اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مريم نسر

رغم كل الحراك الحاصل في مفاوضات وقف العدوان الصهيوني على غزة، والحديث عن مقترحات وأوراق بين الحين والآخر، وصولاً الى تبنّي مجلس الأمن مشروع قرار أميركي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، يمكن القول إن كل هذه المحاولات سطحية وغير جديّة في الوصول الى هذه الغاية، لكن من الممكن أن تفتح طريقاً يبدو أنه طويل، باتجاه وقف الحرب طالما أنه على الطريقة الأميركية، أي الى حين إقتناع "الإسرائيلي" بنفسه أن الاستمرار في الحرب دون جدوى، بعد فشل الأميركي بإنجاز هذه المهمة.

يُعطي الأميركي "للإسرائيلي" المجال والوقت والهامش والتفوّق في مبادرة لم يحصل عليها في الميدان ولن يحصل، تحمل عناوين ومبادىء ولا تدخل بالتفاصيل، وهذا ما لا تقبله حركة حماس بكل تأكيد، إلا أنها لا تتعامل معها بحديّة ورفض مطلق، لكن بإصرارها على تقديم نواة صلبة وثابتة تحت مسمى "تعديل"، تَظهر بطريقة إيجابية وتبدو كأنها لا تُقفِل الأبواب أمام أي مقترح أو حلول مطروحة.

نقاط حماس الثابتة عددها أربع:

١- تبادل الأسرى دون وضع فيتو "إسرائيلي" على أي اسم أسير فلسطيني.

٢- الإنسحاب "الإسرائيلي" الكامل من غزة.

٣- وقف إطلاق نار دائم.

٤ - المباشرة بإعادة إعمار غزة.

بالمقابل، هناك وضوح في التلاعب "الإسرائيلي" والتعامل مع هذه النقاط، أبرزها وضع "فيتو" على أسماء بعض الأسرى الفلسطينيين، وأهمها: رفض إعلان وقف إطلاق نار دائم. ورغم ذلك يحاول الأميركي من خلال اقتراحاته، تحميل مسؤولية العرقلة لحماس وليس لنتنياهو، رغم أنه حتى اللحظة ومنذ إعلان قرار مجلس الأمن الذي رحبت به حماس، لم يصدر أي موقف رسمي من "تل أبيب" بهذا الخصوص، وإنما القبول "الإسرائيلي" جاء على لسان الأميركي.

هذا المشهد ليس جديداً، لكن كل ما يحاول الأميركي فعله هو تخفيف الضغط عنه أمام الرأي العام العالمي، وتأمين غطاء دولي لمخططاته من ناحية، ومن ناحية أخرى حيث المعضلة الأساسية بالنسبة له ألا وهي إقناع "الإسرائيلي" بالمَخرَج الأميركي، وبما أنها مهمة مستعصية جداً حتى اللحظة، يحاول من خلال كل ما يفعله تهييء الطريق للوصول الى ما يريد، وبذلك يترك "للإسرائيلي" المجال ليَقتنع بنفسه، عندما يجد أنه وصل الى مكان غير قادر فيه على الاستمرار في المعركة، فيرضى بذلك بالسيناريو الأميركي الذي بات معروفاً.

صحيح أن أميركا هي مَن يُدير الحرب، ولولا دعمها لا تستطيع "إسرائيل" الاستمرار الى حدّ القول إن واشنطن هي مَن يُقاتل عن "تل أبيب"، ورغم أنها لا تُناسبها صورة "إسرائيل" المهزومة بدليل كل ما فعلته من أجل بقائها قوية وإنقاذها من السقوط، لا تستطيع إحداث نقلة نوعية من خلال اعتماد أسلوب الفرض عليها، وإنما الضغط بشكل تصاعدي لدفع نتنياهو وحكومته اليمينية باتجاه تغيير قناعتهم واستبدالها بالقناعة الأميركية، التي تعتبرها واشنطن هي التي ستُبقي الكيان، بينما الكيان نفسه ومن خلال سياسة حكومته، هو مَن يسير بنفسه نحو الهاوية.   

الأكثر قراءة

لبنان «ساحة» والسفيرة الاميركية: انتخبوا رئيسا قبل 15 ايلول والا الانتظار؟ «هدهد 3» ترصد قاعدة «رامات دافيد» وارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هل تصدر الحكومة دفعة من التعيينات؟ ابو حبيب الى سوريا؟