اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عكس غياب الإجماع الدولي على البيان الختامي لقمة أوكرانيا التي عقدت في سويسرا، الفشل الغربي في توسيع نطاق الدول المشاركة في سياساتها العدائية تجاه روسيا، في وقت دعا فيه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، الغرب إلى تدفيع الصين الثمن في حال استمرّت بدعم روسيا، متهماً بكين بـ»مفاقمة الأزمة في أوكرانيا».

فقد تحدّثت وكالة «بلومبرغ» الأميركية، عن فشل قمة أوكرانيا في سويسرا في تحقيق أهدافها مع غياب الإجماع على البيان الختامي. وأضافت أنّ زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة سويسرا، حيث جمع أكثر من 100 دولة ومنظمة، لم تفلح في مسعاه لتوسيع نطاق الدعم الدولي تجاه كييف. فقد اختارت الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، التي أرسلت وفوداً، عدم التوقيع على وثيقة القمة. وكانت الصين قد أوضحت أنها لن تشارك فيها.

وأفادت المعلومات عن غياب الإجماع على البيان الختامي خلال قمة أوكرانيا المنعقدة في سويسرا. وقالت إنّ 12 دولة من بينها البرازيل وجنوب أفريقيا والسعودية، لم توقّع على بيان قمّة أوكرانيا.

من جهتها، قالت الرئيسة السويسرية، فيولا أمهرد إنّ «هناك خلافات في وجهات النظر حول غياب روسيا عن القمة».

وشارك في القمة التي انعقدت على مدى يومين 100 دولة وهيئة دولية، لكن 56 دولة فقط كانت ممثلة برؤسائها. فيما غابت روسيا والصين عن القمة، التي دعت إلى إشراك جميع أطراف النزاع في محادثات السلام.

وكالة «بلومبرغ» الأميركية قالت إنّ فشل أوكرانيا في كسب تأييد دول الجنوب العالمي يُظهر أن روسيا لا تزال بعيدة عن العزلة، وأن أفضل آمال أوكرانيا في صد هجوم الكرملين تكمن في المساعدة الغربية. وتابعت أنّ تأمين الدعم الذي يشكل ضرورة أساسية لطموحات إنشاء تحالف عالمي واسع النطاق والمحور الرئيسي لأجندة كييف الدبلوماسية لمدة عامين تقريباً بات بعيد المنال.

الفشل الغربي في تأمين توافق دولي كامل على البيان الختامي للقمة، يعني أن العديد من الدول لا تشارك واشنطن وحلفاءها في «الناتو»، موقفها السياسي من الحرب الأوكرانية - الروسية.

كما أنّ غياب الرؤساء وتأخرهم عن القمة يعكس عدم جدية هذه الدول في مساعي السلام بين أوكرانيا وروسيا. الرئيس الأميركي جو بايدن تغيب عن القمة، واختار تنظيم حملة لجمع التبرعات، وأرسل بدلاً منه نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي غادرت بعد اليوم الأول. كما غادر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس مبكراً. كذلك تغيبت رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني عن الجلسة العامة الأولى ولم تصل إلا في اليوم التالي.

في غضون ذلك دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، الغرب إلى تدفيع الصين الثمن في حال استمرّت بدعم روسيا، متهماً بكين بـ»مفاقمة الأزمة في أوكرانيا». وقال ستولتنبرغ خلال تصريحاتٍ له من مركز «ويلسون» خلال زيارةٍ لواشنطن في الولايات المتحدة الأميركية إنّه لا يُمكن للصين أن تحصل على الأمرين الاثنين معاً «الأول تحسين علاقاتها مع الغرب، والثاني دعم روسيا من دون مواجهة عواقب».

ووصف استمرار إرسال الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا بالأمر الحيوي من أجل «تحقيق السلام» فيها، وذلك بعد رفض كييف الخضوع لمطالب روسيا.

وادّعى ستولتنبرغ أنّ الطريق نحو ما وصفه بـ»السلام» يبدأ بإرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، مضيفاً أنّ «الأمر قد يبدو متناقضاً، لكن يجب دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا».

تصعيدٌ خطير

من ناحيته، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنّ تصريحات ستولتنبرغ بشأن نشر مزيد من الأسلحة النووية، تمثّل تصعيداً خطيراً. وصرّح ستولتنبرغ في وقت سابق ، أنّ الحلف يُجري محادثات لنشر مزيد من الأسلحة النووية، وإخراجها من المستودعات، ووضعها في حالة الاستعداد، لمواجهة تهديد متزايد من روسيا والصين.

وأوضح ستولتنبرغ في تصريح لصحيفة «التلغراف» البريطانيّة «لن أكشف عن التّفاصيل العملياتيّة بشأن كم رأس نووي يجب أن تكون جاهزة للعمل وكم يجب تخزينها، لكنّنا بحاجة إلى التّشاور بهذا الشّأن، وهذا ما نقوم به بالضبط».

وزعم ستولتنبرغ أن «هدف الناتو هو عالم خالٍ من الأسلحة النووية»، وأنه «سيبقى تحالفاً نووياً»، برغم ذلك، لمواجهة ما أسماه تهديدات روسيا والصين وكوريا الشمالية.

وفي وقتٍ سابق، اقترح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، تزويد  «أعداء العالم الغربي» بكلّ الأسلحة الممكنة باستثناء النووية، رداً على العقوبات المفروضة على روسيا، وذلك لإلحاق أكبر قدر من الضرر بتلك الدول التي فرضت قيوداً على موسكو. 

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا