اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سامر الحلبي


إذا أردت أن تعرف لبنان من الوجهة الرياضية فكرة السلة هي "الرمز" وهي الكلمة المفتاح، وإذا أردت ان تتعمق أكثر في مفهوم كرة السلة اللبنانية فإن النادي الرياضي هو "السفير" وهو صاحب البلاط الملكي الذي استحوذ على "مفاتيح النجاح" منذ سنوات وسنوات بلا منازع، حتى بات وجهة عشق تكبر يوما بعد يوم ويزداد حبه في قلوب الصغار والكبار.

لقد اختتم الرياضي مهمته بنجاح وتفوق "عشرة على عشرة" هذا الموسم، وهو المتوج قبل أيام بلقب بطل القارة الصفراء، أكبر قارة على وجه البسيطة، وتنتظره مشاركة "شرفية" و"مشرّفة" في بطولة العالم للأندية التي تستضيفها سنغافورة في أيلول المقبل، وذلك تتويجا لجهود لاعبيه وجهازه الفني وإدارته وجماهيره.

وفي هذا السياق الطويل الذي استعرضناه، كان لـ"الديار" حديث خاص وقيّم ومشوق مع المدرب الناجح أحمد فرّان الذي أسهب في الكلام وفتح قلبه.

يقول فران في بداية حديثه "أرى أن مستوى فريق الرياضي هذا الموسم كان مميزا، بل كان الفريق يحلق في مكان آخر إذا صح القول، وهذا ما لمسه الجمهور من خلال المباريات والبطولات التي تحققت بدءا من الدوري وصولا حتى دوري ابطال اسيا مرورا بدبي وغرب اسيا وباعتقادي فإن النادي الرياضي استحق العلامة كاملة وهذا ليس من عندي فحسب بل بشهادة كل الخبراء والمتابعين، وخصوصا من خلال اللقب الآسيوي الأخير في الامارات ولنكن واقعيين فإن مستوى البطولة كان مرتفعا وواجهنا صعوبة أمام الفرق، ولكن "الكيمياء" العالية بين لاعبينا والتجانس والخبرة الطويلة والروح الجماعية هي التي أسبغت طابع السلاسة والسهولة على المباريات كافة، وهذا هو اللقب القاري الثالث آسيويا يدخل خزائن الرياضي وهذا فخر عظيم للبنان برمته".

الدوري والأجانب

يرى فرّان أن مستوى الدوري المحلي كان عاليا وقد نجح الموسم الماضي بشكل لافت خصوصا بعد اعتماد الاتحاد اللبناني لكرة السلة النظام الجديد للاعبين الأجانب (3 و2+1)، وبالتالي أضحت كل المباريات تنافسية ولاسيما أنها أوجدت تقاربا في مباريات الفرق في ما بينها، وهناك فرق قد دعمت صفوفها للموسم المقبل، وان النادي الرياضي قد اعتاد على الضغطين "الداخلي والخارجي" وطالما أن صفوفه مدعومة بالعناصر الكافية فهو لا يكترث بما يحصل لأن فريق "أبناء المنارة" على قدر المسؤولية دوما ويعي من أين تأتي المخاطر فيستعد لها كما ينبغي.

يتابع "إن تفوق النادي الرياضي يعود لأسباب عدة وعوامل توصل للنجاح ولأعلى القمم، أولها الاستقرار الإداري الحاصل في النادي منذ سنوات، وبالطبع الإرادة والعزيمة لدى اللاعبين والجهاز الفني فهناك تكامل وتناغم دائم والكل شبك يديه مع باقي رفاقه وتعاهدنا على الانتصارات لأن الذهنية الموجودة في النادي الرياضي هي "ذهنية الفوز والتفوق" وهذا عامل أساسي لا يمكن اغفاله، بالطبع القصة ليست "فائض قوة" كما يخيل للبعض لأنه ببساطة كل الفرق المنافسة تدفع الأموال الطائلة وتستقدم الأجانب وتطمح للفوز والمنافسة.. كل ما أقوله أننا نكره الخسارة وتجانس تام بين الإدارة واللاعبين والجهاز الفني وهذه هي "الخلطة السحرية" التي يفكر البعض في كيفية فك رموزها وطلاسمها".

أما عن كيفية اختيار الأجانب في النادي الرياضي يقول فران انه يتم البحث عن اللاعبين الذين يستطيعون مساعدة الفريق في تحقيق الأهداف البعيدة وسد الثغرات والمراكز التي نبحث عن سدها، ويتم متابعة كل لاعب وتجربته ومن ثم يكون القرار للإدارة التي ترصد ميزانية مالية معينة لكل أجنبي حسب اسمه وتاريخه وقدراته، ويرى مدرب الرياضي بأن ناديه هذا الموسم قد تعاقد مع "خيرة" الأجانب الذين برهنوا على علو كعبهم في الملعب وأمتعوا جمهور الرياضي كما يلزم.

يواصل مدرب الرياضي حديثه "هناك متابعة عن قرب للاعبين الناشئين والشباب في فريق الرياضي وهم على "الرادار" بانتظام، لأنه ببساطة إذا وجدنا خامة مميزة ولاعب لامع يستحق أن يصعد إلى الفريق الأول نبلغ الإدارة بأن اللاعب الفلاني بات مطلوبا للانضمام إلى الكبار وهذه السياسة معتمدة منذ فترة وليست جديدة علينا".

سمعة باق

وبالانتقال للحديث عن نجمين خارقين طبعا اسمهما بأحرف من ذهب في فضاء النادي الرياضي وسماء كرة السلة اللبنانية بشكل عام، أمير سعود ووائل عرقجي يقول (أبو عمر): "شهادتي مجروحة بهما، هما لاعبين حققا كل شيء من إنجازات فردية وجماعية، وأعتقد بأن النادي الرياضي محظوظ بوجودهما في صفوفه وأرى أن السنوات لا تزال طويلة أمامهما لتحقيق المزيد من الإنجازات أما بالنسبة لإسماعيل أحمد "سمعة" فقد جدد عقده مع الرياضي وطالما هو يستمتع باللعب وقادر على العطاء ويرغب بالمشاركة في المباريات فأهلا وسهلا به.. حتى لو بلغ 60 عاما".

يتمنى فران أن تكبر قاعة النادي في المنارة وتزداد الجماهير، ومن منظوره فإن فريق الرياضي أصبح أكبر من حجمه السابق بمرات كثيرة بل هو ممثل دائم للبنان وسفير فوق النجوم وفريق يضم نجوما وعمالقة ويحضنه جمهور كبير ووفي، لذا بات لزاما أن يمتلك النادي الرياضي ملعبا تتسع مدرجاته لآلاف المشجعين بجهود القيمين ومحبي النادي وأصحاب الأيادي الكريمة ويدعو "المقتدرين" إلى التفكير جديا ببناء ملعب ضخم بحجم النادي البيروتي العريق الذي حفر اسم لبنان في كل المحافل، وإكراما لجمهوره العريض.

يواصل كلامه "بلا شك فإن تأهلنا لبطولة العالم للأندية وتواجدنا مع نخبة النوادي العالمية و6 فرق من 6 قارات هو إنجاز بحد عينه، طبعا لا أعد بالمنافسة على المركز الأول ولكنني أعد بتقديم صورة مشرفة لكرة السلة اللبنانية، أما عن المنتخب اللبناني الحالي فأرى أن هذا الجيل هو الأفضل ولكن عن التأهل لأولمبياد باريس 2024 أقول إنه صعب جدا خصوصا بوجود المنتخب الإسباني الأوفر حظا بالتأهل، ولكن لا نغفل في الجهة المقابلة اهتمام الاتحاد باللعبة وبالفئات العمرية وبالترتيب المشرف الذي وصل إليه لبنان آسيويا بعد أستراليا صاحبة المركز الأول وإذا استبعدنا أستراليا وأعدناها إلى قارتها الأصلية أوقيانيا فنحن أصحاب المركز الأول.. بالطبع هناك خطوات قادمة ستعطي فرصا أكبر لكرة السلة اللبنانية التي ثبتت اقدامها عربيا وأصبح لبنان هو الرائد بلا منازع".

علاقتي بالأنصار

وعن تشجيعه لنادي الأنصار في دوري كرة القدم، يردف "ليست المرة الأولى التي أعبر فيها عن حبي لنادي الأنصار، هذا الفريق الذي عشقته منذ صغري وهذا ليس عيبا أو جرما، فكل إنسان يميل رياضيا إلى فريق ما في لبنان أو في أوروبا، بالطبع لم يكن هدفي الإساءة إلى فريق النجمة أو إلى جمهوره من خلال الفيديو الذي ظهرت فيه أثني على لاعبي الأنصار، وبالمناسبة فإن هذا الفيديو قد أرسلته بصورة شخصية إلى أحد أصدقائي من لاعبي الأنصار، ولكنني تفاجأت بهذا الهجوم غير المبرر من جمهور النجمة وبعض العبارات التي استعملت ضدي، يبدو أن البعض يستغل "وسائل التواصل" من أجل القدح والذم وأقول لهؤلاء سامحكم الله... فجمهور النادي الرياضي يضم بدوره من جماهير النجمة والانصار وغيرهما... علما بأن مشاهير وفنانين ومدربين كثر سبقوني في هذا المجال وأعربوا عن تأييدهم وحبهم لهذا النادي أو ذاك الفريق وأتمنى التوفيق للأنصار والنجمة معا في مباراتهما الأخيرة في السداسية".

يختم "أنا شخص أؤمن دوما بالتواضع في عملي ومع خالقي ومع الناس، حكمتي هي التواضع ومقولتي هي من تواضع لله رفعه.. وأشكر الاعلام الذي واكب الرياضي وأشكر صحيفة "الديار" التي أتاحت لي الحديث والتعبير على صفحاتها، وشكري الكبير هو لجمهور النادي الرياضي الذي وقف معنا ودعمنا ولم يبخل علينا في الموسم الماضي".


الأكثر قراءة

لا تقعوا في فخ حزب الله