اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يشهد دور المجموعات في كأس أوروبا 2024 في كرة القدم أقوى مبارياته على الورق اليوم الخميس في غيلزنكيرشن، عندما تلتقي إيطاليا حاملة اللقب مع إسبانيا للمرة الخامسة توالياً في البطولة القارية، فيما تسعى إنكلترا الحالمة بلقب قاري أوّل إلى تحقيق فوزها الثاني عندما تلاقي الدنمارك في فرانكفورت.

في المجموعة الثانية، يسعى المنتخبان المنتخبان إلى البناء على انتصارهما في الجولة الأولى، بعد أن قلّبت إيطاليا تخلّفها أمام ألبانيا إلى فوز 2-1 وفازت إسبانيا على كرواتيا بثلاثية نظيفة.

وسيضمن الفائز بالمباراة التأهل الى ثمن النهائي، في حال انتهت المواجهة الثانية في هذه المجموعة بين كرواتيا وألبانيا بالتعادل (قبل احتساب نتائج مباريات الأربعاء).

وتغلّبت إيطاليا على إسبانيا في النسختين الأخيرتين، 2-0 في ثمن نهائي عام 2016، ثم بركلات الترجيح في نصف نهائي النسخة الاخيرة التي اقيمت صيف عام 2021. لكن إسبانيا تغلّبت على إيطاليا برباعية نظيفة في نهائي نسخة عام 2012 بعد أن تعادلا 1-1 في دور المجموعات. كما التقيا في ربع نهائي 2008، عندما فازت إسبانيا بركلات الترجيح.

واعتبر مدرب إسبانيا لويس دي لا فوينتي أن فريقه قدّم مباراة مثالية أمام كرواتيا بقوله "فريقي متعطّش للانتصارات والأمر يتعلّق بلاعبي الخبرة والشبان على حد سواء. اريد الاشادة بطموح هذه المجموعة غير المتناهي".

أما نظيره الإيطالي لوتشانو سباليتي فقال "اتوقع مباراة مختلفة تماماً عن اللقاء الأوّل ضد ألبانيا".

وتابع "لا أوافق البعض بأن المهم هو النتيجة. كلا، المهمّ أن تقدّم كرة قدم جميلة أيضاً، لأنك إذا لم تفعل فأن المنتخبات القوية ستتغلّب عليك".

وتوّجت إسبانيا باللقب ثلاث مرّات، كان آخرها عام 2012 وهي تتساوى في الرقم القياسي مع المانيا.

وفي 40 مواجهة بين الطرفين، فازت إسبانيا 13 مرّة مقابل 11 فوزاً لإيطاليا.

معضلة فودن

وفي فرانكفورت ضمن المجموعة الثالثة، يتعيّن على مدرب انكلترا غاريث ساوثغيت الباحث عن فوزه الثاني توالياً أن يحلّ معضلة فيل فودن الذي فشل في نقل عدوى عروضه الرائعة في صفوف فريقه مانشستر سيتي إلى المنتخب الوطني، لدى مواجهة الدنمارك.

أثار العرض المخيب الأخير لفودن مع منتخب بلاده جدلاً، حول استخدام ساوثغيت لهذه الموهبة الرائعة.

اختير اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز الموسم الفائت، بعد أن لعب دوراً رئيساً في احراز سيتي لقبه الرابع توالياً، بتسجيله 19 هدفًا ونجاحه في ثماني تمريرات حاسمة.

لكن خلافاً لعروضه الرائعة مع سيتي، فإنه لم يجد نفسه بعد في صفوف منتخب بلاده.

فقد عانى خلال مشوار إنكلترا إلى نهائي النسخة السابقة التي اقيمت صيف عام 2021، حيث بدأ بشكل ضعيف في أول مباراتين ولعب لمدة 25 دقيقة فقط، قبل أن يغيب عن الخسارة أمام إيطاليا في المباراة النهائية بسبب الإصابة.

ولم يقدّم فودن أيضاً المستوى المعهود منه في مونديال قطر عندما خرج فريقه في ربع النهائي ضد فرنسا، وقد سجّل هدفاً واحداً في آخر 13 مباراة دولية و4 أهداف فقط في 35 مباراة مع منتخب بلاده.

أدى قرار ساوثغيت باشراك جود بيلينغهام في مركز اللاعب رقم 10 وبوكايو ساكا على الجبهة اليمنى، إلى الزجّ بفودن على الجهة اليسرى. ليست المرة الأولى التي يشعر فيها فودن بأنه ضائع في هذا المركز.

في المقابل، يشغل فودن مركز اللاعب رقم 10 في مانشستر سيتي كما يلعب على الجهة اليمنى أيضاً في بعض الاحيان.

أحد الحلول امام ساوثغيت هو اعادة بيلينغهام للعب إلى جانب ديكلان رايس على حساب ترنت ألكسندر-أرنولد واشراك فودن مكانه، على أن يلعب انتوني غوردون على الجهة اليسرى.

وقال مدرّب الدنمارك كاسبر هيولماند "لا أحد يتوقع أن نتغلّب على انكلترا، لكن هذا الأمر يمكن أن يحصل. الامر بأيدينا، إذا خرجنا فائزين ستتغيّر المعادلة أمامنا تماماً".

أما ساوثغيت فقال "أسلوب الدنمارك يختلف عن صربيا بالتأكيد، لكن هذا لا يعني بأننا لن نواجه المتاعب أمامه".

وتابع "يتعين علينا ان نلعب كما فعلنا في الشوط الأوّل ضد صربيا".

وتعتبر المباراة ثأرية للدنمارك التي خرجت أمام انكلترا في نصف نهائي النسخة الاخيرة بخسارتها 1-2 بعد التمديد.

وفي مباراة ثانية ضمن المجموعة ذاتها، تلتقي صربيا مع سلوفينيا في ميونيخ.

وانتزعت سلوفينيا التي تشارك في البطولة القارية للمرة الثانية والأولى منذ 24 عاما التعادل من الدنمارك 1-1، في حين سقطت صربيا بصعوبة امام انكلترا بهدف وحيد بعد ان قدّمت أداء رجوليا لا سيما في الشوط الثاني.

وقال مدرب صربيا دراغان ستويكوفيتش "لا بديل لدينا سوى الفوز وسنبذل قصارى جهودنا لتحقيقه".

وتابع "لقد هنأت اللاعبين بعد المباراة ضد انكلترا. لا وجود للخيبة باستثناء النتيجة. لا أحبّ الخسارة لكنها جزء من عملي".

فراتيزي

يمثل دافيدي فراتيزي مفارقة قبل مواجهة إسبانيا. لاعب الوسط الدفاعي هو أفضل هدّاف في صفوف المنتخب الإيطالي منذ وصول لوتشانو سباليتي على رأس الإدارة الفنية للأتزوري ويتمتع بوضع لاعب أساسي خلافاً لحالته مع ناديه.

هذا هو أحد الدروس المستفادة من البداية الناجحة للمنتخب الإيطالي في كأس أوروبا في ألمانيا: خلال فوز بطل أوروبا على ألبانيا (2-1) السبت، كان فراتيزي مراقباً عن كثب... من سباليتي. في الصور التي حظيت بتعليقات كثيرة في إيطاليا، من قناة سكاي التلفزيونية التي وضعت إحدى كاميراتها على المدرّب، نرى سباليتي، منزعجًا، وهو يصرخ بتعليماته لفراتيزي.

قال فاقداً أعصابه "دافيدي، عليك أن تذهب إلى هنا، دافيدي، أنت تحبس نفسك حيث يوجد الكثير من الناس".

أشاد سباليتي على الرغم من ذلك في نهاية المباراة بأداء لاعبه الذي من جانبه لم ينزعج من الاهتمام المستمر الذي يوليه له المدرب.

أكّد الاثنين: "لا توجد مشكلة بالنسبة لي، أعتبر ذلك دليلاً على الثقة التي يوليها لي، المدرّب هو أفضل من يرى ما يحدث على أرض الملعب".

والأهم من ذلك كله أن فراتيزي يعرف مقدار ما يدين به لسباليتي.

ثنائية حاسمة ضد أوكرانيا

أصبح في سن الرابعة والعشرين، ومنذ أن تولى سباليتي منصبه بعد الرحيل المفاجئ لروبرتو مانشيني في آب الماضي إلى المنتخب السعودي، ركيزة أساسية في تشكيلة المنتخب الإيطالي.

لعب في عشر مباريات من أصل 11 مباراة في عصر سباليتي، مما جعله اللاعب الأكثر استخدامًا بالتساوي مع جاكومو راسبادوري (نابولي) وفيديريكو دي ماركو (إنتر).

هو منذ آب الماضي أفضل هداف في صفوف المنتخب الإيطالي الذي يبحث عن هداف معتمد، وذلك بتسجيله أربع مرّات، بينها ثنائية حاسمة في مرمى أوكرانيا (2-1) في تصفيات العرس القاري في أيلول 2023 في أول ظهور لسباليتي.

وإذا كان فراتيزي أساسيًا في صفوف المنتخب، فإنه ليس كذلك في تشكيلة إنتر ميلان حيث يواجه منافسة شرسة مع مواطنه نيكولو باريلا، التركي هاكان تشالهانأوغلو والأرميني هنريخ مخيتاريان.

وهنا أيضاً، لا جدوى من توقع أن ينتقد فراتيزي المولود في العاصمة روما والذي خاض 42 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم، معظمها كبديل، وسجل ثمانية أهداف، مدرّب ناديه سيموني إنزاغي.

قال "ليس من السهل أبدًا الانضمام إلى فريق لعب المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في العام السابق، لكن بالنسبة لي، القرارات التي اتخذها سيموني إنزاغي كانت صحيحة".

أعير من ساسوولو إلى الدوري الثانية

قبل أن يتوّج بطلاً لإيطاليا في موسمه الأول مع إنتر، لم يكن فراتيزي يتمتع بالمشوار الواضح الذي كان يتمتع به باريلا شريكه في خط الوسط.

بعد أن بدأ مسيرته في فرق الشباب في لاتسيو، ثم قضى فترة مع منافسه اللدود روما، غادر فراتيزي العاصمة الإيطالية في عام 2017 للانضمام إلى نادي ساسوولو الذي يحتل منتصف ترتيب الدوري الإيطالي.

بعد ذلك، كان عليه التحلي بالصبر: تمت إعارته لثلاثة مواسم متتالية لأندية الدرجة الثانية (أسكولي، إمبولي، مونتسا)، قبل أن يعود إلى ساسوولو حيث لعب موسمين كاملين ولفت أنظار إنتر الذي انضم إلى صفوفه في تموز الماضي على سبيل الإعارة مع إلزامية الشراء (22 مليون يورو).

قال بشأن المواجهة ضد إسبانيا في ما يشبه نهائي المجموعة الثانية، "يتعين علينا أن نعرف كيف نعاني ونلعب كفريق، لأنهم أقوى منا على المستوى الفردي".

مع وجود ثلاثة من زملائه في إنتر في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإيطالي (دي ماركو، أليساندرو باستوني، باريلا) والانسجام مع جانلوكا سكاماكا الذي لعب الى جانبه في ساسوولو، سيكون لفراتيزي دور رئيسي يلعبه.

ولكي يثبت نفسه بشكل نهائي في إنتر ويحظى بالمكانة نفسها التي هو عليها في المنتخب، فقد وجد الحل بالفعل مازحاً "علي فقط أن أضع قميص إيطاليا تحت قميص إنتر".

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»