اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ257 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال إصابة 12 جنديا بغزة خلال يوم واحد، وقال إن عدد قتلاه منذ بداية الحرب بلغ 662 ضابطا وجنديا، وعدد المصابين 3860. في حين قال قائد لواء غيفعاتي إن قواته دفعت ثمنا باهظا، وإنها تواجه تحديا كبيرا لهزيمة مقاتلي حماس برفح، وأكد قائد لواء ناحال أن كمائن القسام تشكل أكبر تهديد لقوات الاحتلال. واستشهد نحو 20 فلسطينيا بقصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وامس اتهمت لجنة التحقيق الأممية المعنية بالأراضي الفلسطينية «إسرائيل» بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حربها على قطاع غزة. وشددت على أن العدد الكبير للضحايا والدمار الكبير للبنية التحتية المدنية هو نتيجة سياسة إسرائيلية مقصودة.

على الجانب الإسرائيلي، فبينما استمرت الخلافات في حكومة بنيامين نتنياهو، تواصل المعارضة مهاجمته وسياسته. وفي حين طالب الوزير إيتمار بن غفير بالمشاركة في الهيئة البديلة عن مجلس الحرب، قال له نتنياهو إنه إذا كان يرغب في المشاركة في الهيئة فعليه الالتزام بعدم تسريب أسرار الدولة.

وعلق بيني غانتس على هذا السجال بالقول: إذا كان نتيناهو يعتقد أن وزيرا يسرب أسرار دولة، فلماذا يمنحه السيطرة على شرطة «إسرائيل» وعضوية المجلس الوزراي المصغر؟

فقد نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأنه إذا أراد أن ينضم إلى الهيئة التشاورية المصغرة البديلة عن مجلس الحرب، فعليه أن يثبت أنه لا يسرب أسرار الدولة.

ورد بن غفير على نتنياهو بالقول إن حزبه يدعم تشريع قانون جهاز كشف الكذب وتعميمه على أعضاء المجلس الوزاري المصغر، شرط أن يشمل أولئك الذين لديهم منظمٌ لعمل القلب، قاصدا بذلك نتنياهو الذي خضع قبل أكثر من عام لعملية زرع منظم لعمل القلب.

وسبق أن طرح نتنياهو مشروع قانون لإخضاع الوزراء لجهاز كشف الكذب، لوقف التسريبات، ولكن لم يتم تمريره. ويرفض نتنياهو إشراك بن غفير في جلسات المشاورات الأمنية رغم أنه يشارك في جلسات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) والحكومة الموسعة.

بن غفير يرفض

وكانت صحيفة «إسرائيل اليوم» قد ذكرت في وقت سابق أن نتنياهو عرض على بن غفير الانضمام إلى هيئة تشاورية والاطلاع على تقارير أمنية، إلا أن بن غفير رفض العرض.

وعقّب حزب «معسكر الدولة» بقيادة بيني غانتس على هذا السجال بالقول «إذا كان نتنياهو يعتقد أن وزيرا يسرب أسرار دولة، فلماذا يمنحه السيطرة على شرطة إسرائيل وعضوية المجلس الوزاري المصغر؟».

من جانبه، قال زعيم المعارضة يائير لبيد -على منصة إكس- «قرأت ما قاله بيبي (نتنياهو) عن بن غفير، وما قاله بن غفير عن بيبي، وأنا أتفق مع كليهما».

يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتراشق فيها علنا كل من نتنياهو وبن غفير، حيث هدد الأخير مرارا بإسقاط الحكومة في حال وافق نتنياهو على وقف الحرب على قطاع غزة قبل تحقيق أهدافها وإبرام صفقة تبادل للأسرى.

الى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، «نحن في حرب على جبهات عديدة، ونواجه تحديات كبيرة وقرارات صعبة»، مشيرا الى ان «الوقت ليس مناسبا للسياسات التافهة والتشريعات التي تعرض التحالف الذي يقاتل من أجل النصر للخطر»، مؤكدا انه «علينا جميعا أن نركز فقط على هزيمة حماس وإعادة كل المختطفين وإعادة السكان سالمين في الشمال والجنوب».

المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، لم يتأخر في الرد، معتبرا «الحديث عن تدمير حماس ذر للرماد، وما دامت الحكومة لم تجد بديلا لحماس، فالحركة ستبقى».

وكان ذكر موقع أكسيوس نقلا عن مسؤولين أميركيين أن البيت الأبيض ألغى اجتماعا رفيع المستوى مع «إسرائيل» بشأن إيران كان مقررا عقده اليوم. وقال المسؤولان إن القرار جاء احتجاجا على فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تزويد الجيش الإسرائيلي بأسلحة أميركية، بهدف توجيه رسالة إلى نتنياهو. غير ان البيت الابيض سارع الى نفي المعلومات.

وامس شهدت منصة الضيوف في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) صدامات محدودة وعراكا بالأيدي بين عناصر الأمن وعدد من الضيوف المحتجين المطالبين بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو. وأظهرت مقاطع فيديو اندلاع الصدامات بعدما رفع عدد من المحتجين لافتات ورددوا شعارات تطالب برحيل نتنياهو وحكومته، فتدخل حراس الكنيست لإنهاء الاحتجاج. كما أظهرت مشاهد أخرى تظاهر عدد من المحتجين في أروقة الكنيست للمطالبة بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.

في غضون ذلك، أفادت مصادر بأن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى كبار مسؤولي حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) في الدوحة. وأضافت المصادر أن اللقاء يأتي في إطار جهود الدوحة للتوصل إلى انفراجة في محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

على الصعيد الميداني، شنت «إسرائيل» قصفا مكثفا على وسط وشمال قطاع غزة، مما أدى الى سقوط شهداء وجرحى، في حين تفاقمت الأزمة الإنسانية وسط تحذيرات من الجوع وشدة العطش.

وأفادت المعلومات عن استشهاد شخصين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. ونقلت أن شمال مخيم النصيرات يشهد حركة نشطة لآليات الاحتلال تزامنا مع قصف مدفعي عنيف وقذائف دخانية. وأضافت أن زوارق الاحتلال تطلق النار بشكل مكثف تجاه شواطئ النصيرات والزهراء شمال غرب المحافظة الوسطى.

ونشب حريق في منزل بمنطقة المخيم الجديد جراء استمرار القصف شمال النصيرات، وأطلقت طائرات مسيرة النار بشكل مكثف تجاه منازل المواطنين. وكان أفيد في وقت سابق باستشهاد 6 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية داخل منزل في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

صفارات إنذار

في المقابل، أفيد عن أن صفارات الإنذار دوت في عدة بلدات في غلاف غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق جسم جوي مشبوه من قطاع غزة وسقوطه في مناطق الغلاف.

من جهتها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن دوي صفارات الإنذار جاء تحذيرا من تسلل طائرة مسيرة لأول مرة منذ شرين الثاني الماضي. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية أنه بعد نحو 40 يوما من القتال لا يزال الجيش بعيدا عن تحقيق المهام التي أنيطت به في رفح. ومنذ 6 أيار الماضي يشن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا على رفح، مما أجبر أكثر من مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية.

فوضى وعطش

في الجانب الإنساني، أكدت الأمم المتحدة أنها لم تتمكن من توزيع المساعدات في قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي بسبب الفوضى والذعر في المنطقة. وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمم المتحدة رحبت بخطوة وقف هجمات الاحتلال الإسرائيلي من الخامسة صباحا إلى الرابعة مساء بالتوقيت العالمي في المنطقة الممتدة من معبر كرم أبو سالم إلى طريق صلاح الدين ثم باتجاه الشمال في غزة. لكنه نبه إلى أن هذا التوقف لم يترجم بعد إلى وصول المزيد من المساعدات إلى المحتاجين، مضيفا أن المنطقة المذكورة خطرة جدا.

من جهته، حذر مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة من تعرض مئات الآلاف في شمالي القطاع للعطش نتيجة اشتداد أزمة نقص المياه الصالحة للشرب. ونتجت هذه الأزمة من تدمير جيش الاحتلال محطات تحلية المياه والآبار في مدينة غزة وشمالي القطاع، إضافة إلى عدم توافر الوقود اللازم لتشغيل مضخات المياه.

تدمير معبر رفح

وامس قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن معبر رفح (جنوبي قطاع غزة) لم يعد صالحا للاستخدام بعد تدمير الجانب الفلسطيني منه بالكامل. وأظهر مقطع فيديو نشرته الإذاعة -عبر منصة إكس- الدمار الهائل الذي خلّفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في المعبر، حيث تظهر القاعة الرئيسية وقد سُويت بالأرض، إلى جانب تدمير المباني المحيطة.

وكان أقرّ «جيش» الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل 662 ضابطاً وجندياً، وإصابة 582 بجروح خطرة منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023. 

صعوبات

أقرت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور بوجود صعوبات تواجه الرصيف العائم الذي أقامه الجيش الأميركي على ساحل قطاع غزة، وأعربت عن تقديرها للدور الإنساني لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في القطاع.

مفوضية حقوق الإنسان

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن القوات الإسرائيلية ربما انتهكت مرارا المبادئ الأساسية لقوانين الحرب في غزة. وفي تقرير يقيّم 6 هجمات إسرائيلية، ذكرت المفوضية أن استخدام «إسرائيل» للأسلحة المتفجرة يحول دون التمييز بين المدنيين والمقاتلين.

في الأثناء، قالت رئيسة لجنة التحقيق المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة نافي بيلاي، إن السلطات الإسرائيلية مسؤولة عن جرائم حرب ضد الإنسانية، مضيفة أنها مسؤولة عن عمليات القتل والتهجير القسري والتجويع والعنف الجنسي ضد الفلسطينيين. وقالت بيلاي إن «إسرائيل» استهدفت المدنيين بشكل متعمد في مناطق مكتظة بالسكان، كما منعت وصول المواد المعيشية الأساسية للمدنيين الفلسطينيين واستخدمته أداة للحرب.

الأكثر قراءة

صرخة معلولا: أيّها الأسد أنقذنا