اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



زادت جرعة التهديدات "الإسرائيلية" على لبنان في الآونة الأخيرة، إن كان مِن قِبل مسؤولين صهاينة على رأسهم وزير الحرب أو عبر الأميركيين، مُرفقة بحملة إعلامية كبيرة يُشارك فيها الإعلام، بعضه خليجي وبعضه لبناني، بالإضافة الى الترويج للحرب "الإسرائيلية" على لبنان من قِبل بعض الإعلاميين والناشطين والمسؤولين اللبنانيين، وصولاً الى أن بعضهم تخطى الترويج الى فكرة التحريض على استهداف لبنان من قبل العدو الإسرائيلي، وسيناريو مطار بيروت الدولي خير دليل على ذلك...

إن كان تهديداً "إسرائيلياً" جدياً للبنان أو تهديداً بهدف الضغط على المقاومة لتحصيل مكاسب يعجز عن تحقيقها في الميدان، رفع حزب الله من مستوى تهديداته أيضاً من "فيديو" هدهد المقاومة لخطاب السيد حسن نصرالله الأخير لفيديو الى مَن يهمّه الأمر، مرفقة بعمليات نوعية قبل وبعد. فإذا كان التهديد "الإسرائيلي" جدّياً، أظهرت المقاومة تكلفة الحرب معها، وإذا كان العدو يخوض حرباً نفسية، تكون بذلك حققت المقاومة الغاية نفسها، نسبة لما فعله تهديدها بالرأي العام داخل الكيان وبمسؤوليه..

أما بحال الخروج من دائرة التهويل والوقوف عند ما يقوله رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو فيما يتعلّق بجبهة لبنان، فعلى خلاف ما يُصرِّح به المسؤولون الصهاينة، يتجنّب نتنياهو إعطاء تعهدات لمستوطني الشمال تتعلّق بتوسيع الحرب على لبنان، ومن الواضح أنه حذِر في استخدام تعابيره عندما يتحدّث عن جبهة الشمال، وهذا يدل على أن نتنياهو لا زال يُراهن على حصول مَخارج سياسية واتفاق معين بعد الإنتهاء من مرحلة الحرب في قطاع غزة، لذا لا ينحصر الحديث داخل الكيان عن مسار عسكري بشكل مُطلق مع لبنان، وإنما الكلام حتى الآن يأخذ مساريْن: عسكري وديبلوماسي.

وبما أن مَن تقوم بدور البحث عن حل سياسي مع لبنان هي الولايات المتحدة، عبر إرسال موفدها آموس هوكشتاين، وبما أن قرار الحرب المفتوحة على لبنان لا يمكن أن تتخذه "تل أبيب" دون موافقة واشنطن، تم تسليط الضوء على زيارة وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت الى أميركا بهذا التوقيت وعلى الملفات التي سيبحثها، والتي يُمكن من خلالها فهم مسار المرحلة المقبلة. فإن أبرز ما تم التركيز عليه في الكيان حول هذه الزيارة، هو بحث ملف شحنات الأسلحة، بحيث أن هناك معلومات نَقَلَها الإعلام "الإسرائيلي" وحتى المصادر الأميركية، أن 50% من شحنات الأسلحة كانت مُجمَّدة من ثلاثة أشهر، وليس فقط شحنة سلاح وحيدة أُعلِن عنها مع بداية عملية رفح، والتي كانت تتضمن خمسة الآف قذيفة من العيار الثقيل. وهذه المسألة تُمثِّل عقبة أساسية إذا كانت "إسرائيل" تريد الإستعداد لأي عمل عسكري في لبنان، وبالتالي يجب أن يكون لديها المخزون الكافي من الذخائر. لذا تُعتبر من إشارات إيجاد نية حقيقية على تنفيذ التهديدات، أنه يجب على الولايات المتحدة أن تقوم بالإفراج عن هذه الشحنات..

المنطق الذي يُروِّج له "الإسرائيلي" هو أن بعد الإنتهاء من المرحلة الثالثة، سيكون أكثر تفرّغاً للجبهة الشمالية واستعداداً ربما لعمل ما.. لكن في نفس الوقت هو يعلم أن العائق الأساسي حيال هذا العمل متعلق باعتبارات الجبهة اللبنانية بحد ذاتها، أي بالتكاليف التي ستتحملها "إسرائيل" على مستوى الجبهة الداخلية ككل. فالحسابات اتسعت الى حد القول الى أي مدى ممكن أن يُحدِث حزب الله اختراقات، وبالتالي يُحدِث تغييراً في بعض القراءات والسيناريوهات، لأن هناك مستجدات يبدو أنها لم تكن ضمن اعتبارات "الإسرائيلي"، وهي ما عرضته المقاومة من فيديوهات تُظهِر الإلمام الدقيق بطبيعة الأهداف الصهيونية، بالإضافة الى ما يراه "الإسرائيلي" كل يوم من عمليات للمقاومة ووصول مسيّراتها للعمق "الإسرائيلي"، وهذا يُعتبر تحدّياً جديداً والأميركي تحدّث عنه.

يخشى الأميركي أيضاً من أن يتمكّن حزب الله من تدمير جزء كبير من الدفاعات الجوية "الإسرائيلية"، بحيث أن بهذه الحال ستتغيّر كل الحسابات، ما يعني أنه من الممكن أن تتعرّض "إسرائيل" لهزيمة في هذه الحرب، أو على الأقل الدخول بحرب غير مضمونة النتائج، لذا تُعتبر هذه المسألة خاضعة للنقاش بين الأميركيين و"الإسرائيليين"، ويُمكن القول إن هناك تحفّظا أميركيا وميْلا باتجاه أن لا تذهب "إسرائيل" بخيار الحرب على لبنان، كي لا تتورّط أميركا أكثر..

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»