اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ250 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصل جيش الاحتلال قصف مناطق متعددة من القطاع المحاصر، بينما أكدت وزارة الصحة أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر راح ضحيتها 40 شهيدا و120 مصابا خلال 24 ساعة.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 12 مواطنا استشهدوا برصاص الاحتلال بمناطق متفرقة في أقل من 48 ساعة.

وفي سياق التطورات السياسية، التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالدوحة في إطار الجولة التي يقوم بها لدفع مسار مفاوضات الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.

فقد اكد رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم، ان بلاده ملتزمة بجسر الهوة والتقريب بين الفرقاء للتوصل الى وقف لاطلاق النار في قطاع غزة، واطلاق سراح جميع الاسرى والرهائن، وتابع خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاميركية، «ان اللقاء جاء استكمالا لسلسلة من المباحثات والمناقشات الهامة التي جرت خلال الثنانية اشهر الماضية حيال الحرب في قطاع غزة وسبل انهائها والعمل على منع توسع دائرة العنف والصراع في المنطقة».

واضاف، انه ناقش مع الوزير بلينكن الرد الذي تسلمته دولة قطر من حركة حماس والفصائل الفلسطينية حول المقترح الاخير بشان صفقة وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى، مبينا انه يجري حاليا دراسة الرد والتنسيق مع الاطراف المعنية حول الخطوات المقبلة.

بلينكن

من جهته، قال بلينكن في المؤتمر الصحافي المشترك، إنّ حماس قدّمت العديد من التغييرات على اقتراح وقف إطلاق النار في غزّة، «فرد حماس للوسطاء لم يكن بمثابة الموافقة التي كنا نترقب، حيث لم تقل نعم»،في وقت اكد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة «إسرائيل» على مقترح الصفقة المعروض، معتبرا انه حان الوقت لوقف كل هذا الجدال والتقدم للأمام ثم الرجوع إلى الخلف لبدء وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه «يمكن العمل على بعض التعديلات، بينما بعضها الأخرى غير ممكنة». وأعلن بلينكن أن واشنطن «ستواصل الضغط من أجل الانتهاء من اتفاق وقف إطلاق النار»، متحدثاً عن تقديم اقتراحات بشأن «اليوم التالي للحرب في غزة خلال الأسابيع المقبلة».

وختم وزير الخارجية الاميركية بالقول بان بلاده ستطرح خلال الأسابيع القادمة أفكارا لكيفية الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب، اذ « لن يُسمح لحماس بتقرير مصير ومستقبل هذه المنطقة»، فالمطلوب اليوم توفير مسار يهدف إلى وضع نهاية لهذه الحرب، ومن ثم إعادة إعمار غزة.

الى ذلك قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ان أميركا ستعمل مع مصر وقطر لجسر الفجوات بشأن مقترح وقف إطلاق النار، معتبرا ان معظم التعديلات التي اقترحتها حماس طفيفة وبعضها مشتق من اتفاقات سابقة بشأن وقف إطلاق النار، مشيرا الى ان اقتراح الرئيس بايدن بشأن الصفقة حظي بموافقة مجموعة الدول السبع وصدر بشأنه قرار من مجلس الأمن، مؤكدا ان وقت الجدل انتهى وحان الوقت لوقف إطلاق النار وعودة الأسرى.

المقاومة

وكان أعلن وفد مشترك من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، برئاسة رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، والأمين العالم للجهاد الإسلامي، زياد النخالة، تسليم رد فصائل المقاومة إلى الوسيطين القطري والمصري. وذكرت الحركتان أنّ «الرد يضع الأولوية لمصلحة شعبنا الفلسطيني وضرورة وقف العدوان المتواصل على غزة بصورة تامة».

وأكد القيادي في حماس، أسامة حمدان، أمس، أنّ التعديلات التي قُدمت، جاءت بناءً على حوار داخلي فلسطيني، سواء بين قيادة المقاومة في الداخل، أو بين قيادتها في الخارج.  وكشف حمدان أنّ ردّ المقاومة هو التزامٌ بشأن ما التزمته سابقاً، وهو وقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، مشدداً على أنّ قيادة حماس لا تخضع للضغوط، وهي في الوقت نفسه إيجابية.

قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم إن رد الحركة على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن قطاع غرة لم يكن منحصرا في القبول أو الرفض، لكنه يتعلق بمشروع متكامل من عدة عناصر تتضمن وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، وتبادل الأسرى، وغيرها من النقاط التي تضمنتها المبادرة التي تمت مناقشتها.

وأضاف نعيم، في تصريحات خاصة للجزيرة نت، أن الجواب، في عمومه، يتضمن توضيحا لموقف الحركة من كل نقطة على حدة، وما هو المقبول منها، و»بالتالي فإن رد الحركة يمثل هدفها الأساسي حول كيفية الوصول إلى وقف العدوان والمجزرة في حق شعبنا»، من دون التنازل عن مطالبنا الأساسية «المتعلقة بالوقف التام لإطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الصهيونية، وعودة النازحين إلى كل المناطق، وإطلاق عملية الإعمار».

وفيما يتعلق بالخطوة التالية بعد رد حماس، شدد عضو المكتب السياسي بالحركة على أن «الكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني والإدارة الأميركية، التي يجب أن تلتزم بما أعلنته مرارا بأن يصل هذا الاتفاق إلى وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب كامل القوات»، وعدم إحداث أي تغييرات جوهرية جغرافية أو ديموغرافية في قطاع غزة، وعودة النازحين، وانطلاق عملية الإعمار في كل قطاع غزة، و»هذا هو جوهر قرار مجلس الأمن الأخير الذي رحّبت به الحركة».

ميدانيا استشهد أكثر من 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة  ، وأكد متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن قوات الاحتلال دمرت 70% من المباني في غزة منذ بداية عدوانها على غزة قبل 8 أشهر. وأفيد عن استشهاد 6 أشخاص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. كما ذكرت المعلومات أن طفلا استشهد وأصيب آخرون في حي النصر شمالي مدينة رفح.

كما أفيد بأن قصفا إسرائيليا استهدف منزلا في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، من دون ورود أنباء أولية عن شهداء وجرحى. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على وسط مدينة غزة، دون ورود أنباء فورية عن شهداء أو جرحى.

من جانب آخر، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع والأفراد في محاور التقدم بمدينة رفح.

وبثت سرايا القدس مشاهد لقصف، بالاشتراك مع فصائل المقاومة الفلسطينية، لمواقع قوات الاحتلال في محور نتساريم وسط قطاع غزة، وأكدت أنها تمكنت من قنص جندي إسرائيلي جنوب تل الهوا بمدينة غزة.

وأعلن متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن «إسرائيل» دمرت 70% من المباني والبنية التحتية من مدارس ومستشفيات في غزة ضمن حربها المستمرة على القطاع. وقال أبو ردينة - خلال زيارة لموريتانيا- إن الفلسطينيين «يواجهون حربا شعواء في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، في محاولة لإنهاء مشروعهم الوطني المقدس»، وجدد دعوته المجتمع الدولي إلى «وقف هذا العدوان، وسرعة إدخال المساعدات، وإعادة إعمار قطاع غزة»، المحاصر للعام الـ18 والذي يعيش فيه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وامس واصلت المقاومة الفلسطينية خوض الاشتباكات الضارية ضدّ قوات الاحتلال في عدة محاور في قطاع غزة، وذلك في اليوم الـ250 من ملحمة «طوفان الأقصى».

وفي رفح، وتحديداً في مخيم الشابورة، كبّدت المقاومة «جيش» الاحتلال خسائر، ما أجبره على استقدام تعزيزات، بينما واصلت خوض الاشتباكات العنيفة ضدّه في حي البرازيل، جنوبي شرقي المدينة.

وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهدافها تجمّعاً لجنود الاحتلال وآلياته في محيط مسجد السلام، غربي مخيم الشابورة، بقذائف «الهاون» النظامي من عيار 60 ملم.

بدورها، أكدت كتائب شهداء الأقصى تمكّن مجاهديها من استهداف تجمّعات لآليات «جيش» الاحتلال بقذائف «الهاون»، وذلك في شرقي مدينة رفح.

وفي شمال القطاع، أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، دكّها القوات الإسرائيلية في شرقي حي الزيتون، بقذائف «الهاون».

واستهدفت سرايا القدس جنوداً إسرائيليين بعبوة أرضية مجهزة مسبقاً، قرب مسجد سعد، شرقي حي الزيتون، جنوبي شرقي مدينة غزة. كما استهدفت بوابل من قذائف «الهاون» النظامي، أبراج الإرسال في موقع «ناحل عوز» الإسرائيلي، شرقي مدينة غزة.

كتائب شهداء الأقصى استهدفت أيضاً، بوابل من قذائف «الهاون» النظامي أبراج الإرسال في الموقع نفسه.

وفي محور «نتساريم»، جنوبي مدينة غزة، استهدفت سرايا القدس، برشقة صواريخ «107»، مركزاً إسرائيلياً للقيادة والسيطرة.

كتائب شهداء الأقصى استهدفت أيضاً، مقرّ قيادة «الجيش» الإسرائيلي في «نتساريم»، بصاروخين من عيار 107 ملم.

في غضون ذلك، نشرت شهداء الأقصى مشاهد عن طائرة إسرائيلية سيطرت عليها، في أثناء تنفيذها مهمات استخبارية في الأجواء الشمالية لقطاع غزة.

ونشرت قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مشاهد توثّق استهدافها تجمّعات قوات الاحتلال في «نتساريم» بصواريخ «107» قصيرة المدى، بالاشتراك مع سرايا القدس، في عملية تأتي في إطار التعاون بين مختلف الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية. وبينما تواصل المقاومة الفلسطينية تصدّيها لقوات الاحتلال، مكبّدةً إياها مزيداً من الخسائر في العديد والعتاد، أقرّ «الجيش» الإسرائيلي، الاثنين، بمقتل 4 جنود في صفوفه في تفجير المقاومة مبنى في رفح.

وإذ يتكتّم الاحتلال على خسائره ويفرض رقابةً شديدةً بشأنها، فإنّ البيانات والمشاهد التوثيقية التي تصدرها المقاومة في غزة تؤكد أنّ قتلاه ومصابيه أكبر بكثير مما يعلن.

الى ذلك أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، استهداف مدينة أم الرشراش المحتلة - إيلات، بواسطة مسيرات. 

وأكدت المقاومة في بيان أنّ القصف جاء «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ»،  استمرارها في دكّ معاقل الأعداء .

لجنة تحقيق دولية

قالت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة إن «إسرائيل» ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في الحرب على غزة «مثل الإبادة»، واحتجت تل أبيب على ذلك واتهمت اللجنة بالانحياز. وذكرت اللجنة في عرض سيقدم أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل أنه «تم استهداف رجال وصبيان فلسطينيين عبر جرائم ضد الإنسانية، مثل الإبادة والاضطهاد، بالإضافة الى جرائم القتل والنقل القسري والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو القاسية».

واستخلصت لجنة التحقيق تلك النتائج من تقريرين متزامنين، أحدهما ركز على عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول الماضي، والآخر ركز على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 8 أشهر.

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا