اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ248 من حربه على غزة، كثف الاحتلال قصفه على مناطق في القطاع مخلفا شهداء وجرحى، فيما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية - حماس إيقاع قوة «إسرائيلية» بين قتيل وجريح في تفجير منزل مفخخ تحصنت داخله بمخيم الشابورة في رفح، واستهداف قوة إنقاذ في محيطه. وقالت المعلومات إن 20 شهيدا سقطوا في قصف «إسرائيلي» على مناطق مختلفة في قطاع غزة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن تحقيق وقف إطلاق النار سيفتح الباب أمام وقف دائم للقتال في قطاع غزة، محملا حركة حماس مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق وقال إنها العقبة الوحيدة.

فقد استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على رأس وفد أميركي مرافق، بحضور رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أحمد فهمي، أن «اللقاء شهد استعراضاً لآخر تطورات الجهود المشتركة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، حيث تم الاتفاق على تكثيف هذه الجهود خلال المرحلة الحالية. كما شهد اللقاء مناقشة الجهود المصرية لإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي غزة. وقد حرص السيسي في هذا الصدد على التشديد على أهمية تضافر الجهود الدولية لإزالة العراقيل أمام إنفاذ المساعدات الإنسانية، وضرورة إنهاء الحرب على القطاع ومنع توسع الصراع، والمضي قدماً في إنفاذ حل الدولتين، وفق ما قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية».

من جهته، أعرب بلينكن عن تقدير الإدارة الأميركية للجهود المصرية المستمرة على المسارين السياسي والإنساني، وحرصها على الاستمرار في العمل والتنسيق المشترك بين الدولتين لاستعادة الأمن والسلم بالإقليم. وقال إن «الجهة الوحيدة المعارضة للخطة الأميركية هي حماس»، مطالباً الحكومات العربية «بالضغط عليها». واصفا الحركة بأنها «العقبة الوحيدة» أمام بلوغ هذا الهدف.

وأضاف «تحقيق وقف إطلاق النار سيفتح الباب أمام وقف دائم للقتال في غزة.. سنواصل جهودنا من أجل وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، ومن المهم أيضا العمل على خطط لليوم التالي بعد الحرب». كما أكد أن واشنطن تعمل لإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر «بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق من عدمه».

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد كذلك تأكيد الجانبين لمتانة الشراكة الاستراتيجية المصرية الأميركية، وحرص البلدين على استمرار التنسيق المشترك في مختلف الموضوعات والقضايا.

بدوره، شدد السيسي على أهمية تضافر الجهود الدولية لإزالة العراقيل أمام إنفاذ المساعدات الإنسانية لغزة، وضرورة إنهاء الحرب على القطاع ومنع توسع الصراع، والمضي قدما في إنفاذ حل الدولتين.

مفاوضات مستقلة مع حماس؟

وفي سياق متصل، ذكرت شبكة «أن بي سي نيوز» الأميركية (NBC News)، أن «المسؤولين في واشنطن يدرسون إجراء مفاوضات مستقلة مع حماس، من أجل إطلاق سراح 5 مواطنين أميركيين من بين الرهائن في حال فشلت الجهود الدبلوماسية الأخيرة». وأشار التقرير، الذي استشهد بمسؤولَيْن أميركيَّيْن حاليَّيْن واثنين سابقين، إلى أن «إسرائيل سيتم استبعادها من المحادثات التي ستعقد عبر قطر كوسيط».

قرار أميركي مُعدّل

في غضون ذلك، وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار معدلا للمرة الثانية بمجلس الأمن الدولي بشأن الاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي عرض تفاصيله الرئيس جو بايدن، ودعت المجلس للتصويت عليه.

ويرحب القرار الأميركي المعدل باقتراح وقف إطلاق النار المعلن في 31 أيار الماضي وقبلته «إسرائيل»، ويدعو حركة المقاومة الإسلامية - حماس لقبوله، ويحث الطرفين على تنفيذه بالكامل دون تأخير أو شروط. كما يؤكد مشروع القرار أهمية التزام الطرفين ببنود الاقتراح بمجرد الاتفاق عليه، ويرحب باستعداد أميركا ومصر وقطر للعمل لضمان استمرار التفاوض حتى التوصل إلى كل الاتفاقات. ويرفض مشروع القرار أي محاولة للتغيير الديمغرافي أو الإقليمي في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيت إيفانز في بيان إن المقترح المعدل من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق نار كامل وفوري مع إطلاق سراح الأسرى، مشيرا إلى أنه «يجب على أعضاء المجلس ألا يدعوا هذه الفرصة تفوتهم ويجب أن يتحدثوا بصوت واحد لدعم هذا الاتفاق».

ويحدد النص الجديد محتوى الخطة، مستجيبا بذلك لطلبات قدمها عدد من الدول الأعضاء منذ بدء المفاوضات قبل أسبوع. وتشمل المرحلة الأولى النقاط التالية: وقف إطلاق نار «فوري وكامل» وإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، و»تبادل» الأسرى الفلسطينيين وانسحاب الجيش «الإسرائيلي» من «المناطق المأهولة في غزة»، ودخول المساعدات الإنسانية.

ووفقا للنص، إذا استغرق تنفيذ المرحلة الأولى أكثر من ستة أسابيع، فإن وقف إطلاق النار سيتواصل «طالما استمرت المفاوضات».

بلبلة في الداخل «الإسرائيلي»

نقلت صحيفة «معاريف» عن زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»  افيغدور ليبرمان قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير مؤهل لقيادة «إسرائيل»، ولا فائدة من انضمامه لحكومة نتنياهو. وأضاف أنه سيجتمع بالوزير السابق في مجلس الحرب بيني غانتس،  على أمل أن ينضم إلى أحزاب المعارضة لإسقاط الحكومة .وأردف بأن «إسرائيل» لم تحقق حتى الآن اختراقا كبيرا في الجنوب أو الشمال، ونتنياهو غير قادر على الحسم». وشدد ليبرمان على «أن هناك حلا واحدا فقط لوضع «إسرائيل» وهو إجراء انتخابات مبكرة».

واعلن وزير الأمن القومي «الإسرائيلي» إيتمار بن غفير انه طالب كل الوقت بتفجير غزة، وتنفيذ اغتيالات مركزة، ومن المهم أن أنضم إلى مجلس الحرب، مؤكدا ان انضمام حزب الوزير المستقل بيني غانتس إلى الحكومة لم يحقق الوحدة المنشودة، كاشفا انه قدم طلبا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للانضمام إلى مجلس الحرب من أجل تحقيق النصر.

وكانت نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بن غفير قوله إن انسحاب الوزير بيني غانتس من الحكومة فرصة عظيمة للتقدم وتحقيق النصر.

واشار وزير الطاقة «الإسرائيلي» إيلي كوهين للإذاعة الرسمية، الى ان حماس لا تفهم إلا القوة ويجب إجراء المفاوضات تحت النار، معتبرا ان الوقت بدأ ينفد وعلينا العمل في الحدود الشمالية.

من جهته، كشف وزير المالية «الإسرائيلي» بتسلئيل سموتريتش، عن ان هناك مخطط وحيد يجري حاليا هو إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة، محملا مسؤولية إخفاق 7 تشرين الأول للوزيرين المستقيلين من مجلس الحرب «الإسرائيلي» بيني غانتس وغادي آيزنكوت، لأنهما كانا يتقلدان مناصب عليا سابقا، مشيرا الى ان الأغلبية الساحقة من الشعب «الإسرائيلي» تعارض قيام دولة فلسطينية.

حماس والجهاد الاسلامي:
نشيد بساحات الإسناد

في الاثناء شدّدت حركتا المقاومة الإسلامية- حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، على ضرورة تضمن أي اتفاق وقفاً دائماً للعدوان الإسرائيلي، وانسحاباً شاملاً من غزة، وإعادة الإعمار، وإنهاء الحصار، وصفقة تبادل جادة. جاء ذلك في لقاء جمع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والأمين العام للجهاد زياد النخالة في العاصمة القطرية الدوحة، وفق ما أعلن بيان حماس.

وأكد البيان أنّ اللقاء بحث في التطورات السياسية والميدانية في قطاع غزّة، وتطورات المفاوضات غير المباشرة، والجهود المبذولة لوقف الحرب.وأشار إلى أنّ الطرفين أكدا وحدة المقاومة الفلسطينية في الميدان والسياسة، من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني مرحلياً واستراتيجياً، مشيدَين بوحدة جبهة المقاومة وساحات الإسناد في لبنان واليمن والعراق.

الاحتلال يُواصل وحشيته

ميدانيا أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 37.124 شهيداً و84.712 جريحاً منذ اندلاع طوفان الأقصى. وأفادت وزارة الصحة في بيان، بأنّ الاحتلال ارتكب 5 مجازر ضد العائلات، وصل منها إلى المستشفيات 40 شهيداً و218 إصابة خلال 24 ساعة. وأشارت إلى أنّ عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وقالت المعلومات إنّ أعداد الإصابات تتوالى إلى مستشفى ناصر الطبي، من جراء العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح .وأضافت أنّ العدوان مستمر على مناطق غربي رفح، علماً أنّها من المناطق التي زعم الاحتلال سابقاً أنّها آمنة.

وفي شرقي خان يونس، استشهد 8 أشخاص ووقع عدد من الإصابات من جراء استهداف الاحتلال منزلاً مأهولاً في الفخاري.

وبعيد انسحاب «جيش» الاحتلال من شرق دير البلح، حاول بعض المواطنين الوصول إلى منازلهم، لكنّ الاحتلال استهدفهم بالقصف المدفعي، وأطلق النار عليهم من طائرات «الكواد كابتر». وأفيد بأنّ «جيش» الاحتلال أعاد تموضعه في المناطق الشرقية لدير البلح، فيما بدأت الطواقم الطبية بانتشال عدد من الشهداء.

...والمقاومة تتصدّى

وامس، واصلت المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ 248، وتواصل تصدّيها لقوات «جيش» الاحتلال المتوغّلة عند المحاور كافة.

وشهد امس اشتباكات عنيفة خاضتها المقاومة مع قوات الاحتلال في منطقة العزبة على الحدود الفلسطينية المصرية ووسط رفح، جنوبي القطاع.

ونفّذت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عملية مركّبة فجّرت خلالها منزلاً مفخخاً في قوة «إسرائيلية» تحصّنت بداخله في مخيم الشابورة بمدينة رفح، مؤكدةً أنّ أفرادها وقعوا بين قتيل وجريح في المنزل المجهّز مسبّقاً. وأضافت كتائب القسّام، أنّه فور وصول قوة الإنقاذ، دكّ مجاهدوها محيط المنزل الذي تمّ تفجيره بقذائف «الهاون»، وبعد وقت من العملية جدّدت القسّام استهدافها محيط المنزل بقذائف «الهاون». وأعلنت القسّام أيضاً استهدافها جرّافة عسكرية من نوع «D9» بقذيفة «الياسين 105» قرب مسجد العودة وسط مدينة رفح.

ونشر الإعلام العسكري لكتائب القسّام مشاهد توثّق استهداف حشود قوات الاحتلال المتوغلة شرقي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.

من جهتها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قنصها جندياَ إسرائيلياً شرقي منطقة الشوكة بمدينة رفح.  وأكدت السرايا استهدافها تموضعاً لجنود وآليات الاحتلال على خط الإمداد في محور «نتساريم» جنوبي مدينة غزة 

بدورها، أكدت كتائب شهداء الأقصى قنصها أحد جنود الاحتلال عند دوار العودة في مدينة رفح، واستهدافها مقر القيادة والسيطرة للاحتلال على طول خط الإمداد في محور «نتساريم»، وذلك بقذائف «الهاون».  ونشرت الكتائب مشاهد من إعداد وتجهيز صواريخ «أقصى 103» من داخل ورش التصنيع الميدانية ضمن معركة طوفان الأقصى.

وأكدت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين، استهدافها تموضعاً لقوات «جيش» الاحتلال في «محور نتساريم»، جنوبي مدينة غزة، برشقة صاروخية، محققةً إصابات مباشرة في مكان الاستهداف، وقد رصدت الكتائب قوات نجدة الاحتلال تهرع إلى المكان.

قتلى في صفوف قوات الاحتلال

وعقب عملية كتائب القسّام في مخيم الشابورة بمدينة رفح، أقرّت وسائل إعلام «إسرائيلية» بأنّ 4 جنود من جيش الاحتلال قتلوا في المبنى الذي تمّ تفجيره. وأضاف إعلام الاحتلال بأنّه فضلاً عن الجنود القتلى، أصيب 18 آخرون وعلق جنديان بين الأنقاض، إضافة إلى إطلاق قذائف «هاون»في اتجاه قوات الإنقاذ.

برنامج الأغذية العالمي

أعلنت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سيندي ماكين، عن تعليق مؤقت لتوزيع المساعدات الإنسانية عبر الرصيف البحري الأميركي العائم قبالة سواحل غزة، بسبب مخاوف أمنية. وأشارت خلال مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية، إلى أن اثنين من مستودعات المنظمة في غزة تعرضا للقصف خلال عملية تحرير الرهائن، مما أسفر عن إصابة أحد الموظفين.

كما أوضحت أنها تشعر بقلق كبير بشأن سلامة الموظفين بعد الحادثة، التي وصفتها بأنها واحدة من أكثر أيام الحرب دموية، وأكدت أنهم يريدون التأكد من توفر بيئة آمنة وظروف مستقرة قبل استئناف العمليات.

طائرة شحن أميركية

وكان أفاد الجيش الأميركي أن طائرة شحن أميركية قامت بإسقاط أكثر من 10 أطنان مترية من الحصص الغذائية في شمال غزة ، بعد فترة من تعليق هذه الشحنات بسبب العمليات «الإسرائيلية» في المنطقة.

وقالت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم « في بيان على موقع «إكس» إن عملية الإنزال الجوي عبر الطائرة «C-130» قدمت «مساعدة إنسانية منقذة للحياة في شمال غزة». وأوضح البيان أن الولايات المتحدة قد أسقطت جوا حتى الآن أكثر من 1050 طنا متريا من المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى المساعدات التي تم تقديمها عبر الممر اللوجستي البحري المشترك. وأضافت «سنتكوم «أن عمليات الإنزال الجوي هي جزء من جهد مستمر، وأنه يتم التخطيط لعمليات تسليم جوي لاحقة. 

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا