اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تصدرت جبهة جنوب لبنان المشهد في الآونة الأخيرة بعد التصعيد الذي شهدته وبدت وكأنها تخطّت جبهة المساندة الى جبهة حرب حقيقية ومفتوحة أو تتهيأ لذلك بفعل عمق الضربات، إن كان من جهة الإسرائيلي أو من جهة حزب الله الذي وصلت صواريخه ومسيّراته ونقاط استهدافاته الى صفد وعكا ونهاريا فأصبحت ضمن مناطق الإشتباك، وبالتالي يكون توسيع نطاق عمليات المقاومة هذا جاء رداً على تمادي الإسرائيلي وتوسعة نطاق استهدافاته من الجنوب وصولاً الى البقاع.

وصلت إستهدافات المقاومة الى ذروتها بإشعال حرائق في الشمال مما أشعل معها الرأي العام الإسرائيلي وتحوّلت بلحظة الأنظار الى الجبهة الشمالية بعد أن كانت غير أساسية وليست أولوية بالنسبة لهم، فأحدثت إحباطاً لدى المستوطنين مما اضطر المسؤولون الصهاينة لرفع مستوى التهديدات لسببين:

١- رفع معنويات المستوطنين.

٢- الضغط على حزب الله.

وبما أن التهديدات تتكرر من بداية الحرب، اضطر الإسرائيلي للتصعيد من خلال ضرباته من أجل أخذها على محمل الجد وإيهام الرأي العام أنها جدية وتختلف عن كل ما سبقها، ورغم ذلك بقيت التحليلات الإسرائيلية مُركَّزة على ما يفعله حزب الله في الشمال وليس على ما تفعله "إسرائيل" في جنوب لبنان وصولاً الى البقاع مع تعبير لافت ألا وهو: "ما يحصل في الشمال لم يحصل منذ قيام الكيان".

تراوحت تصريحات المسؤولين الصهاينة بين مَن يقول الجيش جاهز لتوجيه ضربة قوية لحزب الله ومَن يقول على الجيش أن يحتل لبنان، وبما أن ذلك يفوق قدرة الجيش كما بات معلوماً رغم أنه يتدرّب ويزيد من حضوره على الجبهة الشمالية، تُوضع كل هذه المواقف ضمن حفلة مزايدات يبدو أنهم اعتادوا عليها من بداية الحرب كتعبير عن العجز الذي بات ظاهراً أمام قدرات المقاومة التي استفزت الرأي العام الإسرائيلي ورفعت نسبة تأييد الحرب على حزب الله الى ٦٢ بالمئة بحسب صحيفة معاريف، لكن من المعروف أن الرأي العام مرتبط بشكل مباشر بالمزاج الشعبي الصهيوني الذي تُحدِّده تطورات الميدان.

وصل الأمر بالإسرائيلي الى تحديد موعد للحرب المفتوحة على لبنان في منتصف الشهر الحالي وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحديد موعد لها، لقد تم تحديد موعد سابق في آذار الماضي وتبيّن أن ذلك نوع من التهويل، فالذي يريد أن يشن حرباً لا يُحدِّد موعداً، لكن لربما أراد الإسرائيلي نشر هذا الجو المتوتر بعد أن أزعجته المقاومة بمسيّراتها التي باتت تخرق أجواء الشمال وتضرب أهدافها بدقة، فأراد انعكاس توتره الداخلي على لبنان الى أن حسمها نتنياهو بنفسه عندما قال: لا نستطيع فتح جبهتين في آنٍ معاً.

يمكن القول إن كل هذه التهديدات مرتبطة بالأجواء السياسية والشعبية التي تُطالِب بحسم الوضع في الجبهة الشمالية، ولا تُوضع في إطار التهديد الجدي، بحيث لا توجد مؤشرات إسرائيلية جدية لتوسعة الحرب على لبنان ولا أي تغيير في الإستراتيجية الإسرائيلية التي تسعى من بداية العدوان من خلال ضرباتها أن تضغط على المقاومة لإيقاف الجبهة وحتى يومنا هذا لم يخرج العدو عن سياق الحرب الذي يسير فيه من لحظة انطلاقتها...

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»