائرات مسيرة فوق المنطقة، في حين قال حاكم كيروفوهراد إنه لم تقع أي أضرار في المنطقة جراء الهجوم بعد أن أبلغ الجيش عن إسقاط طائرة مسيرة.

وأصيبت امرأتان بجروح في قصف روسي استهدف مجمع نيكوبولشينا في منطقة دنيبروبتروفسك جنوب شرقي أوكرانيا.

وقال حاكم خميلنيتسكي أيضا إنه لم تقع أضرار، مشيرا إلى أن القوات الجوية أسقطت 11 هدفا فوق المنطقة. وأضاف الجيش الأوكراني أنه تم إسقاط 7 طائرات مسيرة فوق منطقة أوديسا الجنوبية و3 أخرى في منطقة خيرسون وطائرتين أخريين في منطقة ميكولايف.

وقال ميكولا كوليسنيك نائب وزير الطاقة الأوكراني في تصريحات عبر التلفزيون الوطني إن الهجوم لم يلحق أضرارا بأي بنية تحتية للطاقة.

«أوروبا لم تعد تنعم بالسلام»
بايدن يلتقي زيلينسكي في فرنسا
إحياء الذكرى الـ80 لإنزال النورماندي

وفي سياق متصل، ألقى زيلينسكي كلمة أمام البرلمان الفرنسي أمس الجمعة، في حين ألقى بايدن كلمة مهمة عن الديموقراطية غداة إحياء قادة عدد من دول العالم الذكرى الـ80 لإنزال النورماندي الذي ساهم في الانتصار على ألمانيا بالحرب العالمية الثانية.

ووجه بايدن والملك البريطاني تشارلز الثالث ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الاول الخميس تحية لتضحيات جنود الحلفاء الذين نزلوا على شواطئ النورماندي في 6 حزيران 1944.

وشارك زيلينسكي في إحياء الذكرى التي تأتي في ظل الحرب الدائرة بأوروبا منذ أكثر من عامين عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط 2022.

من جهته، أكد بايدن أن الولايات المتحدة في عهده لن تتخلى عن أوكرانيا، مضيفا أن «التحالفات الحقيقية تجعلنا أقوى».

وتأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه كييف إلى الحصول على المزيد من الدعم العسكري من أوروبا، لمواجهة المكاسب التي حققتها روسيا في ساحة المعركة خلال الأشهر الأخيرة.

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا