اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


حزب الله، المقاومة الشريفة التي دافعت عن ارض لبنان وسيادته، وحمت شعبه من العدو الاسرائيلي الغدار، اظهر قوته العسكرية في وجه جيش الاحتلال وكسره في حرب تموز 2006 ، واليوم يخوض حربا شرسة ضد هذا الجيش، ويكبده يوميا خسائر جمة على كل الاصعدة. والى جانب قوته العسكرية، تميز حزب الله بقوته السياسية المبنية على الحكمة والعقل والعدالة، واحترام كل مكونات المجتمع اللبناني.

اليوم، يتمسك حزب الله ومعه حركة امل برئاسة نبيه بري برئيس تيار المردة سليمان فرنجية مرشحا للرئاسة الاولى، وهذا حقه وحق اي حزب او تيار في اختيار المرشح الذي يريده، ولكن حصلت جلسة انتخابية رئاسية وظهرت النتائج، فنال فرنجية 51 صوتا مقابل 59 صوتا لازعور، ما يؤكد ان كلا المرشحين لا يتمتعا بحظوظ الوصول الى قصر بعبدا.

الامور واضحة لمن يريد ان يراها بموضوعية وببساطة مطلقة: اجماع المعارضة على الوزير السابق جهاد ازعور مرشحا رئاسيا وتقاطع معها الوطني الحر، مفاده التأكيد رفضهم لوصول فرنجية رئيسا، كما ارادت المعارضة وابرزها الاحزاب المسيحية من خلال ترشيح ازعور تمرير رسالة للثنائي الشيعي وهي انه: "لا يمكن للثنائي اختيار رئيس مسيحي للجمهورية نيابة عن المسيحيين".
اما الوزير السابق سليمان فرنجية، فهو يتمتع بصفات الفروسية والوضوح والشجاعة والوفاء لحلفائه، فضلا انه يأتي من بيت مسيحي عريق لعب دورا بارزا في تاريخ لبنان. انما رئيس الجمهورية ينتخب في البرلمان، والنتيجة بانت بالنسبة لفرنجية الى جانب تصويت اكثرية الكتل المسيحية لغير صالح فرنجية، ولذلك لم يحالفه الحظ في الاستحقاق الرئاسي في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان.

وعليه، قد يسأل عاقل: "هل يريد حزب الله كسر المسيحيين في لبنان"؟ وهل يريد حزب الله اشعار المسيحيين بالاحباط ، وبأنهم مكون لبناني لا صوت لهم ولا رأي لهم في الحياة السياسية؟ الجواب طبعا لا. ذلك ان حزب الله تمكن من ان يصبح المقاومة الاقوى عسكريا وسياسيا في لبنان، لانه اعتمد دائما وابدا نهجا منطقيا واستراتيجيا، فلا يرفع السقوف سياسيا الا وهو قادر على تحقيق متبغاه، كما لا يغرق بالاوهام والرهانات الخاطئة، فيبذل كل ما في وسعه للحفاظ على نسيج المجتمع اللبناني، الذي يرتد ايجابا على المقاومة وعلى التأييد الشعبي لها.

وبكلمات اخرى، لن يلجأ حزب الله والرئيس بري الى كسر المسيحيين، لان المقاومة تناضل بوجه الظلم والاستبداد، وتدافع عن حقوق الناس المهدورة وآخرها اهل غزة، فكيف بالحري ان تظلم ابناء بلدها وطائفة ساهمت في تأسيس لبنان. حزب الله لا يريد ان يكون هناك غالب ومغلوب في المشهد السياسي اللبناني وخاصة في الرئاسة الاولى. فالمقاومة لطالما دافعت عن المسيحيين وشاركت بشكل كبير بايصال رئيس له حيثية شعبية لقصر بعبدا.

اما اليوم نرى ان المنطقة تعيش حروبا شرسة، والظروف الحالية مختلفة عن المراحل الماضية، والجنون "الاسرائيلي" يتفاقم يوما بعد يوم على غزة، في ظل قيادة بنيامين نتنياهو.

على هذا الاساس، ونظرا للتغيرات التي طرأت وتطرأ على المنطقة، والتي تصيب لبنان احيانا بطريقة مباشرة واحيانا اخرى بطريقة غير مباشرة، بات الحل الوحيد لازمة لبنان البدء بانهاء الشغور الرئاسي عبر الذهاب الى خيار المرشح الثالث ، الذي يحمي ظهر المقاومة ولا يغدر بها، كما يطمئن شجون المعارضة في مشروع بناء الدولة.

 

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»