اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ249 من عدوانه على غزة، واصل الاحتلال الإسرائيلي قصف مناطق متعددة من قطاع غزة، فيما أكدت وزارة الصحة أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر راح ضحيتها 40 شهيدا و120 مصابا في الساعات الـ24 الماضية.

كما اعترف جيش الاحتلال بمقتل ضابط و3 جنود وإصابة آخرين في المعارك التي وقعت في رفح جنوبي قطاع غزة.

وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين، ودهمت منزلا وأطلقت قذائف باتجاهه، مما أدى الى اندلاع اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين، واستشهاد 3 منهم.

دوليا، انطلق في الأردن مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة بحضور دول عربية وغربية ومؤسسات أممية، وطالب الرؤساء والأمم المتحدة بفتح المعابر وإنهاء الحرب وتقديم التبرعات لإغاثة أهالي القطاع، في وقت رحب فيه وزير الخارجية الاميركية ببيان حماس محذرا من اتساع الصراع.

فقد رحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ببيان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المؤيد لقرار الأمم المتحدة الذي يدعم اقتراح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحذر من أن استمرار الحرب يزيد احتمالات اتساع الصراع في المنطقة. واعتبر بلينكن أن بيان حماس «بادرة تبعث على الأمل»، مضيفا أن ما يصدر من حديث عن قيادة الحركة الفلسطينية في قطاع غزة هو الأهم، ودعا الحركة إلى أن تقرر المضي قدما في المقترح المطروح من عدمه.

وجاء حديث بلينكن في تل أبيب خلال لقائه عائلات محتجزين إسرائيليين في غزة، ضمن ثامن جولة له بالمنطقة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي. وأوضح بلينكن أنه تلقى تأكيدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتزامه بالمقترح، واعتبر أن المقترح الذي قدمه الرئيس جو بايدن «هو الأفضل».

وأشار إلى أن المحادثات بشأن خطط اليوم التالي للحرب في غزة ستستمر، وأكد أنه كلما طال أمد الحرب زادت احتمالات اتساع الصراع في المنطقة، وقال إن عدم وجود خطة لليوم التالي للحرب في غزة سيؤدي إلى تجدد الصراع مستقبلا.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال ان جميع دول العالم أيدت مقترح وقف إطلاق النار في غزة ونحن بانتظار رد حماس، مشيرا بانه على حماس قبول المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، مؤكدا على انه «علينا التأكد من إيصال مزيد من المساعدات إلى غزة» ، كما انه في المقابل «على إسرائيل اتخاذ مزيد من الإجراءات لخفض عدد القتلى المدنيين وحماية المنشآت المدنية»، «فالمدنيون الفلسطينيون ليسوا أرقاما وعلينا أن نوفر لهم ما يحتاجون إليه وتحقيق السلام».

من جهتها تحدثت الخارجية الأميركية عن مقترح وقف إطلاق النار بغزة، كاشفة ان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ناقش خلال لقائه يائير لبيد المقترح الخاص بتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، مشيرة الى ان بلينكن شدد على أهمية منع المزيد من تصعيد الصراع، مثنيا على الاقتراح الإسرائيلي، مجددا تأكيده على أن الاقتراح سيعزز أمن «إسرائيل» على المدى الطويل.

نقطة خلاف

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين أن نقطة الخلاف الرئيسية في مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين هي رغبة حماس في وقف دائم لإطلاق النار. وحسب المصادر، فإن ثمة نقطة خلاف أخرى في المفاوضات هي تعهد «إسرائيل» في المقابل بتحقيق نصر كامل وهو أمر غير قابل للتحقق. واستنادا إلى المصادر، فإن حماس تضغط للحصول على مزيد من الضمانات بأن الصفقة ستؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.

في غضون ذلك، احتجّ متظاهرون إسرائيليون خارج فندق «كامبينسكي» في «تل أبيب»، حيث يجتمع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. وقطع المتظاهرون طريق «هايركون»، مطالبين بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة. ودعت عائلات الأسرى الإسرائيليين بلينكن قائلة: «أنقذنا من الحكومة التي خانتنا».

ويأتي ذلك فيما اجتمع بلينكن مع قادة المعارضة الإسرائيلية، في إطار جولة جديدة له في الشرق الأوسط جاءت في أعقاب تبني مجلس الأمن مشروع قرار أميركي يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزة، وتطبيقاً غير مشروط للصفقة المقترحة التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن.

وبعد لقائه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اجتمع بلينكن في «تل أبيب» مع بيني غانتس العضو المستقيل في حكومة الحرب الإسرائيلية، وسيجتمع مع رئيس المعارضة يائير لبيد، قبل توجهه إلى الأردن.

حماس

وتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا قدمته واشنطن يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ويشدد على أهمية جهود الوساطة القطرية والمصرية والأميركية، وبدورها قالت المندوبة الأميركية إن المجلس بعث برسالة واضحة تدعو حماس لقبول المقترح.

وقال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري إن «حماس قبلت قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار والانسحاب وتبادل الأسرى وجاهزة للتفاوض حول التفاصيل».

وأضاف أبو زهري أن «الإدارة الأميركية أمام اختبار حقيقي للوفاء بتعهداتها بإلزام الاحتلال بالوقف الفوري للحرب كتنفيذ لقرار مجلس الأمن».

تصريح أبو زهري جاء بعد بيان لحماس رحب بما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي «بشأن وقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة والانسحاب الإسرائيلي التام منه، بالإضافة إلى تبادل الأسرى وإعادة الإعمار وعودة النازحين وإدخال المساعدات ورفض أي تغيير ديموغرافي أو تقليص لمساحة القطاع».

وأكد البيان استعداد حماس للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة بشأن تطبيق هذه المبادئ التي قالت إنها تتمشى مع مطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته.

ميدانيا شهدت مختلف المناطق في قطاع غزة، وخصوصاً مدينة رفح جنوبه، قصفاً مدفعياً وجوياً.

وقد استشهد مزارعان وأُصيب آخر بعدما استهدفتهم طائرات الاحتلال المسيرة غربي رفح أثناء عملهم في حقولهم الزراعية.

وأفيد عن وقوع إصابات بين الفلسطينيين من جراء إطلاق نار مباشر من الآليات الإسرائيلية على خيام النازحين في مواصي مدينة رفح.

وفي مدينة غزّة، ذكر أنّ 6 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، استشهدوا من جراء استهداف الاحتلال شقة سكنية في البلدة القديمة في حي الزيتون شرقي المدينة. وارتقى شهيد وسُجلت عدّة إصابات نتيجة قصف طائرات الاحتلال منزلاً في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.

وشهد شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة إطلاق نار متقطعاً من آليات الاحتلال، وتحدث مراسلنا عن ارتقاء 3 فلسطينيين وإصابة 5 بجروح في قصف طائرات الاحتلال منزلاً في الخوالدة وسط القطاع.

الدفاع المدني في غزة، بدوره، أفاد بأنّ طواقمه انتشلت عدداً من الشهداء والجرحى من تحت أنقاض منزل استهدفته طائرات الاحتلال في حي الدرج وسط غزة. وقال مدير مستشفى العودة في شمالي غزة إنّ الوقود المقدم للمستشفى لا يكفي إلا أسبوعين.

من جهتها أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، قصف هدف حيوي للاحتلال الإسرائيلي في «إيلات»، أم الرشراش المحتلة بواسطة الطائرات المسيرة. وأكدت المقاومة الإسلامية في العراق ضربها هدفاً عسكرياً في الجولان المحتل، بواسطة الطيران المسيّر أيضاً.

وفي بيان لها، شددت المقاومة الإسلامية على أن عملياتها تأتي نصرةً لقطاع غزة، ورداً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ. وتوعدت بالاستمرار في دكّ معاقل الأعداء، استكمالاً للمرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال.

عباس

على صعيد آخر، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لفتح جميع المعابر البرية لغزة وتسليمها إلى الحكومة الفلسطينية. وأشار عباس -في كلمته بمؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة- إلى أن الحل السياسي المبني على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية يتطلب حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

غوتيريش

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -خلال كلمته بمؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة- إنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، والوضع المتردي يزداد تفاقما، مشيرا إلى أن جميع المساعدات تمنع من الدخول. وأفاد بأن 80% من سكان قطاع غزة لا يجدون الماء الصالح للشرب بسبب استمرار الحرب وتوقف المساعدات، وقال إن الخوف الذي يعيشه سكان قطاع غزة يجب أن يتوقف، مطالبا بإنهاء الحرب واحترام القانون الدولي.

كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بإطلاق سراح المحتجزين، داعيا «إسرائيل» وحركة حماس لسرعة التوصل إلى اتفاق، وحماية المدنيين في القطاع وتأمين البنية التحتية اللازمة لمعيشتهم. وشدد على ضرورة تبرع الحكومات والشعوب من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، مشيرا إلى أن الحل في غزة سياسي، ويتم عبر السلام والتعايش المشترك بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

الأردن

وكان استضاف الأردن مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة في ظل استمرار معاناة سكان القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

ويعقَد المؤتمر في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على شاطئ البحر الميت بتنظيم مشترك من الأمم المتحدة والأردن ومصر، وفي حضور ممثلي 75 دولة من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يقوم بجولة في المنطقة بحثا عن التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ويشارك في المؤتمر أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ومنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث وقادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية بهدف «تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة»، بحسب بيان للديوان الملكي الأردني.

وبحسب برنامج المؤتمر الذي وزعته وزارة الخارجية الأردنية، تعقد خلال الجلسة الصباحية «3 مجموعات عمل» ستركز نقاشاتها على سبل «توفير المساعدات الإنسانية لغزة بما يتناسب مع الاحتياجات» وسبل «تجاوز التحديات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين»، و «أولويات التعافي المبكر». 

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا