اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تكمل الأرض دورة واحدة حول محورها مرة كل 24 ساعة، ما يمثل يوما واحدا، لكن دوران الأرض لم يكن دائما ثابتا، وفي وقت مبكر من تاريخ الكوكب، ربما كان الدوران أقل من 10 ساعات.

والآن، اكتشف علماء في جامعة ميونيخ التقنية (TUM) أن اليوم على الأرض يمكن أن يمتد في النهاية إلى 25 ساعة، وهو اكتشاف يمثل تقدما كبيرا في فهم دوران الأرض من خلال ديناميكيات الدوران.

وفي حين أن الأمر قد يستغرق ملايين السنين قبل أن تتم إضافة ساعة أخرى، إلا أن أيام الأرض تطول لسنوات. في الواقع، فهي تزداد طولا بنحو 1.8 ميلي ثانية في كل قرن، وفقا لـ EarthDate، وهو برنامج إذاعي عام أنشأته جامعة تكساس في أوستن.

وهذه زيادة قدرها دقيقة واحدة كل 3.3 مليون سنة، ما يعني أن الأمر قد يستغرق 200 مليون سنة قبل إضافة ساعة أخرى إلى اليوم الأرضي.

ويبدو أن القمر هو المسؤول، لأن الاحتكاك الناتج من المد والجزر يؤدي إلى إبطاء دوران الأرض بمرور الوقت.

وعندما تدور الأرض حول محورها، فإن ذلك يحدد كمية ضوء الشمس الذي يعبر سطحها، وبالتالي يؤثر في طول الأيام. لكن جاذبية القمر تسحب جانب الأرض الأقرب إليه، ما يؤدي إلى حدوث المد والجزر ويتسبب بانتفاخ الكوكب.

وتخلق قوى المد والجزر الاتية من القمر تأثير احتكاك، حيث يبتعد القمر ببطء عن الأرض بمرور الوقت، ما يعيق دوران الكوكب. وفي الواقع، ستكون هذه العملية بطيئة جدا، وقد يستغرق يوم الأرض 200 مليون سنة ليصل إلى 25 ساعة.

وقال كونستانتين باتيجين، أستاذ علوم الكواكب في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، لموقع "لايف ساينس": "إن التغير في معدل دوران الأرض يحدث بشكل تدريجي بما يكفي بحيث يمكن للعمليات التطورية التكيف مع التغيرات بمرور الوقت".

وفي الواقع، كان طول الأيام يتغير لسنوات، وقبل مليار سنة، كان طول اليوم نحو 19 ساعة فقط.

وأوضح باتيجين أن "التغير النسبي في السرعة المدارية لن يكون ملحوظا في الحياة اليومية".

ومن المتوقع أن يبلغ طول الأيام 25 ساعة، وسيكون هناك 350 يوما في السنة بدلا من 365 يوما.

وفي الواقع، يمكن لأحداث كوكبية وفلكية أخرى أن تؤثر في طول يوم الأرض. ويمكن أن يكون للأحداث الأكثر شيوعا مثل الزلازل أن تُحدث تأثيرات في دوران الأرض.

على سبيل المثال، أدى الزلزال الذي ضرب اليابان بقوة 8.9 درجة على مقياس ريختر في 11 اذار 2011 إلى تسريع دوران الأرض، ما أدى إلى تقصير طول اليوم المكون من 24 ساعة بمقدار 1.8 ميكروثانية.

ويشير العلماء إلى أن الكوارث من صنع الإنسان هي عامل محتمل آخر للتأثير في طول أيام الأرض، موضحين: "يمكن أن يؤدي تغير المناخ دورا بسبب إعادة توزيع كتلة الأرض بسبب ذوبان الأنهار الجليدية وتغيرات مستوى سطح البحر والنشاط التكتوني. ومع ذوبان القمم الجليدية القطبية، يتباطأ الدوران".

وباختصار، فإن دوران الأرض هو عملية ديناميكية لها تأثيرات عميقة في الكوكب. فهو يشكل تجربتنا اليومية للوقت، ويؤثر في أنماط الطقس والمناخ، ويؤدي دورا رئيسيا في عمل عالمنا. ومن خلال مجموعة من الدراسات الفلكية والدراسات الفضائية والجيولوجية، يواصل العلماء كشف تعقيدات دوران الأرض، وتعميق فهم هذه الميزة الكوكبية الأساسية.

الأكثر قراءة

لا تهينوا الطائفة الجريحة